مصر والبرازيل… شراكة من أجل المستقبل

بقلم / عبد الرحيم أحمد
ليس ثمة شك بأن إقامة علاقات متوازنة وتحالفات إقليمية ودولية كانت إحدى الأدوات المهمة التي تميزت بها الدبلوماسية المصرية طوال العقد الماضي، والمؤكد أن هذا النهج كان له عظيم الأثر في تعزيز التعاون بين مصر والعالم الخارجي من جهة، وحل العديد من القضايا والملفات الشائكة من جهة أخرى.
وفي معرض حديثنا عن علاقات مصر الخارجية تأتي البرازيل باعتبارها واحدة من أهم الدول التي ترتبط مع القاهرة بروابط مباشرة ووثيقة التي تمتد لقرن من الزمن، وانه لمن حسن الطالع أن يتزامن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لنظيره البرازيلي لولا دا سيلفا مع الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهي زيارة تعد الأولى لرئيس برازيلي لمصر منذ عشرين عاما.
وقد شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التعاون بين البلدين حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي ووزارة العلوم والابتكار بجمهورية البرازيل فى مجال العلوم والابتكار.
كما تم التوقيع على برتوكول تعاون بين وزرارة الزراعة المصرية ووزرارة الزراعة والإنتاج الحيواني البرازيليبة.
والواقع أن هناك حزمة من المحددات التي تؤطر العلاقة بين مصر والبرازيل، فكل منهما تمثل ثقلا كبيرا في محيطها الإقليمي، كما تعد مصر والبرازيل من القوى الصاعدة من بين دول الجنوب، فالاولى تقود جهود التنمية المستدامة في أفريقيا، بينما تضطلع الثانية بدور فاعل ومؤثر لتحقيق التنمية داخل أمريكا الجنوبية بأسرها، أضف إلى ذلك فإن البلدين عضوان في تجمع البريكس الاقتصادي المهم، فيما ترأس البرازيل مجموعة العشرين وقد وجهت الدعوة لمصر للمشاركة في اجتماعات المجموعة طوال مدة رئاسة البرازيل لها.
ولعل المؤشرات التي صدرت مؤخراً عن سفارة البرازيل بالقاهرة تعكس الروابط المتينة بين الجانبين فقد أكدت ان البرازيل تعد أكبر شريك تجاري لمصر في أمريكا الجنوبية في حين تحتل مصر المرتبة الرابعة كأكبر شريك تجاري للبرازيل في أفريقيا، مما أدى إلى بلوغ الميزان التجاري بينهما 2.8 مليار دولار وقد اقتربت صادرات مصر للبرازيل من ملياري دولار.
أيضاً فإن ما يحدث من تقارب واضح بين مصر والبرازيل سيعمل على زيادة معدلات نمو البرازيل والاقتصاد المصري على السواء والأهم من كل ذلك هو الحد من عمليات الاحتكار والمضاربات على عملات أجنبية بعينها، فالبرازيل تمثل سوقا مهمة توفر المتطلبات المصرية دون الحاجة إلى عملات صعبة تمثل عبئا ثقيلا على موازنة الدولة وتقف حائلا أمام الحصول على العديد من الواردات المهمة لاسيما الدواء.
إن المصريين الآن مدعوون لجني ثمار جهد شاق وعمل دؤوب، بطله الأول والأخير قيادة سياسية أخلصت للوطن، فالتف من حولها أبناؤه، فكان النجاح حليف الجميع.