بعد انسحاب اتحاد جدة بسبب تمثال قاسم سليماني.. ما الإجراءات المتوقعة

انسحب الاتحاد السعودي أمام مضيفه سيباهان الإيراني، الاثنين، ضمن دور المجموعات في دوري أبطال آسيا لكرة القدم “بسبب ظروف غير متوقعة”.
وأصدر نادي اتحاد جدة السعودي، بيانا رسميا، يوضح سبب رفض الفريق خوض لقاء سباهان الإيراني ضمن منافسات الجولة الثانية بمجموعات دوري أبطال آسيا.
ووفقا للتقارير، فإن لاعبي اتحاد جدة، رفضوا نزول أرض الملعب لمواجهة سباهان الإيراني بسبب تواجد تمثال قاسم سليماني وهو قائد عسكري إيراني عند نهاية النفق المؤدي للملعب، ليقرر الحكم إلغاء اللقاء.
وقال الاتحاد الآسيوي، عبر موقعه الرسمي إنه تم الغاء المباراة في دوري أبطال آسيا 2023-2024 ضمن المجموعة الثالثة، والتي كان من المقرر أن تجمع بين سيباهان الإيراني والاتحاد السعودي على ستاد نقش جاهان في اصفهان مساء يوم الإثنين، وذلك بسبب ظروف غير متوقعة.
وتظهر فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي آلافا من الجماهير الإيرانية الغاضبة بسبب إلغاء المباراة، وهي تردد هتافات ضد وجود تمثال سليماني في الملعب.
وقدرت أعداد الجماهير التي حضرت لمشاهدة لعبة الاتحاد وسيباهان، التي يفترض أن يشارك فيها النجم الدولي كريم بن زيما بعشرات الآلاف.
وغادر نادي الاتحاد الملعب اعتراضا على ما وضع في الملعب من تمثال، وأن مراقب وطاقم حكام اللقاء طلبوا من المسؤولين الإيرانيين إزالة التماثيل واللافتات وتم الرفض من قبل مسؤولي سيباهان، وأن مراقب الاتحاد الآسيوي دوّن كل التجاوزات التي أدت إلى الغاء اللقاء، وسيتم عرضها على لجنة الانضباط لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
الإجراءات المتوقعة
ويتخذ كل من ” FIFA” و “UEFA” موقفا صارما عندما يتعلق الأمر بالبيانات السياسية في كرة القدم حيث ذكرت الأولى مرارا وتكرارا أنه لا ينبغي أبدا استخدام كرة القدم للرسائل السياسية وأن التركيز يجب أن يكون على اللعبة نفسها ولا شيء آخر.
ويتلخص موقف “FIFA” من الرسائل السياسية في القانون 4 من قوانين اللعبة: يجب ألا تحتوي المعدات على أي شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية، ويبين الظاهر من النص هنا أن إيران قد تكون خالفت قواعد اللعبة بوضع تمثال سليماني في الملعب.
ويكمل القانون أنه يجب على اللاعبين عدم الكشف عن الملابس الداخلية التي تظهر شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية أو إعلانات بخلاف شعار الشركة المصنعة.
كما إن “فريق اللاعب الذي تحتوي معداته الإلزامية الأساسية على شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية سيعاقب من قبل منظم المسابقة أو من قبل فيفا.
كما أن أي لاعب/ فريق يكشف عن الملابس الداخلية التي تظهر شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية أو إعلانات بخلاف شعار الشركة المصنعة سيعاقب من قبل منظم المسابقة أو من قبل فيفا.
وفي عام 2021 نشرت فيفا قائمة بالعقوبات للدول التي استخدمت المباريات لنقل رسالة غير مناسبة للرياضة والحدث، ومعظم تلك العقوبات تتعلق بتصرفات غير لائقة للجمهور أو رسائل سياسية أو اجتماعية قاموا بنقلها.
وتدخل تلك العقوبات ضمن قسم “النظام والأمن” في القانون الرياضي، ووصلت الغرامات فيها إلى عشرات آلاف الدولارات، ومن بين الدول التي تعرضت لعقوبات عام 2021، المجر وأرمينيا وتشيلي وكازخستان وكوسوفو وجورجيا ورومانيا وأرمينيا وروسيا واسكتلندا وصربيا.
وفي آيرلندا تعرض المنتخب الوطني لعقوبات حينما رفع شعار الذكرى المئوية لانتفاضة عيد الفصح الآيرلندية.
كما تم تغريم برشلونة 150 ألف يورو بعد أن رفع المشجعون علم إستيلادا خلال مباراة بدوري أبطال أوروبا، وهو علم غير رسمي، يرفعه عادة الانفصاليون دعما للاستقلال عن إسبانيا.
وفي سبتمبر 2016 ، تم تغريم نادي سلتيك الاسكتلندي 10 آلاف يورو بعد أن عرض قسم من المشجعين أعلام فلسطين خلال مباراة دوري أبطال أوروبا ضد فريق هبوعيل الإسرائيلي.
وكان الاتحاد القاري قرر هذا الموسم إقامة مواجهات الأندية السعودية والإيرانية في دوري ابطال آسيا بنظام الذهاب والإياب في البلدين، وذلك بعد إقامتها على أرض محايدة منذ 2016 بسبب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت المباريات التي تجمع فرق الاتحادين السعودي والإيراني، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، تقام على أرض محايدة في الدول الخليجية المجاورة، بحسب قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي عام 2016.
وكانت الرياض قطعت علاقاتها مع طهران عام 2016 إثر هجوم شنه متظاهرون إيرانيون على كل من سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
لكن البلدين اتفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ تم التوصل إليه بوساطة صينية في العاشر من مارس الماضي.
وتطورت العلاقات بين إيران والسعودية حين فتحت الجمهورية الإسلامية سفارتها في السعودية في السادس من يونيو.