الرئيسية

الصين تنقذ الباندا من الانقراض لحماية البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية

صديق البيئة يأكل جالسا مثل البشر

الصين : أيمن عامر

تعمل جمهورية الصين الشعبية على حماية الباندا العملاقة من الانقراض سواء في المحميات أو في الأماكن الطبيعية، مما يسهم بشكل فعال في التنسيق بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية .

 أنشأت الصين مراكز بحثية ومحميات طبيعية تعزز بشكل كبير جهود حماية الباندا العملاقة، وهو نوع مهدد بالانقراض، بالإضافة إلى تعزيز حماية البيئة والتنمية الاقتصادية البيئية ، خاصة أن نمو وتكاثر الباندا يؤشر على البيئة النظيفة الخالية من التلوث مما يعزز جهود الجمهورية الشعبية فى الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية القاتلة التى تواجه العالم أجمع

نظمت حكومة دوجيانغيان الصينية زيارة لمائة صحفى عرب وأقارقة وأجانب  وموقع ” صوت الأمم ” لإحدى المحميات الطبيعية للباندا بقاعدة دوجيانغيان للتعرف ومشاهدة حياة الباندا

 قاعدة دوجيانغيان

أنشأت الصين قاعدة دوجيانغيان التابعة للمركز الصيني لحماية وأبحاث الباندا العملاقة في بلدة جبل تشينغتشنغ في مدينة دوجيانغيان على بعد 18 كيلومترًا من وسط المدينة. يحده من الشمال جبل تشينغتشنغ المقدس في الطاوية، ومن الجنوب بلدة جيه زي القديمة في غرب سيتشوان، ويمر عبرها الطريق الإقليمي 303 (حلقة السياحة في غرب سيتشوان) .


حماية الباندا

يعد المركز الصينى لحماية الباندا بقاعدة دوجيانغيان، معهد متخصص في إنقاذ الباندا العملاقة وأبحاث الوقاية من الأمراض في الصين، ويغطي مساحة تبلغ 760 مو، أي ما يعادل حوالي 50.7 فدانًا.

يضم المركز سبع مناطق وظيفية ، منطقة البحث في الوقاية من الأمراض، منطقة العزل والفحص الصحي، منطقة التدريب على التأهيل، منطقة التعليم العام، منطقة المكاتب، ومنطقة المناظر الطبيعية، ويمكنه تلبية احتياجات إنقاذ ورعاية 40 باندا عملاقة.

المناظر الطبيعية

تفتح قاعدة دوجيانغيان مساحة تبلغ حوالي 500 مو ، أي ما يعادل 33.5 فدانا، للجمهور، تشمل منطقة إعادة تأهيل وتدريب الباندا العملاقة، ومنطقة التعليم العام ومنطقة المناظر الطبيعية، حيث تقام أنشطة للتوعية والتعليم العام.

 تتميز القاعدة الحالية بأشجارها الكثيفة، وخيزرانها الأخضر، وأصوات الطيور وعبير الزهور، وهوائها النقي. تم دمج المباني الخضراء المصنفة بثلاث نجوم بمهارة مع البيئة الطبيعية، مما يوفر للباندا العملاقة بيئة حياة ممتازة.

تعتبر هذه القاعدة مؤسسة بحثية غير ربحية لحماية الباندا، تم إعادة بنائها بدعم من حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وبتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 230 مليون يوان.

حماية البيئة

 تعمل قاعدة دوجيانغيان مع قاعدة وولونغ في مركز أبحاث حماية الباندا في الصين، وقاعدة بي فنغ شيا في مدينة ياعان، لتشكيل ثلاث منصات نموذجية لحماية الباندا العملاقة سواء في المواقع أو في الأماكن الطبيعية، مما يسهم بشكل فعال في التنسيق بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 الحدائق الوطنية

أعلنت الصين فى عام ٢٠٢١ عن الإنشاء الرسمي لمجموعة من حدائقها الوطنية، بما في ذلك أول حديقة وطنية للباندا العملاقة. تغطي هذه الحديقة مساحة حوالي 2.2 مليون هكتار أي حوالي 60٪ من موطن الباندا العملاقة البرية، والتي تعد موطنا لأكثر من 70٪ من أعداد هذه الحيوانات البرية. وبالتالي فإن إنشاء حديقة وطنية لها يعد مرحلة جديدة في الحفاظ على الباندا العملاقة في الصين.

