
لما كانت اللغة العربية أجلّ وأعظم لغات الدنيا، وهي لغة أهل الجنة في الآخرة، تلك التي وإن اعْتُبرَت لغةٌ كغيرها من اللغات تختلف في تدريسها من حيث الأساليب والطرق عن أي لغةٍ أخرى.
ويرجع ذلك لأسبابٍ عديدةٍ: أهمها أنها لغتنا الأم التي اعتدنا عليها ولاقترانها بشكل أصيل باللغة العامية وقد يبدو هذا الأمر بأنها سهلة التلقين والتعلم، ولكن على العكس من ذلك، فاللغة العربية تحتل المرتبة الأولى من حيث مستوى الصعوبة، إذ أن بلاغتها المبهرة ومترادفاتها العظيمة وعلومها من نحو وصرف ونقد وأدب وغيرها وثروتها اللغوية الكبيرة كل هذا منحها هوية خاصة عن باقي اللغات، تلك الهوية التي صنعت لنا إرثًا خاصًا من الأدب بأنواعه المختلفة والمؤلفات العظيمة التي نتوارثها عبر الأجيال.
وقد لا يختلف اثنان في أن العملية التَعلمية والمناهج التربوية تمر بتطور مستمر و دائم يقينًا والتصاقًا بالتطور المعرفي للإنسان على مر العصور، فالإنسان سيد وسطه الذي يسعى دائمًا لتطوره تأقلمًا مع احتياجاته إذن فالعملية التعليمية عملية تسلسلية مترابطة، فكلما تغير نمط الحياة انتعش الفكر وتطورت وسائل التعليم.
إلا أن البحث عن الوسائل الحديثة لا يلغي أبدًا الوسائل التقليدية النمطية فلولاها ما درست أنت وما درس أستاذك الذي علمك بل هي الأساس الذي نقل إليك الثقافة والعلم الذي تلقنه بكل إخلاص لتلامذتك الآن.
وفيما يلي سوف نستعرض في سلسلة مقالات بعض النقاط التي تؤهلك لتعليم اللغة العربية بسهولة ويسر وتجعل من طرق التدريس التي تستخدمها مادة شيقة وجذابة تجعل من اللغة العربية وقواعدها وادابها مادة محببة لدى النشء.
أولًا: اللقاء الأول:
كقولنا الانطباع الأول يدوم والنظرة الأولى و التواصل الأول هو اللبنة الأولى التي تتأسس عليها تراكمات نظرتك ورأيك حول الشخصية التي أمامك، و هو الحال نفسه مع طلابك فكثير من المعلمين يهملون تلك النقطة ويستصغرون دورها ولكن عليك كمعلم لغة عربية. أن تشير في لقائك التعارفي الأول إلى النقاط الآتية:
– لا بد أن يستشعر الطلاب من الوهلة الأولى بحبك لمادة اللغة العربية، وأنها هدف وطموح حققته ووصلت إليه فهذا سيشعرهم بأنك معلم مثقف ومطلع وواثق الخطى ومتمكن من مادتك.
– أن تحدثهم عن النماذج والأعلام المميزة في الأدب والمعلمين الأوائل والعلماء السابقين الذين أسسوا ووضعوا المعاجم والقواعد وكيف تعلمت منهم وما أهم الكتب التي تعلمت منها وأيضا عن أساتذتك السابقين وعن أسلوبهم فالتلاميذ يحبون أن يستمعوا لمثل هذه المعلومات ولا بأس أن نستمع منهم أيضا عن معلميهم الأوائل باعتبارها طريقة مرنة غي كسر الحاجز التقليدي لعلاقة المعلم والمتعلم فلا ضير من الاقتراب منهم ومصادقتهم في إطار من الاحترام والوقار.
– أن تبرز مدى معرفتك باللغة العربية لايعني أن تلجأ إلى أساليب التعجيز واستخدام أسلوب قوي في الحوار فهذا قد يكون له من الترتبات السلبية، لهذا حاول أن تكون بسيطًا في أسلوبك اللغوي ،مع المحافظة على- قدر الإمكان- التحدث بالفصحى.
– لابد أن تغير الصورة الرتيبة لديهم عن اللغة العربية، كأن تشير مثلًا أن التمسك باللغة الأم من أسباب تطور الحضارات مستشهدًا في ذلك بمجموعة من الأمثلة الواقعية كالحديث عن الحضارة الصينية أو الكورية، أو أن تشير إلى أنها أصعب اللغات تعلمًا، وأن إتقانها كفيل بإثبات مدى قدرتهم على تعلم أي لغة أخرى..
– قبل أن تعرض عليهم المقرر الدراسي، اطلب آراءهم واسألهم عما يحتاجونه من المادة، وخذ مقتراحاتهم بعين الاعتبار فستساعدك في تنمية مهارات التعبير والحوار والحديث والمناقشة لديهم.
بقلم/ سارة سيد.. مدرس أول لغة عربية