
أقامت الأكاديمية العربية الدولية للملكية الفكرية المنبثقة عن الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ندوة تحت عنوان “البرامج مفتوحة المصدر بين المزايا والتحديات للعالم العربي”.
تحدث فى البداية المستشار المحامي أسامة البيطار الأمين العام للاتحاد العربي لحماية الملكية الفكرية، والذي أدار الندوة عن أهمية التطور التكنولوجي من خلال الذكاء الاصطناعي فى العالم العربي فى ظل الحماية الفكرية.
طالب البيطار بضرورة إلقاء الضوء على المصادر والمشروعات من حيث التطور والتصنيف وفقا لبرامج الحماية.
في الوقت الذي أشار فيه الدكتور حسام لطفى أستاذ القانون المدني بكلية الحقوق جامعة بنى سويف والمستشار القانوني للاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية إلى أن توفير برامج مفتوحة المصدر بات شيئا هاما وضروريا، ولاسيما في ظل وجود قدره للدول للحصول على المصدر من أي مجال وأصبح ذلك متاحا على الإنترنت وإتاحة المصادر من خلال السوفت وير، والذي بات به تطور كبير فى كل مناحي الحياه وأصبح محور الذكاء الاصطناعي متاح فى كل المجالات بصفه عامة.
واستطرد الدكتور حسام لطفي وهو واحدا من المتخصصين والخبراء في مجال الملكية الفكرية خلال الندوة التي حضرها حشد كبير من الخبراء والمختصين والمدربين من دول عربية مختلفة مثل السودان والإمارات والأردن أن التطور فى أدوات المعرفة حققت طفرة علمية من خلال برامج الحاسوب الذى يحقق عملياته عن طريق الأرقام بنظام الخوارزمي بمعادله رياضيه تسمى خريطة تدفق المعلومات.
وتابع: نحن الآن بصدد تقدم البرامج بلغه الهدف وليس بلغه المصدر ولدينا عده معايير لحمايه المصدر وهى استخدام وقتي واستخدام أجهزتي، وأيضا عقدي الذي أبرمته معك هكذا تبدو الحماية والعائد حياله وتعطى لنا حقوق المؤلف ونحن نملك حقوق المؤلف، وأن البرامج المفتوحة تعطي فرصة للإبداع ويصب كل ذلك في مصلحة البشرية، ونحن نرى قوة أمريكا والاتحاد الأوربي تأتي من المنح والنشر في الأبحاث من خلال ما تمنحه للدول النامية والذي لا يعرفه البعض فأن الشعب الأمريكي حوالي 67% لا يلتحق بالجامعة.
ونوه الدكتور حسام لطفي في كلمته، إلى أننا عندما ندخل ونرى المحتوي فأننا قد دفعنا ثمنا لذلك وهذا يعني أن البرامج المفتوحة ليست مجانية من الدول المتقدمة أو تكريما لدول العالم الثالث لأن الأولي قد قبضت الثمن والثانية قد دفعت مقابل ذلك أي أن الشركة المنتجة قد حصدت ثمن ذلك فالبرامج المفتوحة ليست مجانية ولكنها وسيلة جديدة ومتطورة.
كما أن الذكاء الاصطناعي يقوم على المحاكاة وأن أصحاب المواهب محميين، وبلاشك فإن الحياة صارت سهلة بسبب التطور في أداة المعرفة فهناك برامج للكمبيوتر وأخرى للحاسب أو الحاسوب وهي برنامج بتحسب لأنها تعمل بالأرقام.
بدأ التحكم في الآليات والتكنولوجيا الجديدة مرعبا على الدول الفقيرة ولقد لاحظنا حتى وقت قريب عندما أشيع بأن عطل قد حدث في وسائل التواصل الاجتماعي أي توقف النت وهو ما أصابنا جميعا بالشلل التام فقد توقف كل شيء وهذا يعني أن هناك سيطرة كاملة من الدول المتقدمة تكنولوجيا على الدول النامية أو الفقيرة ولم تعد الرقمنه هي فقط التعبير أو استخدام الأرقام للتعبير عن الأفكار بل أتسعت لتشمل العديد من أدوات المعرفة التي باتت تغير وجه العالم في لحظات.