مهدده بالانقراض

خفض الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) ، وفي كتابه الأحمر ، مستوى تهديد الباندا العملاقة من مهددة بالانقراض إلى معرضة للخطر، مما يعكس إنجازات الصين الرائعة في مجال الحفاظ على الباندا العملاقة ويسلط الضوء على صورة الصين كدولة رئيسية مسؤولة عما تقوم به في مجال الحفاظ على الطبيعة. وبفضل الجهود المشتركة لجميع قطاعات المجتمع، أصبح الحفاظ على هذا النوع من الحيوانات وأبحاثها قصة نجاح يكتبها الصينيون، مما يشكل مثالا يحتذى به للحفاظ على الحياة البرية العالمية.

عائلة الدب

يعد الباندا العملاقة أو البَنْدَة العملاقة أو الدب الصيني أو الدبُّ الأبقع أو دب الخَيْزُران حيوان ضخم من عائلة الدب ، موطنه الأصلي جنوب وسط وجنوب غرب الصين. يتميز بالهالات السوداء حول عينيه وأذنيه وباستدارة جسمه. ويميزه فروه الثخين الذي يحميه من البرد. الذكور أكبر حجماً من الإناث وتزن نحو 110 كيلوجرامات، أما الإناث فَتَزِنُ نحو 95 كيلوجراما. تطول نحو 140 سم (يراوح طولها من 2 إلى 3 أقدام وقد يصل 6 أقدام) وهو مهددٌ بالانقراض، إذ لا يتجاوز عدده الألف، ومع أنها مصنفة ضمن الحيوانات آكلة اللحوم إلا أن جُلَّ طعامها من الخيزران (بنسبة 99%). وتأكل العسل والبيض والسمك والبطاطا والبرتقال والموز أيضاً.

الكنز الوطنى

بصفتها رسول السلام ورمز الصداقة ، فإن الباندا العملاقة هي واحدة من أغلى الحيوانات في العالم ، والمعروفة باسم “الكنز الوطني للصين”، ففي سبتمبر 2009 ، تعاونت حكومة مقاطعة Foping مع مركز أبحاث محافظة شانشي لإنقاذ وتغذية الحياة البرية النادرة لإنشاء قاعدة تدريب جبال كين العملاقة الباندا للتدريب على الحياة البرية ، والتي تحاكي بشكل أساسي البيئة المعيشية للباندا العملاقة في الغابات.

الموروث الثقافي

تكافح حكومة الصين، للمحافظة على حيوان الباندا العملاقة، وحمايته من الانقراض بوصفه جزءا من الموروث الثقافي الصيني على مر العصور، حيث تعتبر منطقة وسط وجنوب شرق الصين الموطن الأصلي للباندا العملاقة، وتحديدًا في محافظتي شانشي وسيتشوان

الأنواع المحمية

الباندا العملاقة نوع من الأنواع المحمية لتجنيبها من الانقراض ويظهر تقرير أن عددها وصل 239 وهي التي تعيش في الأسر داخل الصين و 27 خارج البلاد، أما في البرية فهناك نحو 1590 فرد يعيش في البرية، وهناك دراسة أجريت عن طريق تحليل الحمض النووي يقدر فيه أن هذا الرقم يمكن أن يصل إلى 2000 إلى 3000. وتشير بعض التقارير أن عدد الباندا العملاقة في البرية آخذة في الارتفاع أيضاً.

 

حدائق الصين

تتواجد الباندا العملاقة في أغلب حدائق الصين وذلك راجع لمحافظة أسرة هان الإمبراطورية بالصين على موروثها الثقافي، حيث كتب الكاتب سيما كسيانجرو أن الباندا العملاقة هي أغلى الحيوانات الغريبة لدى الأسرة في حديقة الإمبراطور في شيان. وحتى سنة 1950 كانت الباندا تعرض في حدائق الحيوانات.

ماهرة السباحة

تعتبر الباندا نوع من الحيوانات التي تشبه الدببة في شكلها واحدى فصائلها ، وتختلف في أحجامها وتختلف عن الدببة بوجود هالات سوداء حول عينيها وأذنيها وجسمها مستدير الشكل وفروها سميك لونه أبيض وأسود، ولها أرجل سوداء وشريط عريض مستدير عبر الكتفين وذيل صغير . والباندا ماهرة فى السباحة خاصة إذا شعرت بالخطر كما أنها تعيش فى الجبال النائية الوسطى فى الصين وتحب أن تروى ظمأها بتناول البامبو والخصراوات الخضراء

رمز حضارى

ويعتبر حيوان الباندا رمز حضارى وثقافى فى الصين، وقد حافظَت عليه أُسرة هان الإمبراطورية واعتبرتهُ أغلى حيوان في حديقة الإمبراطور في شيان، كما اعتبرته الأغلى بين كل الحيوانات ونجد أن غلاءه يتفوق حيوان مثل الفيل بخمس مرات، وهناك العديد من الجهود التى تبذلها الصين فى الحفاظ على الباندا من الإنقراض وإعادته لموطنه

