مقالات الرأي

الهدنة الإنسانية في غزة شهادة تميز جديدة للدبلوماسية المصرية

بقلم / عبد الرحيم أحمد

إن نعت مصر بالشقيقة الكبرى لم يأت من فراغ وقد أثبتت الأزمة الأخيرة متمثلة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أن مصر هي الذراع التي تحمي وتدافع وتزود عن الأشقاء في المحن والخطوب، لقد سخرت مصر كل إمكانياتها من أجل احتواء الموقف وتكللت جهودها في النهاية بالتوصل إلى هدنة إنسانية مدتها أربعة أيام في خطوة تؤكد ريادة مصر وحرصها على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وعبر استعراض موجز وسريع لجهود مصر خلال الأسابيع الماضية نجد القاهرة وقد صارت قبلة لأطراف الأزمة أو الدول التي تبحث عن حل كما أصبحت بمثابة محور ارتكاز انطلقت منه مبادرات التهدئة وقوافل الإغاثة الإنسانية إلى القطاع ، أضف إلى ذلك عملت القيادة السياسية على التنسيق والتشاور الدائم والمستمر حتى حدثت الانفراجة التي يرنو إليها الجميع.

إن الأحداث العظيمة دائماً ما يقف وراءها العظماء، هذا ما تؤكده ردود الفعل الإقليمية والدولية تعليقا على نجاح مصر في التوصل إلى هدنة إنسانية.

على الصعيد الإقليمي جاءت إشادة الجامعة العربية والبرلمان العربي ودول المنطقة لتؤكد أن الخطوة جاءت في التوقيت المناسب حتى يلتقط الفلسطينيون أنفاسهم بعد قرابة شهرين من العدوان السافر الذي يقصف بوحشية المدنيين والبنى التحتية والمؤسسات الصحية دونما اعتبار لمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان التي صدعنا الغرب بالحديث عنها وانتهكتها إسرائيل على مرأى ومسمع من الجميع.

وعلى صعيد رد الفعل الدولي فقد جاء الاتصال الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الأمريكي جو بايدن بمثابة نقطة أخرى مضيئة تؤكد أن مصر عظيمة، عظيمة بقيادتها ودبلوماسيتها الرائدة، عظيمة بحرصها على الدم الفلسطيني وصون المقدسات وحماية أمن الوطن واستقراره، فقد توجه بايدن بالشكر والتقدير للدور المصري في الوساطة المشتركة التي أدت إلى التوصل للهدنة الإنسانية بقطاع غزة، مثمنًا الجهود المصرية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، ومؤكداً رفض الولايات المتحدة القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية.

شهادة أخرى جاءت في حديث بايدن للرئيس السيسي حيث  أكد ان الجهود المصرية تأتي في إطار حرص القاهرة على حقن الدماء وتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشددًا على ضرورة العمل على البناء على الهدنة الإنسانية الحالية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإدخال الكميات المطلوبة من المساعدات الإغاثية والوقود لجميع مناطق القطاع.

أيضا فقد توالت ردود الفعل المرحبة بالجهود المصرية من قبل الدول الأوروبية التي ثمنت دور الدبلوماسية الحكيمة التي تعمل تحت قيادة الرئيس السيسي في داخل مصر وخارجها حتى أثمرت تلك الجهود عن هدنة ظن العديد من الأطراف الدولية أنها مستحيلة.

على أية حال فإن الجميع مطالب الان بالبناء على هذا النجاح حتى يمكن الوصول لوقف شامل وتام لإطلاق النار لنحفظ ماء الوجه ونضطلع بجزء يسير من المسؤولية إزاء الدماء الطاهرة التي سالت على أرض فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى