فوجيل : مجلس الأمة الجزائرى أدى دوره على أكمل والثنائية البرلمانية زادت التجربة الديمقراطية نضجا

الجزائر :
وجه السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، أمس الخميس 10 أكتوبر 2024، كلمة أمام ملتقى مجالس الشيوخ في إفريقيا، المنعقد في العاصمة الإيفوارية ياموسوكرو، ألقاها نيابة عنه السيد ميلود مبارك فلوتي، عضو مجلس الأمة، وذلك خلال جلسة النقاش المخصصة لموضوع “عمل ووظيفة مجالس الشيوخ”.
استعرض السيد صالح قوجيل في كلمته تجربة الجزائر في نظام الثنائية البرلمانية الذي تبنته منذ ربع قرن، والتي جسدها الدستور في مادة ثابتة تنص على أن “يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون من غرفتين وهما المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة”، وأكد أن هذا التغيير في بنية النظام البرلماني الجزائري قد حظي بتطوير مستدام في تشكيلته ووظيفته، بهدف تعزيز الديمقراطية التشاركية وضمان المزيد من الاستقرار والتوازن.. مشيرا إلى خصوصية التجربة الجزائرية في مجال الثنائية البرلمانية، والتي تمليها طبيعة الدوافع التي شجعت على اختيار هذا النهج الديمقراطي السديد ومراجعة البناء المؤسساتي للدولة.
وأكد السيد صالح قوجيل، في كلمته أن إنشاء مجلس الأمة شكل حدثا وطنيا هاما، وإعلانا عن مرحلة جديدة تتماشى وحتمية التغيير واستدراك النقائص، من أجل حماية مؤسسات الدولة ونظامها الجمهوري وتكريس الديمقراطية التشاركية، وكذا، الارتقاء بالأداء البرلماني وتوسيع تمثيل الشعب في مؤسسة التشريع والرقابة..
وتطرق السيد صالح قوجيل، إلى تشكيلة ومهام وصلاحيات مجلس الأمة وآليات عمله في إطار علاقة تكاملية مع المجلس الشعبي الوطني والتعاون والتنسيق مع الحكومة، موضحا أن الثنائية البرلمانية قد زادت التجربة الديمقراطية نضجا في الجزائر، وأن دستور 2020 الذي بادر به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، قد كرسها باعتبارها النظام الأكثر ديمقراطية وانتشارا في الأنظمة الدستورية العالمية، وأكد من خلال توسيع صلاحيات مجلس الأمة وترقية مكانته كمؤسسة وازنة في تسيير شؤون البلاد، أن المجلس قد أدى وظيفته التشريعية والرقابية على أكمل وجه منذ تأسيسه، وهو قادر على مرافقة التحولات والتغيرات التي يتطلبها بناء الجزائر الجديدة،. وقد أثبت من خلال حصيلة عمله أنه وجه آخر للإرادة الشعبية، وأداة دستورية من أجل الديمقراطية التي تنص على تقوية مؤسسة الرقابة البرلمانية، كما أنه لم يتوان، من خلال الدبلوماسية البرلمانية، عن الدفاع عن مصالح إفريقيا وحقها في التنمية والسلم والاستقرار واستقلالية القرار، وعن مناهضة الاستعمار والدعوة إلى إنهائه في ربوع القارة… وفي هذا السياق، رحب السيد صالح قوجيل بانتشار ثنائية الغرف البرلمانية بين الدول الإفريقية، ودعا إلى تعزيزها وتوسيع التمثيل الشعبي في برلماناتها، وإحداث الإصلاحات التي تتطلبها، من أجل تقاسم المسؤوليات بين المؤسسات ومواجهة التحديات بجهود إفريقية.