
الحرب البرية في غزة.. ذكرت صحيفة أمريكية، نقلا عن مصادر خاصة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض التوقيع على الخطة النهائية للعملية البرية في غزة، التي وضعتها قيادة الجيش الإسرائيلي.
خطة الغزو
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلا عن محاورين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، أن “قيادة الجيش الإسرائيلي وضعت بالفعل خطة الغزو النهائية، لكن نتنياهو أثار غضب كبار المسؤولين برفض التوقيع عليها”.
واعتبرت المصادر أن أحد الأسباب هو أن نتنياهو يريد موافقة بالإجماع على العملية من أعضاء حكومة الطوارئ التي تم تشكيلها بعد هجوم “حماس”.
كيف استعد الجيش الإسرائيلي لهذه العملية البرية؟
ومابين رفض نتنياهو وإصرار الجيش يبقى السؤال كيف استعد الجيش الإسرائيلي للعملية البرية؟ وإجابة هذا السؤال كشفت عنه صحيفة “وول ستريت جورنال” وقال إن القوات الإسرائيلية بنت بنى نسخة طبق الأصل من قرية فلسطينية عامة أطلق عليها اسم “غزة الصغيرة” في قاعدة بصحراء النقب.
وراح الجنود يتدربون على القتال ضد المسلحين في الشوارع الضيقة ومتاهة من الأنفاق، وشاركت مجموعة من الجنود في تمرين على كيفية اقتحام القرية من الصحراء”.
ومن الساتر الترابي على أطراف البلدة الافتراضية، تحركوا بين المآذن البارزة من المساجد والبيوت البيضاء المستطيلة، التي رسم على أسوار بعضها صور للراحل ياسر عرفات، وشبانا يلقون الحجارة.
وواجهوا مسلحين يرتدون قمصانًا سوداء، في محاكاة لمقاتلي حماس، صارخين ” إيش، إيش، مكررين الكلمة العبرية التي تعني “نار”، كذلك تدربوا على إخراج الجنود المصابين إلى خارج القرية وكيفية رصد المسلحين داخل المباني.
غزة مصغرة
و”غزة الصغيرة” هذه التي بنيت عام 2006 والمعروفة رسميًا باسم مركز التدريب الحضري، التابع للقوات البرية الإسرائيلية، نضم 600 مبنى.
وتهدف تلك المجمعات المكونة من ثمانية طوابق فضلا عن أكواخ ومدارس، إلى إعداد الجنود الإسرائيليين على المواجهات والاشتباكات داخل الأنفاق وبين المساجد والأسواق الضيقة.
كما توجد قرية مماثلة أيضا لدى الجيش الإسرائيلي في الشمال، تحاكي بلدة لبنانية.
وفي السياق، أكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون أنه سيكون من المستحيل تحييد قدرات حماس دون الدخول فعليا إلى داخل غزة، لاسيما أن مستودعات الأسلحة والمعدات الحربية التابعة للفصائل مخبأة على حدود القطاع أو في أنفاق تحت الأرض، وبالتالي على حدود إسرائيل عملياً، وفق توصيفهم.
شبكة العنكبوت
وأكدت مصادر مطلعة في الغرب والشرق الأوسط أن حماس لديها أنواع مختلفة من الأنفاق الممتدة أميالا طويلة، بعمق 80 مترا، أسفل قطاع غزة الساحلي الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا، من ضمنها أنفاق للهجوم والتهريب والتخزين والعمليات.
كما ذكر مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الخاصة الإسرائيلية ستواجه تحدياً لم يسبق له مثيل إذ سيتعين عليها خوض قتال مع حماس مع محاولة تجنب قتل الأسرى المحتجزين تحت الأرض، في “شبكة العنكبوت”.