عرب وعالم

  وزير الخارجية الصينى وانغ يى يجيب على أسئلة الصحفيين الأجانب حول سياسة الصين الخارجية وعلاقاتها الدولية

 

عقدت الدورة الـثالثة للمجلس الوطني الـرابع عشر لنواب الشعب الصيني مؤتمرا صحفيا في مركز ميديا  ، أمس  7 مارس الجارى ، حيث أجاب عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي على أسئلة الصحفيين الصينيين والأجانب حول سياسة الصين الخارجية وعلاقاتها الدولية. 

وقال وانغ يي: أيها الأصدقاء الصحفيون، صباح الخير يسعدني أن التقي معكم مرة أخرى، أشكركم على متابعتكم ودعمكم الدائمين للدبلوماسية الصينية. 

المعادلة الدولية 

واضاف إن عام 2024 عام شهدت فيه المعادلة الدولية تغيرات عميقة، كما أنه عام مضت فيه الصين قدما بخطوات واسعة في طريق الإصلاحوالتنمية، حيث أحرزت الدبلوماسية الصينية تقدما مهما تحت قيادة الأمين العام شي جينبينغ، وخلقت بيئة خارجية صالحة لتحقيق التنمية العالية الجودة، وأتت بالاستقرار الثمين للعالم الذي يشهد التغيرات والاضطرابات المتشابكة، كما أن بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية قد خطا خطوة ثابتة وجديدة إلى الأمام. 

وتابع ، لا تزال الأوضاع الدولية في العام الجاري محفوفة بالتحديات، غير أن الصين لن تغيّر الغاية الأصلية لدبلوماسيتها، وستواصل العمل مع دول 

واستطرد العالم على الالتزام بالطريق المستقيم ومواكبة تيار العصر والدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين والحفاظ على السلام والاستقرار في العالم. أنا على استعداد للإجابة عن أسئلتكم. 

تسليط الضوء 

 

وتسائل مراسل قناة CCTV: هل لكم تسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية على مستوى القمة في العام المنصرم؟ وما هي نقاط لافتة جديدة في هذا العام؟ 

وأجاب وانغ يي ، قائلا ، إن الدبلوماسية على مستوى القمة هي أعلى مستوى للدبلوماسية الصينية في العام المنصرم، بذل الرئيس شي جينبينغ جهودا شخصية لتخطيط وتطبيق الدبلوماسية على مستوى القمة، مما أحرز إنجازات مثمرة، ولا تزال لحظاتها الرائعة حية أمام أعيننا. من مؤتمر إحياء الذكرى السنوية الـ 70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، إلى قمة بيجينغ لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، ثم إلى منتدى التعاون الصيني العربي، نصبت الفعاليات الدبلوماسية الكبيرة الثلاث التي استضافتها الصين نموذجا جديدا لتقدم الجنوب العالمي يدا بيد إلى الأمام. من أوروبا إلى آسيا الوسطى، ومن البريكس إلى أمريكا اللاتينية، حشدت الجولات الأربع المهمة قوة دافعة جديدة للتضامن والتعاون في العالم. كما استقبل الرئيس شي جينبينغ عددا كبيرا من كبار الشخصيات السياسية والأصدقاء الأجانب، وأجرى معهم أكثر من 130 لقاء ومحادثة، مما كتب قصصا جديدة ذائعة الصيت للصداقة بين الصين وسائر دول العالم. 

قاد الرئيس شي جينبينغ كزعيم دولة كبيرة وحزب كبير، الدبلوماسية الصينية للمضي قدما إلى الأمام بخطوات متزنة، مع الحفاظ على الأصالة 

والسعي إلى الابتكار، برؤيته العالمية وإحساسه بمسؤولية العصر، مما أحدث التغيرات الإيجابية والعميقة للعلاقات بين الصين والعالم أولا، ازداد الترحيب والدعم لدى المجتمع الدولي للسياسات والآراء الدبلوماسية الصينية، ولاسيما المفاهيم والمبادرات الهامة التي طرحها الرئيس شي جينبينغ ثانيا، ازدادت التطلعات والإشادات لدى دول العالم للدور الإيجابي الذي تلعبه الصين في مواجهة مختلف التحديات العالمية وحل القضايا الساخنة والمستعصية؛ ثالثا ازداد عدد الدول التي تتفق وتستفيد من الخبرات والإلهامات الناجحة لطريق التحديث الصيني النمط. 

إن عام 2025 عام مهم بالنسبة إلى الصين والعالم برمته، وستقبل الدبلوماسية على مستوى القمة على لحظات بارزة جديدة. حضر الرئيس شي جينبينغ في الشهر الماضي حفل الافتتاح للألعاب الآسيوية الشتوية

الأمر الذي افتتح الفعاليات الدبلوماسية التي ستستضيفها الصين في العام الجاري. كما سنحتفل بشكل مهيب بالذكرى الـ 80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وسنقيم سلسلة من الفعاليات الكبرى بما فيها قمة منظمة شانغهاي للتعاون. ومن المتوقع أن يقوم الرئيس شي جينبينغ بجولات عديدة مهمة إلى الخارج. 

ستكتب الدبلوماسية على مستوى القمة فصلا جديدا للعمل المشترك وتبادل الإنجاح بين الصين والعالم. 

قادة الصين 

 

وتسائل إيتار تاس: هنالك تفاعلات كثيفة بين قادة الصين وروسيا منذ العام الماضي، وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا سليما. غير أن بعض الناس يقلقون من التداعيات السلبية على التنسيق الاستراتيجي بين الصين وروسيا إثر الحوار الأخير بين روسيا والولايات المتحدة. كيف تنظر إلى العلاقات الصينية الروسية؟ 

وأكد وانغ يي ، تبقى العلاقات الصينية الروسية ضمن الأسئلة المطروحة كل عام، لكن زواياها تختلف كل مرة. أود أن أؤكد أن المنطق التاريخي للصداقة الصينية الروسية لن يتغير وديناميكيتها الداخلية لن تتقلل مهما كانت تغيرات البيئة الدولية. 