الطرق بين الجبال

وقد مهدت الحكومة الطرق بين الجبال لكي تسهل على السياح التجول بسهولة ويسر والاستمتاع بالمناظر الخلابة حيث يزور المكان 100 ألف سائح سنويا، وتتوافر له فقط فرصة مشاهدة اثنين من الباندا العملاقة في بيوت محاطة بأسوار والباقي حر طليق محظور الدخول إلى مكانه، نظرًا لأن الباندا لا حيوان لا يسمح لأحد بالدخول إلى مكانه أو التطفل عليه، كما يزخر المكان بالمناظر الطبيعية بالإضافة إلى الحيوانات والنباتات النادرة والثمينة ، مثل الجبال والأودية والينابيع والسحب والغابات والأحجار الغريبة.

البحث العلمى

وتحتوي قاعدة دوجيانغيان على مرافق كاملة إلى حد ما ، مثل حاوية الباندا وإطار التسلق والملعب ونافورة الشرب وغرفة التكاثر، وعينت حكومة المقاطعة عددا من المهنيين والعاملين في البحث العلمي لإدارة المحمية الطبيعية وإجراء أبحاث تعمل على حماية الباندا وباقي الحيوانات من خطر الانقراض، وفي تلك القاعدة عاشت الباندا العملاقة البنية اللون المسماة “Qizai” منذ ديسمبر 2014، حيث أنها الباندا العملاقة البنية الوحيدة التي يمكن رؤيتها في العالم، وهي كنز من الكنوز الوطنية الصينية.

غابة الباندا

في المحمية الطبيعية، يستطيع أي زائر دخول أماكن تواجد الباندا وباقي الحيوانات النادرة، وسط الغابات، بشرط اتباع تعليمات السلامة بارتداء زي معين ومرافقة شخصين أو ثلاثة من إدارة المحمية، خصوصًا وأن حكومة المقاطعة أقامت فندق على مساحة 8000 متر مربع اسمه “فندق غابة الباندا”، والذي جاء في ترتيب أول 10 فنادق الأكثر تميزًا في الصين ديسمبر 2017، وتقيم حكومة مقاطعة فوبينج كل عام سلسلة من المهرجانات للسياحة والموسيقى.

غذاء الباندا

تتغذى حيوانات الباندا على اللحوم والعسل والبيض وبعض الخضراوات، مثل البطاطا، والبرتقال، والموز، كما أنّها تأكل الخيزران، وهناك أنواع محددة من الخيزران تمثل معظم طعام الباندا، وفي غابة مقاطعة فوبينج تجد ملايين الأشجار من الخيرزان التي تعتبر الوجبة الأساسية لحيوان الباندا.

طرق التكاثر

يعتبر الباندا من الثدييات له صفات مميزة، فإنه يحب العزلة والإنطواء ويحب العيش بمفرده إلا فى موسم التزواج، وسن التزواج عند حيوان الباندا عندما ينضج جنسياً بين الأربعة والثماني سنوات، مدة الحمل لأنثى الباندا خمسة أشهر ولا تلد غالباً أكثر من دبين ولا تستطيع الأم العناية بطفليها عناية كاملة، لذلك عادة ما يموت واحداً منهم، وذكر الباندا لا يحب العناية بالأطفال وهذه الوظيفة تخص الأم فقط، وتلد أنثى الباندا جرواً أو جروين في السنة، ويكون الجرو صغيراً جدًا فلا يتعدي حجمه وزن ١٤٠ جراماً فقط، وتتمّ تغذيته من حليب الأم الباندا.

صفات الباندا

من المعروف أنّ دب الباندا يحب الوحدة والانطوائية الشديدة ولا يحب أبدا التعايش مع الإنسان والحيوانات الأخرى، وعندما يرغب بالعزلة يجلس وحيداً بعيداً عن الجميع، ويقول أحد المسئولين في غابة مقاطعة فوبينج إن الباندا تقضي 46% من أوقات يومها في النوم، و40% في تناول الطعام، والباقي في الجري واللعب، حيث تستطيع الباندا أن تتسلق الأشجار وتحتمي في شقوق الصخور عند التعرّض للخطر، وتقوم بإنشاء أوكار للنوم بها، ولا تنام سباتاً شتويّا كباقي الدببة، ولها ذاكرة مكانيّة بدلاً من البصريّة.

الخيرزان والبامبو

أغلبية الباندا تفضل نبات الخيزران أو البامبو، ونوع آخر يفضل تناول الحيوانات الصغيرة مثل القوارض والأسماك، والباندا التى توجد فى المحميات الطبيعية تفضل تناول العسل والفواكه بكل أنواعها، قصب السكر وأوراق الشجر بجانب طعامها التقليدى، وأكثر ما يميز حيوان الباندا انه يأكل فى وضعية الجلوس مثل البشر.

 

أخطار تهدد الباندا

تأكل الحيوانات المفترسة مثل النمور والأسود والطيور الجارحة صغار الباندا مما يقلل أعدادها وتنقرض سريعا، كما أن العزلة التى يعيش فيها حيوان الباندا جعلته يكره الزواج ، كما يشكل الإنسان خطرا كبيراً على الباندا أكثر من الحيوانات المفترسة التى تأكله، لأنه يزيل الغابات من أجل التطوير والتنمية ، ويقوم بحرق النباتات التى يتغذى عليها الباندا ويقوم بإصطياده للحصول على فرائه السميك.

عاصمة الباندا

تسعى حكومة الصين إلى إقامة عاصمة للباندا، تكون مصدر جذب سياحي وترفيهي للباحثين عن المتعة وإعداد أفلام وثائقية، ولم تستقر على تحديد مكان تلك المدينة حتى الآن، إلا أن البحث يدور على مكان يكون مرتبطًا بشبكة المواصلات العامة، وأعلنت عن مسابقة دولية لتقديم أفكار حول عاصمة الباندا، التي من المتوقع أن تكون 10 أضعاف مساحة مدينة ديزني لاند .

الباندا الحمراء

الباندا الأحمر أو البَنْدَة الحمراء (الاسم العلمي: Ailurus fulgens) أي القط اللامع، والذي يعرف أيضاً باسم الباندا الأصغر (بالإنجليزية: Red Panda أو Lesser Panda)، هو حيوان لبون مهدد بالانقراض، أصغر حجماً من الباندا العملاقة، ينتشر أساساً في المناطق الجنوبية الشرقية الآسيوية، بما فيها جبال الهيمالايا في البوتان، المناطق الجنوبية من الصين، إلى جانب الهند، النيبال، لاوس، وميانمار. للباندا الأحمر شعبية كبيرة في هذه البلدان، حيث أنه يعتبر أحد رموز ولاية سيكيم في الهند، وتُحمَل صوره ومجسَّماته الصغيرة تمائماً أثناء الاحتفالات العالمية التي تقام في دارجيلينغ بشكل سنوي. وجدت بعض المخطوطات التي ذكر فيها الباندا الأحمر في الصين، والتي تعود لعصر تشاو (نحو القرن الثالث عشر). عرف الباندا الأحمر في أوروبا بواسطة توماس هاردويك عام 1821م، بينما لم تعرف الباندا العملاقة في الغرب إلا بعد 48 عاماً تقريباً.

 

أين يعيش معظم الباندا الحمراء؟

تعيش الباندا الحمراء في الغابات المرتفعة في نيبال والهند وبوتان وميانمار والصين . وهي في الغالب من الأنواع الشجرية، وغالبًا ما تعيش بالقرب من مصادر المياه وفي المناطق المغطاة بكثافة بأشجار الخيزران

تواجه الباندا الحمراء تهديدات متعددة أدت إلى تصنيفها على أنها من الأنواع المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).

وتشير التقديرات إلى أن هناك أقل من عشرة آلاف من الباندا الحمراء المتبقية في البرية، وأعدادها مستمرة في الانخفاض.

ويشكل فقدان الموائل بسبب إزالة الغابات لأغراض الزراعة وقطع الأشجار، إلى جانب تجزئة الموائل، التهديدات الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك، يتم اصطياد حيوانات الباندا الحمراء من أجل فرائها، وفي بعض الأحيان تقع في الفخاخ المخصصة للحيوانات الأخرى.

 

 

تغير المناخ

كما يعد تغير المناخ تهديدًا ناشئًا آخر، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة قد يجبر الباندا الحمراء على البحث عن موائل أعلى، مما يقلل من مساحة معيشتها المتاحة، وتشمل جهود الحفاظ على البيئة حماية بيئتها الطبيعية، وإنشاء ممرات بيئية للسماح بالانتشار والحركة، وبرامج التربية الأسيرة لتعزيز المجموعات البرية.

هل الباندا يهجم على الإنسان؟

لا تُعرف دببة الباندا بقدرتها على استشعار الخطر. وهي نوع من الدببة التي تتغذى بشكل أساسي على الخيزران ولا تعتبر عدوانية أو خطرة على الإنسان

 

زر الذهاب إلى الأعلى