كواليس مريبة وراء استقالة محافظة البنك المركزي التركي من منصبها

كواليس مريبة كشفت عنها ملابسات استقالة محافظة البنك المركزي التركي حفيظة غاية إركان، من منصبها على خلفية توترات مالية ونقدية يعاني منها الاقتصاد التركي مؤخراً.
وأرجعت “إركان” استقالتها لأسباب منها الحاجة إلى حماية أسرتها وسط “اغتيال سمعتها”، ما أثار شكوكاً حيال سياسة التشديد النقدي القوية التي اتبعتها.
وجاء في بيان الاستقالة الذي أعلنتها حاكمة المصرف المركزي التركي وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي: طلبت من الرئيس أن يعفيني من مهامي التي تولّيتها بكل فخر منذ اليوم الأول.
ووفق وكالة “رويترز”، قالت محافظة البنك المركزي التركي المستقيلة: إنها أقدمت على هذه الخطوة لأسباب منها تشويه السمعة ولحماية أسرتها.
وفي يناير الماضي، اتهمت موظفة سابقة في البنك المركزي التركي حاكمة المصرف، حفيظة غاية إركان، بمنح مزايا لعائلتها داخل المؤسسة، وفق ما نقلت وسائل إعلام، الأمر الذي نفته المسئولة.
وقال وزير المالية محمد شيمشك، في بيان منفصل، إن البرنامج الاقتصادي سيستمر دون انقطاع، وإن استقالة إركان كان قرارها الشخصي.
بعد ساعات من استقالة حاكمة مصرف تركيا المركزي، عيّن الرئيس رجب طيب أردوغان، المصرفي المعروف فاتح كاراهان محافظًا جديدًا للبنك المركزي التركي خلفا لحفيظة غاية أركان.
وأُعلن قرار الرئيس التركي في الجريدة الرسمية عند منتصف الليل، ويشغل كاراهان، وهو خبير اقتصادي سابق لدى بنك
الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، يشغل منصب نائب محافظ البنك المركزي التركي منذ يوليو. ونشرت بلومبرج قبل تعيينه رسميًا أنه كان من المتوقع أن يتولى المنصب المصرفي الأعلى في البلاد .
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد عيّن “إركان” في هذا المنصب في شهر يونيو الماضي، وهي أول امرأة تدير البنك المركزي، لتنفيذ تحول تام بعيداً عن السياسات غير التقليدية التي شملت خفض أسعار الفائدة وأدت إلى ارتفاع شديد في التضخم وهروب المستثمرين الأجانب من تركيا.
ومنذ يونيو 2023، رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 45 من 8.5% تحت إشراف إركان.
وجاء في بيان “إركان” التي شغلت منصباً رفيعاً سابقاً في “وول ستريت” على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي: “طلبت من
الرئيس أن يعفيني من مهامي التي تولّيتها بكل فخر منذ اليوم الأول”.
وفي أول تعليق له على خبر الاستقالة، قال وزير المالية التركي إن استقالة محافظة البنك المركزي إركان كان قرارها. في
حين ذكرت أنباء أخرى أن الاستقالة جاءت على خلفية فضيحة إعلامية تتّهمها بمنح مزايا لعائلتها في المصرف المركزي التركي.
وتولت حفيظة غاية أركان البالغة من العمر44 عامًا، منصب حاكمة المصرف المركزي التركي، مطلع يونيو بعد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان، لتكون أول امرأة تشغله.
وذكرت الصحف التركية أنه تم تخصيص مكتب وسيارة خدمة وحراس شخصيين لوالد الحاكمة، إيرول إركان، الذي لا يجرؤ أحد على معارضته.
وقالت بصرة بوزكورت، الموظفة السابقة في البنك لصحيفة “سوزجو” التركية: “طُردت بأمر من والدها. هناك مقاطع فيديو تظهره يأتي كل يوم إلى البنك بسيارة الشركة، ويعطي الأوامر للموظفين وهو لا يتمتع بأي سلطة للقيام بذلك”.