قرر الجانبان بعد استخلاص الخبرات التاريخية بصورة معمقة تحقيق حسن الجوار الأبدي وإجراء التنسيق الاستراتيجي الشامل والسعي وراء المنفعة المتبادلة والتعاون والكسب المشترك، لأن ذلك أكثر ما يتفق مع المصالح الأساسية للشعبين ويتماشى أيضا مع اتجاه تطور وتقدم العصر. لقد نجحت الصين وروسيا في استكشاف طريق التعامل المتمثل في “عدم التحالف وعدم المجابهة وعدم استهداف طرف ثالث”. وذلك يعد قدوة لنوع جديد من العلاقات بين الدول الكبيرة، وينصب نموذجا يحتذى به للعلاقات بين دول الجوار. إن علاقات ناضجة وصلبة ومستقرة بين الصين وروسيا لن تتغير بسبب الأحداث أو حسب الأوقات، ولن تتأثر بتشويشات من الطرف الثالث، وأصبحت هذه العلاقات عاملا ثابتا في العالم المضطرب، وليست عاملا متغيرا في التجاذبات الجيوسياسية. 

كان العام الماضي يصادف الذكرى السنوية الـ 75 لإقامة العلاقات

الدبلوماسية بين الصين وروسيا، حيث عقد الرئيس شي جينبينغ والرئيس فلاديمير بوتين ثلاثة لقاءات وجها لوجه، وقاما بالقيادة المشتركة لعلاقات شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في العصر الجديد للمضي قدما نحو مرحلة تاريخية جديدة. 

يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ 80 لانتصار الحرب العالمية الثانية، كان كل من الصين وروسيا يقاتل بشجاعة وبسالة في ساحات القتال الرئيسية في آسيا وأوروبا، وقدمتا التضحيات القومية الهائلة والمساهمات التاريخية الجبارة في سبيل انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية. سيقوم الجانبان بإحياء هذا التوقيت التاريخي المهم، ويعملان على تكريس المفهوم الصائب حول تاريخ الحرب العالمية الثانية، والدفاع عن ثمار انتصار الحرب، وصيانة المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها، ودفع تطور النظام الدولي نحو اتجاه أكثر عدالة وإنصافا. 

الدبلوماسية الصينية 

 

وتسائلت وكالة أنباء شينخوا ، ذكرتم للتو أن الدبلوماسية الصينية في عام 2024 ضخت عوامل الاستقرار الثمينة للعالم المضطرب، فما هو الدور الذي ستلعبه الدبلوماسية الصينية في ظل الأوضاع الدولية التي قد تشهد مزيدا من التحولات والاضطرابات المتشابكة في عام 2025؟ 

واستطرد وانغ يي ، كما ذكرت يشهد عالم اليوم التحولات والاضطرابات المتشابكة، حيث تصبح عوامل اليقين موارد شحيحة في العالم على نحو متزايد. إن الخيارات التي تتخذها دول العالم، خاصة الدول الكبرى، ستحدد اتجاه تطور العصر وتؤثر على المعادلة الدولية ستقف الدبلوماسية الصينية بثبات إلى الجانب الصائب للتاريخ وإلى جانب تقدم البشرية، وتساهم بعوامل اليقين الصينية في ضمان الاستقرار للعالم الذي يسوده عدم اليقين.

سنكون قوة ثابتة للدفاع عن المصلحة الوطنية. يتمتع الشعب الصيني بالتقاليد المجيدة المتمثلة في تقوية الذات بلا توقف لا نثير المتاعب أبدا، ولا نخاف منها. تعجز الضغوط القصوى والتهديد والابتزاز أيا كان عن هز عزيمة أبناء الشعب الصيني المتحدين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، أو عرقلة الخطوات التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. 

سنكون قوة عادلة للحفاظ على السلام والاستقرار في العالم. 

سنواصل توسيع علاقات الشراكة الدولية القائمة على المساواة والانفتاحوالتعاون، ونعمل على حل القضايا الساخنة بالطريقة ذات الخصائص الصينية، بما يسجل صفحة جديدة من تقوية الذات عبر التضامن مع الجنوب العالمي. سنثبت بالحقائق أن طريق التنمية السلمية هو طريق مستقيم ومشرق ومتميز بالاستقرار والاستدامة، وسيكون خيارا مشتركا لدول العالم. 

سنكون قوة تقدمية للحفاظ على العدالة والإنصاف الدوليين. سنلتزم بتعددية الأطراف الحقيقية، ونأخذ مستقبل البشرية ورفاهية الشعوب بعين الاعتبار، وندفع بالحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتعاون والنفع للجميع، ونلتزم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ونساهم في بلورة توافقات أوسع لبناء تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام. 

سنكون قوة بناءة لتدعيم التنمية المشتركة في العالم. سنواصل توسيع الانفتاح العالي المستوى على الخارج وتقاسم الفرص الرحبة الناتجة عن التحديث الصيني النمط مع دول العالم. سندافع عن منظومة التجارة الحرة والمتعددة الأطراف، ونخلق بيئة التعاون الدولي المتسمة بالانفتاح والشمول وعدم التمييز، وندفع بالعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والنفع للجميع.

 

عودة البيت الأبيض

 

 وتسائلت سي أن أن  ، بعد عودته إلى البيت الأبيض، ينتهج دونالد ترمب سياسة “أميركا أولا”، وقد أعلن الانسحاب من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية وغيرهما من المنظمات الدولية ومختلف المعاهدات، هل ذلك يوفر فرصة استراتيجية للصين في إعادة تشكيل المعادلة الدولية في الشؤون الدولية؟

وأوضح وانغ يي ، : هناك أكثر من 190 دولة في العالم، لنتصور، إذا شددت كل دولة على أنها أولا، وانغمست في السعي إلى موقع القوة، فسيرجع العالم إلى حالة يحكمها قانون الغابة، وستكون الدول الصغيرة والضعيفة في مقدمة المتضررين، وستتعرض القواعد والنظام الدولي لصدمات خطيرة. 