بينما حذر الدكتور محمد خليف استشاري الابتكار والتحول الرقمي ومقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة من أن التكنولوجيا هي القوة التي تعادل القوي النووية في العصر الجديد ومن لا يملك التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فلن تقوم له قائمة في العالم الجديد وقد تقدمت بعض الدول العربية في هذا المجال ولعل دولة الإمارات العربية نموذج لهذا التقدم من خلال نموذج اللغة الذي طورته والذي يدعم العربية
وأشار خليف إلي أن التطور فى البرامج المفتوحة لابد من وجوده بقوة في الدول العربية بهدف مواكبة سرعه التطور في التكنولوجيا لأنه يوفر نموذج عمل جديد للخدمات يمكن من خلاله، إضافة قيمة مضافة للشركات من موارد وشركاء من خارج المؤسسة اعتمادا علي منظومة الابتكار المفتوح عبر مبرمجين وشركات ناشئة وصغيرة والأساس هنا في النجاح توفير عناصر النجاح والمكاسب لكل الأطراف.
وقال: إننا بعيدين عن التطور التكنولوجي العميق ومن ثم فأن الحل يكمن في تبنى البرامج المفتوحة المصدر لكي نحصل على أفضل ما تنتجه العقول عالميا بشرط أن يتبناها باحثين ومتخصصين لصالح الدولة ومنشأتها وتشجيع شركات ناشئة للبناء علي تلك المصادر المفتوحة وتوفير خدمات ذات جودة وتكلفة معقولة.
وحذر الدكتور محمد خليف، من وجودة فجوة كبيرة ما بين الدول المتقدمة والدول النامية والتي تزيد إتساعا مع الوقت مما يشكل صعوبة على الدول الفقيرة أو الأقل نموا وهناك ثلاثة مخاطر كبري يواجهها العالم تتمثل في تزييف وتضليل المعلومات والذكاء الاصطناعي كسلاح لقتل.
وتركز التكنولوجيا في يد الدول الكبرى وبالتالي اتساع الفجوة بين الدول المتقدمة والفقيرة المستخدمة فقط للتكنولوجيا وهو أحد أخطر المشاكل التي تواجه العالم مستقبلا ولابد من العمل في الدول النامية من خلال التثقيف وزيادة الوعي ونحن نفعل ذلك من خلال المجلس الأعلى للثقافة وتدريب الشباب والحكومات.
وطالب خليف بضرورة بناء شركات عربيه تتبنى أنواع البرامج المفتوحة وتعمل عليها ونحن في سبيل ذلك نسعى للتعاون والشراكة مع دول متقدمة مثل ألمانيا وإسبانيا، وعلينا أن نخرج مستقبلا من عباءه الشركات الغربية مغلقة المصادر واللجوء إلى التوطين التكنولوجي بمستشارين متخصصين فى البرمجيات فى المجال التكنولوجية ولاسيما أن البرمجيات ليست رفاهيه بل أصبحت أساسية ولابد أن يكون هناك تعاون عربي ونستفيد من تجربة الإمارات العربية فى الابتكارات والذكاء الاصطناعي.
أضاف دكتور محمد خليف استشاري الابتكار والتحول الرقمي ومقرر لجنه الثقافة الرقميه والبنيه المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة : لابد أن تؤمن الحكومات بدور المصادر المفتوحة لأنها السبيل لتوفير خدمات رقمية مستدامة القيمة.
ويجب العمل علي خلق صناعه جديده والتأسيس من خلال التعليم بصفة عامة و التوسع في تجربة المدارس التطبيقية للذكاء الاصطناعي بعد مرحله الإعدادية وتبنى الدول العربية لنقل تكنولوجيات المجال الصناعي والزراعي والخروج بأجيال جديده بفكر متطور.
كما يجب أن يحظى قطاع الاتصالات بمصر والدول العربية باهتمام حكومي كبير فمن خلاله نستطيع أن نحقق استثمارات ماليه عالية بوجود مسابقات تكنولوجيه تؤهل أجيال للعمل التكنولوجي المتطور من خلال الذكاء الاصطناعي حيث انه لدينا كوادر شبابيه مميزة ،ولكنها تحتاج للكثير من التأهيل.
وتطرق المحامي أسامه البيطار، إلى تجارب بعض الدول العربية ومن بينها الأردن الذي حقق طفره تكنولوجيه لأنه يسيطر على نصف صناعه المحتوى والعالم الافتراضي مثل موقع خلدون حيث حقق من خلال زيارته أكثر من مائه مليون زائر، ولدينا الألعاب الإلكترونية والذي أشترته الشركات العالمية بالملايين.