في مؤتمر باريس للسلام الذي انعقد قبل أكثر من مائة عام، طرحالصينيون سؤالا تاريخيا هل “الحق” يغلب على القوة” أم “القوة هي بمثابة الحق”؟ إن الدبلوماسية لجمهورية الصين الشعبية تقف بكل ثبات إلى جانب الحق الدولي، وتعارض بكل ثبات القوة والهيمنة. ينبغي أن يتقدم التاريخ إلى الأمام وليس العكس. وينبغي أن تتصرف الدول الكبيرة بأسلوب يليق بمكانتها، وتضطلع بمسؤوليتها، بدلا من الركض وراء المصالح الأنانية أو التنمر على الضعفاء. يقول الغربيون “لا يوجد أصدقاء دائمون، وإنما توجد فقط مصالح دائمة. لكن برأي الصين، يجب أن يكون الأصدقاء دائمين، وأن تكون المصلحة مشتركة. 

طرح الرئيس شي جينبينغ مفهوم إقامة مجتمع المستقبل المشترك 

للبشرية، انطلاقا من فهمه للزخم العام للتاريخ ورؤيته بشأن تطور العصر، ودعا دول العالم إلى تجاوز الخلافات والاختلافات، والعمل سويا على العناية بهذا الكوكب الأرضي الوحيد الذي يصلح لعيش البشرية، وبناء هذه القرية الكونية التي يشارك الجميع فيها المستقبل المشترك. يعكس هذا المفهوم الهام التقاليد الثقافية الصينية الممتازة المتمثلة في خلق عالم يتقاسمه الجميع، ويجسد أيضا المشاعر الأممية للشيوعيين الصينيين، وهو يضع رفاهية البشرية جمعاء فوق كل الاعتبارات، مثلما يقول شعر “عندما نصعد إلى قمة جبل تايشان تبدو القمم الأخرى منخفضة”. رأينا بكل ارتياح أن عددا متزايدا من الدول تشارك في إقامة مجتمع المستقبل المشترك، وهناك أكثر من 100 دولة تدعم “المبادرات العالمية الثلاث”، وأكثر من ثلاثة أرباع الدول انضمت إلى عائلة التعاون في بناء “الحزام والطريق”. سيثبت التاريخ أن الفائز الحقيقي هو من يأخذ مصلحة الجميع في عين اعتباره إن التوجه يدا بيد نحو مجتمع المستقبل المشترك للبشرية سيجعل العالم عالما تملكه جميع الدول، ويجعل المستقبل مستقبلا يملكه جميع الناس. 

الإذاعة الوطنية الإندونيسية: كلما زادت عوامل عدم اليقين وعدم الاستقرار في العالم، زاد احتمال أن تصبح الدول النامية والدول المتوسطة والصغيرة ضحايا قبل غيرها. في هذا السياق، كيف تحافظ دول الجنوب العالمي على مصالحها؟ 

وانغ يي يشهد عالم اليوم تحولات وتغيرات تنطلق من الجنوب، إذ 

أن تصاعد وتنامي الجنوب العالمي أبرز ميزة لهذا العصر. إن الجنوب العالمي اليوم الذي يستحوذ حجم اقتصاده على أكثر من 40% من حجم الاقتصاد العالمي، وتصل نسبة مساهمته في نمو الاقتصاد العالمي إلى %80 ، قد أصبح قوة حاسمة للحفاظ على السلم الدولي وتدعيم التنمية العالمية وتحسين الحوكمة العالمية. 

في ظل التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ مائة عام، شهدت العلاقات بين الشرق والغرب وبين الجنوب والشمال تغيرات تاريخية من التصاعد والتراجع. استشرافا للمستقبل، يكون الجنوب العالمي أهم عامل من عوامل الاستقرار والازدهار للعالم. 

ينبغي للجنوب العالمي أن يقوي نفسه في مطلع العام الجاري، انضمت إندونيسيا إلى مجموعة البريكس كعضو رسمي، وانضمت 9 دول إلى أسرة البريكس بصفة دولة شريكة تصبح البريكس حاليا ركيزة التعاون ومحرّك النمو للجنوب العالمي، فعلينا أن نواصل تطوير “البريكس الموسعة” وتعزيز قوتها، وإضفاء ديناميكية أقوى على تقدم الجنوب العالمي. 

ينبغي للجنوب العالمي أن يبقى على الوحدة. في هذا العام، ستستضيف البرازيل وجنوب إفريقيا قمة البريكس وقمة مجموعة العشرين كل على حدة، بالإضافة إلى قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي ستستضيفها الصين. علينا أن نطلق صوتا موحدا في المحافل الدولية، من أجل الحفاظ على مصالحنا المشتركة، ومواصلة زيادة التمثيل وحق الكلام لنا في الحوكمة العالمية.

 

ينبغي للجنوب العالمي أن يحقق التنمية. أعلن الرئيس شي جينبينغ في نوفمبر الماضي عن الأعمال الصينية الثمانية الداعمة للتنمية العالمية، الأمر الذي ضخ قوة دافعة جديدة لتسريع وتيرة التنمية للجنوب العالمي. علينا أن نلتزم بوضع التنمية في قلب الأجندة الدولية، ونعمل على تربية الديناميكية للتنمية ورفع القدرة على التنمية، ونسير يدا بيد على الطريق نحو التحديث. 

تعتبر الصين عضوا طبيعيا للجنوب العالمي، لأننا نتشارك تاريخا من النضال ضد الاستعمار والهيمنة، ونتحمل رسالة مشتركة لتحقيق التنمية والنهضة. ستظل الصين تهتم بالجنوب العالمي وتتجذر في الجنوب العالمي مهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية، وتعمل مع سائر دول الجنوب العالمي على كتابة فصل جديد لتنمية البشرية في هذا العصر. 

الأزمة الأوكرانية 

 

وتسائلت بلومبيرغ نيوز: لقد أجرت الولايات المتحدة وروسيا المفاوضات المباشرة بشأن إنهاء الأزمة الأوكرانية، وأعرب الرئيس دونالد ترمب عن ترحيبه بالصين لتوفير المساعدة في هذه العملية، فما هو الدور المطلوب للصين في هذا الصدد حسب رأيكم؟ 

وانغ يي يدعو الجانب الصيني منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة إلى الحوار والتفاوض لإيجاد حل سياسي، ويبذل جهودا حميدة في سبيل إحلال السلام والحث على المفاوضات. في هذا السياق، طرح الرئيس شي جينبينغ في بداية الأزمة الرؤية المهمة المتمثلة في “الضرورات الأربع”، الأمر الذي حدد اتجاه جهودنا بناء على ذلك، أصدر الجانب الصيني ورقة الموقف الصيني بشأن الأزمة الأوكرانية، وأرسل المبعوث الخاص للقيام بالدبلوماسية المكوكية، وأطلق مع البرازيل وغيرها من دول الجنوب العالمي مجموعة الأصدقاء للسلام” في الأمم المتحدة. إن ما يلتزم به الجانب الصيني دائما هو موقف موضوعي وعادل وما يطلقه دائما هو صوت هادئ ومتوازن، ويهدف ذلك إلى تهيئة ظروف مواتية وبلورة توافقات لتسوية الأزمة. 

يرحب ويدعم الجانب الصيني كافة الجهود الساعية لإحلال السلام. وفي الوقت نفسه، يجب أن ندرك أن الأسباب الجذرية لهذه الأزمة متشابكة

ومعقدة، وهي ليست وليدة اليوم، فلا يمكن حلها بين ليلة وضحاها على الرغم من ذلك، لا غالب في الصراع ولا مغلوب في السلام. تكون طاولة المفاوضات بمثابة نقطة النهاية للصراع ونقطة البداية للسلام. تأمل جميع الأطراف على الرغم من تباين مواقفها، في التوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم ومقبول لدى كافة أصحاب الشأن، وذلك يعد توافقا ثمينا لم يحصل بسهولة، كما أنه هدف يتطلب المساعي المشتركة لتحقيقه. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي على مواصلة لعب الدور البناء وفقا لرغبات أصحاب الشأن في سبيل تسوية الأزمة بشكل نهائي وتحقيق السلام الدائم. 

أود أن أضيف شيئا آخر. قد امتدت الأزمة الأوكرانية لأكثر من ثلاث سنوات دون حل عندما نستعرض مجرياتها، نجد أن هذه المأساة كان من الممكن تجنبها. يجب أن تأخذ كافة الأطراف الدروس من هذه الأزمة، مفادها أن الأمن هو متبادل ومتساو، ولا يجوز أن يقوم أمن دولة ما على حساب الدول الأخرى من الضروري الدعوة إلى مفهوم الأمن 11 

الجديد المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام وتنفيذه على أرض الواقع، هذا هو الطريق لتحقيق الأمن والأمان الدائمين في قارة أوراسيا حتى العالم بشكل حقيقي. 

العلوم والتكنولوجيا 

 

وتسائل مراسل CGTN: إن الصعود المفاجئ لتطبيق ديب سيك يظهر القدرة الابتكارية للصين في مجال الذكاء الاصطناعي. يرى بعض الناس أن الولايات المتحدة لا تقبل تفوق الصين في مجال العلوم والتكنولوجيا. كيف تنظر إلى المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال العلوم والتكنولوجيا؟ 

وقال وانغ يي ،  في الآونة الأخيرة، فاقت الابتكارات العلمية والتكنولوجية الصينية تخيلات الناس باستمرار من القنبلتين الذرية والهيدروجينية والصواريخ والقمر الاصطناعي” إلى المركبة الفضائية “شنتشو” والمسبار الفضائي تشانغ آه”، ثم إلى شبكة الجيل الخامس والحوسبة الكمومية وتطبيق ديب سيك، لم يتوقف الشعب الصيني بأجياله المتتالية عن الكفاح، ويصبح الطريق الصيني لتقوية البلاد بالعلوم والتكنولوجيا أوسع فأوسع.

طبعا، لم يكن هذا الطريق مفروشا بالورود، ولم يتوقف القمع غير المبرر من الخارج يوما، سواء أكان في مجال علوم الفضاء أو في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية. لكن حيثما يوجد الحصار يوجد الاختراق وحيثما يوجد القمع يوجد الابتكار. إن المكان الذي يشهد أعنف العواصف هو بحد ذاته المسرح لـ”نيزها”، الشخصية في الأسطورة الصينية التي تتجرأ على المقاومة وتكسر القيود وتحقق الانتصار. صدق شعر صيني قديم قائلا إن الجبال لا تستطيع منع مياه الأنهار من التدفق إلى البحر”. 

يعجز الفناء الصغير المحاط بالجدار العالي عن احتواء الأفكار الابتكارية ومن يفك الارتباط ويقطع السلاسل سيعزل نفسه في نهاية المطاف. 

لا يجوز أن تكون العلوم والتكنولوجيا أداة لنسج الستار الحديدي، بل يجب أن تكون ثروة يتقاسمها ويستفيد منها الجميع من أجل دفع التنمية المشتركة للبشرية، نفذ الجانب الصيني بجد ما طرحه الرئيس شي جينبينغ من “المبادرة العالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي”، وأصدر “خطة العمل بشأن بناء قدرات الذكاء الاصطناعي من أجل النفع للجميع”، وأطلق مع البرازيل وجنوب إفريقيا والاتحاد الإفريقي المبادرة بشأن التعاون الدولي في مجال العلوم المفتوحة، داعيا إلى إيلاء الاهتمام لبناء قدرات العلوم والتكنولوجيا في الجنوب العالمي وعدم ترك أي دولة خلف الركب. نحن على استعداد لتقاسم إنجازات الابتكار مع مزيد من الدول، وننضم إلى جهودهم لمطاردة الأحلام الطموحة. 

التعريفة الجمركية 

 

وتسائل مراسل رویترز ، : فرض دونالد ترمب جولة جديدة من التعريفة الجمركية الإضافية على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة تحت ذريعة مسألة الفنتانيل بعد عودته إلى البيت الأبيض. وفي الوقت نفسه، أعرب عن أمله في إقامة علاقات جيدة مع الصين. كيف تختلف طريقة تعامل الصين مع الجانب الأمريكي مقارنة بما في الولاية الأولى لدونالد ترمب؟ 

وانغ يي يعد الاحترام المتبادل مبدأ أساسيا للتواصل بين الدول وشرطا مسبقا مهما للعلاقات الصينية الأمريكية. لا يجوز لأي دولة أن تتوهم قمع الصين واحتواءها من جهة وتطوير علاقات جيدة معها من جهة

أخرى. إن مثل هذه المقاربة من رجل ذي وجهين” لا تخدم استقرار العلاقات الثنائية، بل ولا تسهم في إقامة الثقة المتبادلة بين الجانبين. 

ذكرت الفنتانيل، لنكون واضحين أولا أن الصين ظلت تحارب بحزم الاتجار بالمخدرات وإنتاجها، وهي الدولة التي تتخذ السياسات الأكثر صرامة ودقة لمكافحة المخدرات في العالم. فرضنا الضوابط على جميع المواد المتعلقة بالفنتانيل قبل الدول الأخرى منذ عام 2019 بناء على طلب الجانب الأمريكي. إن إساءة استعمال الفنتانيل في الولايات المتحدة هي مشكلة يجب على الولايات المتحدة أن تواجهها وتحلها بنفسها. قدم الجانب الصيني مساعدة بمختلف الأشكال إلى الولايات المتحدة انطلاقا من الروحالإنسانية، فلا يجوز للجانب الأمريكي رد الجميل بالإساءة، ناهيك عن فرض التعريفة الجمركية الإضافية غير المبررة، وهذه التصرفات لا تليق بدولة مسؤولة كبيرة. 

“إن لم ينفع عملكم، ابحث عن السبب في نفسكم”. يجب على الولايات المتحدة مراجعة المجريات، ماذا حصلتم عليه في حرب التعريفة الجمركية والحرب التجارية طيلة السنوات الماضية؟ هل اتسع عجزكم التجاري أم تقلص ؟ هل ارتفعت قدرتكم التنافسية لقطاع التصنيع أم انخفضت؟ هل تقلل التضخم في بلادكم أم تفاقم ؟ هل تحسنت حياة شعبكم أم تدهورت؟ إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة متبادلة ومتكافئة. إذا اخترتم التعاون، فستتحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك؛ إذا أصررتم على فرض الضغوط، فسترد الصين على ذلك بحزم بكل التأكيد. 

إن الصين والولايات المتحدة باعتبارهما أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في عالم اليوم، ستبقيان في هذا الكوكب الأرضي لفترة طويلة. عليه، لا بد لهما من التعايش السلمي. كما أشار إليه الرئيس شي جينبينغ في مكالمته الهاتفية مع الرئيس دونالد ترمب في مطلع العام الجاري، لا يجوز أن يكون الصراع والمجابهة خيارا لدى الصين والولايات المتحدة المصالح المشتركة الواسعة النطاق والمجالات الرحبة للتعاون، فمن الممكن أن تكونا شريكين لإنجاح بعضهما البعض وتحقيق الازدهار المشترك.

سيواصل الجانب الصيني السعي إلى تطوير العلاقات الصينية الأمريكية على نحو مستقر وسليم ومستدام وفقا لما طرحه الرئيس شي جينبينغ من المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك في الوقت نفسه، نأمل من الجانب الأمريكي الإصغاء إلى أصوات الشعبين وفهم الاتجاه العام لتطور التاريخ، والنظر إلى التنمية الصينية من المنظور الموضوعي والعقلاني، وإجراء التواصل مع الصين بموقف إيجابي وعملي، والعمل مع الجانب الصيني سويا على سلك طريق التعامل الصحيح الذي يخدم كلا البلدين ويفيد العالم برمته. 

منظمة شانغهاي

 

وسأل مراسل صحيفة الشعب الصينية اليومية: كيف تنظر الصين إلى دور منظمة شانغهاي للتعاون في الوقت الراهن؟ وما هي المشاريع التي ستطرحها الصين خلال رئاستها الدورية للمنظمة؟ وما هي المواضيع التي ستتم مناقشتها في قمة المنظمة التي ستنعقد في الصين؟ 

وأوضح وانغ يي: إن هذا العام بالنسبة إلى منظمة شانغهاي للتعاون هو “عام الصين”. كانت ولادة المنظمة في الصين وتسميتها باسم شانغهاي، وذلك يكتسب دلالة خاصة بالنسبة لنا. نحن سعداء باستقبال المنظمة في “بيتها”. 

ما يجعلنا أكثر ارتياحا هو أن المنظمة قد أصبحت “أسرة كبيرة” بعد مرور 24 سنة من التطور، حيث زاد عدد الدول الأعضاء لها من 6 إلى 26 دولة، مما جعلها أكبر منظمة للتعاون الإقليمي في العالم من حيث المساحة الجغرافية وعدد السكان. 

إن أهم سبب لتطور منظمة شانغهاي للتعاون وتناميها يرجع إلى أنها تكرس دوما روح شانغهاي، وتتمسك بكل ثبات بالغاية الأصلية المتمثلة في الثقة المتبادلة والتنافع والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي وراء التنمية المشتركة، مما شق طريقا جديدا للتعاون الإقليمي. 

تعمل الصين حاليا، باعتبارها الرئيس الدوري للمنظمة لهذا العام على تنفيذ أكثر من 100 فعالية في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والتبادل الشعبي والثقافي وغيرها تحت شعار “تكريس روح شانغهاي تتحرك منظمة شانغهاي للتعاون”. سنعمل على إعلاء “روح شانغهاي”

بـ” العمل الصيني” وتحريك عجلة المنظمة بـ”المحرك الصيني”. 

أود أن أفيدكم هنا بأن الصين ستستضيف قمة المنظمة في مدينة تيانجين في خريف العام الجاري، حيث سيجتمع قادة دول المنظمة في هذه المدينة التي تشتهر بنهر هايه لتلخيص الخبرات الناجحة ورسم الخطوط العريضة للتنمية وبلورة التوافقات للتعاون، ودفع هذه المنظمة للانطلاق من الصين مرة أخرى، والمساهمة في إقامة مجتمع المستقبل المشترك الأوثق لدول منظمة شانغهاي للتعاون. 

النظام الدولى 

 

وسألت مراسلة غلوبال تايمز: يرى البعض أن النظام الدولي القائم يمر بأخطر لحظة منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تضعف الأمم المتحدة من حيث سلطتها ودورها في رأي الجانب الصيني كيف التجنب من هذا الوضع؟ وما هو الدور الصيني في هذا الصدد؟ 

وأكد وانغ يي يصادف هذا العام الذكرى الـ 80 لتأسيس الأمم المتحدة. كان تأسيس الأمم المتحدة أهم قرار اتخذه المجتمع الدولي قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعدها، بهدف إنشاء منصة رئيسية للحفاظ على السلم الدولي وبسط الحوكمة العالمية. أثبتت الحقائق أن الأمم المتحدة صمدت أمام الاختبارات ولعبت دورها المطلوب. 

الآن، شهدت الأوضاع تغيرات هائلة، إذ تتصاعد أحادية الجانب وتتفشى سياسة القوة، وطرحت بعض الدول تشكيكات في الأمم المتحدة، غير أن الجانب الصيني يرى أنه كلما زاد تعقيد الخلافات، زادت الحاجة إلى إبراز المكانة المهمة للأمم المتحدة؛ وكلما زاد إلحاح التحديات زادت الضرورة للحفاظ على هيبة الأمم المتحدة المتأصلة. 

تأمل جميع الدول في منع وقوع العالم من جديد تحت سيادة قانون الغابة، وفي هذا السبيل، أولا، ينبغي توطيد الأساس لمساواة السيادة، والاعتراف بأن جميع الدول أعضاء متساوون في المجتمع الدولي سواء كانت كبيرة أو صغيرة، قوية أو ضعيفة، ولا يجوز حصر القرار لصاحب العضلات والقبضة الكبيرة. ثانيا، ينبغي الالتزام بمبدأ العدل والإنصاف، ورفض احتكار فرادى الدول للشؤون الدولية، وزيادة الإصغاء إلى

أصوات الجنوب العالمي، والحفاظ على الحقوق والمصالح المشروعة لكافة الدول بشكل واف. ثالثا، ينبغي التمسك بمفهوم تعددية الأطراف والالتزام بمبدأ التشاور والتعاون والمنفعة للجميع، واستبدال المجابهة بين المعسكرات بالشمول والتعاون، وكسر “الدوائر الضيقة” بـ ” التضامن الواسع”. رابعا، ينبغي تعزيز سلطة سيادة القانون الدولية، ومن المطلوب أن تلتزم الدول الكبرى قبل غيرها بالأمانة وسيادة القانون، ويجب رفض ازدواجية المعايير والتطبيق الانتقائي، ناهيك عن العجرفة والغطرسة وأعمال النهب بقوة أو بحيلة. 

إن الصين من أسس واستفاد من النظام العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية، فمن الطبيعي أن تكون من يدافع ويبني هذا النظام. لا ننوي إنشاء نظام آخر، ولا ندعم أي بلد لإسقاط النظام القائم والبدء من جديد. تدرك الصين باعتبارها العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي مسؤوليتها الدولية، وستحافظ بحزم على المكانة المحورية للأمم المتحدة، وتلعب دور العمود الفقري للمنظومة المتعددة الأطراف والممثل العادل للجنوب العالمي. ترأست الصين في الشهر الماضي في مجلس الأمن الدولي الاجتماع الرفيع المستوى تحت عنوان “تنفيذ تعددية الأطراف وإصلاحواستكمال الحوكمة العالمية”، حيث سجلت وشاركت فيه أكثر من 100 دولة بنشاط، إيذانا ببدء فعاليات إحياء الذكرى الـ 80 لتأسيس الأمم المتحدة. نحن على استعداد للعمل مع كافة الأطراف على إحياء الغاية الأصلية لتأسيس الأمم المتحدة والالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وإقامة منظومة حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا. 

قطاع غزة 

 

وطرح مراسل وكالة الأناضول التركية للأنباء: أعلن الجانب الأمريكي أنه سيسيطر على قطاع غزة ويملكه، وسيهجر الفلسطينيين الذين يسكنون فيه إلى دول الجوار. كيف تنظر الصين إلى هذه الخطة الأمريكية وأفق التطورات في غزة في المستقبل؟ ما هو الدور الصيني لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط؟ 

وقال وانغ يي: إن قطاع غزة ملك للشعب الفلسطيني، وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية. أي عمل لتغيير وضع غزة قسرا لا يمكن أن يأتي

بالسلام، بل سيثير اضطرابات جديدة. ندعم خطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة التي أطلقتها مصر وغيرها من الدول العربية بشكل مشترك. إن إرادة الشعب لا تخالف والحق لا يدحض. إذا كانت الدول الكبرى تهتم حقا بسكان غزة، فيجب عليها أن تدفع بوقف إطلاق النار الشامل والدائم في غزة، وتعزز المساعدات الإنسانية، وتلتزم بمبدأ “حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين”، وتساهم في إعادة الإعمار في غزة. 

لن ينعم العالم بالأمن والأمان بدون الاستقرار في الشرق الأوسط وظلت القضية الفلسطينية لب قضية الشرق الأوسط. يرجع سبب دوامة الصراعات بين فلسطين وإسرائيل إلى عدم تحقيق “حل الدولتين” إلا نصفه، إذ أن دولة إسرائيل قد تم تأسيسها منذ زمان، بينما دولة فلسطينية ما زالت بعيدة المنال. فينبغي للمجتمع الدولي أن يركز مزيدا من الجهود على “حل الدولتين” في المرحلة القادمة، ويقدم مزيدا من الدعم لإقامة دولة فلسطين المستقلة. بهذه الطريقة فقط، يمكن تحقيق التعايش السلمي الحقيقي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتعايش الودي والطويل الأمد بين 

 

الأمتين العربية واليهودية. وفي هذا السبيل، ينبغي للفصائل الفلسطينية أولا أن تنفذ إعلان بيجينغ” لتحقيق تقوية الذات عبر التضامن؛ وينبغي لكافة الأطراف في الشرق الأوسط أن تتجاوز الخلافات وتدعم الجانب الفلسطيني لإقامة دولته؛ وينبغي للمجتمع الدولي أن يحشد التوافقات ويوفر الدعم لإحلال السلام بين فلسطين وإسرائيل. 

إن الصين كشريك استراتيجي لدول الشرق الأوسط وصديق مخلص للإخوة العرب، ستواصل الوقوف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط بكل ثبات لكسب العدل والسلام والتنمية، وتدعم دول الشرق الأوسط للتحكم في مستقبلها ومصيرها واستكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة، بما يحقق في يوم مبكر السلام والنهضة اللتين تحلم بهما. 

التعاون الصيني الإفريقي

 

وسألت وكالة الأنباء النيجيرية: استضافت الصين قمة بيجينغ لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي بنجاح في العام الماضي، وكانت الوجهة الأولى لزيارتكم في السنة الجديدة هي إفريقيا. فكيف سينفذ الجانب الصيني مخرجات قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي ومساعدة إفريقيا علىتحقيق التنمية والنهضة؟ 

وشدد وانغ يي ظلت الصين وإفريقيا صديقين حميمين وشريكين طيبين وأخوين شقيقين يشاركان في مستقبل مشترك تحت القيادة المشتركة من قبل الرئيس شي جينبينغ وقادة الجانب الإفريقي، دخلت العلاقات الصينية الإفريقية أفضل مراحلها في التاريخ، حيث أقامت الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية مع كافة الدول الإفريقية التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين، وتم ترقية طبيعة المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك إلى مستوى ” في كل الأجواء” 

يصادف العام الجاري الذكرى الـ 25 لتأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي على مدار الـ 25 سنة المنصرمة، قامت الصين بمساعدة إفريقيا على بناء وتحديث نحو 100 ألف كيلومتر من الطرق العامة وأكثر من 10 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية في السنوات الثلاث الماضية فقط، وفرت الشركات الصينية أكثر من 1.1 مليون فرصة عمل جديدة لإفريقيا. تبقى الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا لـ 16 سنة متتالية. يكون التعاون الصيني الإفريقي مشهودا وملموسا بفوائده لدى الإخوة والأخوات الأفارقة. في العام الماضي، أرسل مزارع غامبي حبوب الأرز التي زرعها إلى مقاطعة هونان بشكل خاص تعبيرا عن الاحترام للسيد يوان لونغبينغ، لأن أهله تخلصوا من الجوع ورؤوا الأمل بفضل الأرز الهجين الصيني. تحدث مثل هذه القصة تقريبا كل يوم في إفريقيا. 

تعتبر إفريقيا أرضا واعدة للقرن الـ 21 ، فلن يتحقق التحديث في العالم ما لم يتحقق التحديث في إفريقيا. يتعلق الاستقرار والتنمية في إفريقيا بالمستقبل المشترك للبشرية، فينبغي للعالم أن يصغي إلى صوت إفريقيا ويهتم بهمومها. تمر إفريقيا حاليا بصحوة جديدة، فينبغي لجميع الدول أن تدعم إفريقيا للسير على طريق تنموي جديد متسم بالاستقلالية وتقوية الذات. 

إن العام الجاري عام الانطلاق لتنفيذ مخرجات قمة بيجينغ، ونحن على استعداد لمساعدة إفريقيا على تسريع عملية التصنيع والتحديث الزراعي، وتطبيق معاملات صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة، وتكوين نقاط نمو جديدة في المجالات الرقمية والخضراء والذكاء الاصطناعي وغيرها، والدفع بتنفيذ 1000 مشروع صغير وجميل ونافع لمعيشة الشعب، وتعزيز تبادل الخبرات حول الحوكمة والإدارة، وزيادة تمثيل إفريقيا وأصواتها في الشؤون الدولية في إطار أعمال الشراكة العشرة بين الصين وإفريقيا لدفع التحديث. ستعقد قمة مجموعة الـ 20 في القارة الإفريقية لأول مرة في هذا العام، تدعم الصين بثبات جنوب إفريقيا لأداء مهامها كالرئيس الدوري، بما يترك بصمة إفريقية” مميزة في الحوكمة العالمية. 

الدول الغربية

 

وقال مراسل تلفزيون فينيكس ظهر رأي في بعض الدول الغربية منذ فترة، يرى أن القرار 2758 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يساوي مبدأ الصين الواحدة، ولم يوضح القرار تبعية سيادة تايوان، ولم يمنع تايوان من الانضمام إلى المنظمات الدولية. ما ردكم على ذلك؟ 

وأوضح وانغ يي ،  هذه الدعاوى سخيفة وخطيرة للغاية لأنها تتحدى بشكل سافر سلطة الأمم المتحدة والنظام الدولي ما بعد الحرب العالمية الثانية. يجب على من نشر هذه الدعاوى أن يعزز معارفه الأساسية أولا. 

إن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، هذا هو التاريخ والحقيقة. يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ 80 لاستعادة سيادة الصين على تايوان كان الانتصار في حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني أعاد تايوان إلى خارطة الصين. ينص “إعلان القاهرة” و”إعلان بوتسدام” اللذان أصدرتهما الدول المنتصرة الرئيسية حينذاك بوضوح على إعادة تايوان المسروقة من قبل اليابان إلى الصين، كما أعلنت اليابان عن اعترافها بـ”إعلان” بوتسدام”، واستسلمت دون شرط كل ما ذكر سالفا يتأكد من سيادة الصين على تايوان، ويشكل جزءا مهما من النظام الدولي ما بعد الحرب. 

في عام 1971 ، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 2758 بأغلبية ساحقة، الذي قرر استعادة جميع الحقوق المشروعة لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، وطرد ممثلي سلطات تايوان من الأمم المتحدة وكافة الوكالات التابعة لها على الفور. وحل هذا القرار بشكل جذري مسألة التمثيل للصين بأكملها وتايوان جزء منها في الأمم المتحدة، ومنع أي احتمال لصنع “صينين” أو “صين” واحدة وتايوان واحدة” بشكل نهائي. إن الاسم الوحيد لمنطقة تايوان في الأمم المتحدة هو “مقاطعة تايوان الصينية”. لم تكن تايوان دولة في الماضي ولن تكون في المستقبل. إن ترويج “استقلال تايوان” يعني تقسيم الدولة، ودعم “استقلال تايوان” يعني التدخل في الشؤون الداخلية الصينية، والتساهل مع قوى “استقلال تايوان” يعني تخريب الاستقرار في مضيق تايوان. 

يعد مبدأ السيادة حجر الزاوية لميثاق الأمم المتحدة، لا يجوز لأي دولة أو أي فرد أن يمارس المعيار المزدوج في هذا الشأن. إن احترام سيادة دول العالم وسلامة أراضيها يتطلب تأييد الصين لتحقيق إعادة التوحيد بشكل كامل، وإن التمسك بسياسة الصين الواحدة يتطلب معارضة أي شكل من أشكال “استقلال” تايوان”. إن إعادة توحيد الوطن الأم بشكل كامل لأمر يمثل تطلعات مشتركة لجميع أبناء الشعب الصيني، ويتفق مع الزخم العام والمصلحة الوطنية العليا. من يقوم بالأنشطة الانفصالية لـ ” استقلال تايوان” يكون بمثابة اللعب بالنار وسينتهي بحرق نفسه، ومن يحاول “احتواء الصين باستغلال تايوان” يكون بمثابة السرعوف الذي يحاول وقف العربة بأذرعه. ستعيد الصين وحدتها حتما في نهاية المطاف. 

 

وتسائلت وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية ، ظلت الصين تعتبر منطقتها منطقة مهمة تهم بقاءها، غير أن الولايات المتحدة تنشر صواريخ متوسطة المدى في هذه المنطقة بغية إثارة النزاعات فيها. كيف تنظر الصين إلى الأوضاع في منطقتها؟ ما هي اعتباراتها الجديدة حول الدبلوماسية تجاه دول الجوار ؟ 

واستطرد وانغ يي تحافظ آسيا على النمو السريع منذ القرن الحالي، وأصبحت أرضا خصبة للتنمية وواحة للسلام والاستقرار في العالم. 

يستحق هذا الوضع الاعتزاز به والعناية به، إذ أنه لم يأت بسهولة. إن آسيا قارة تبقى الصين فيها، وديار مشتركة للصين وجميع الدول الآسيوية. طرح الرئيس شي جينبينغ المفهوم الدبلوماسي تجاه دول الجوار المتمثل في “الحميمية والصدق والترابح والتسامح”، مما قاد الصداقة والتعاون بين الصين والدول المجاورة لها إلى آفاق جديدة لغاية اليوم، قد توصلت الصين إلى التوافق حول إقامة مجتمع المستقبل المشترك مع 17 دولة مجاورة لها، وتم إنشاء “مجموعتين” من مجتمعات المستقبل المشترك في شبه الجزيرة الهندية الصينية ومنطقة آسيا الوسطى. كما وقعنا على اتفاقيات التعاون بشأن بناء “الحزام والطريق” مع 25 دولة مجاورة، وتكون الصين أكبر شريك تجاري لـ 18 دولة مجاورة. قد أصبحت الصين اليوم مركز ثقل للاستقرار ومحركا للنمو الاقتصادي ودعامة للأمنالإقليمي في آسيا. 

إن حدوث احتكاكات بين الجيران شيء طبيعي من المطلوب المعالجة السليمة للمسائل التي تركها التاريخ والإشكاليات حول المصالحالواقعية. نؤمن بأن الوئام أساس الازدهار للعائلة”، وسنتمكن من تسوية الخلافات وتحقيق التعاون والكسب المشترك بكل التأكيد طالما نتمسك بمفهوم “الديار المشتركة” واتجاه مجتمع المستقبل المشترك” والتشاور على قدم المساواة والتفاهم والتسامح. ستواصل الصين توسيع الانفتاح على دول الجوار، بما فيه الانفتاح الأحادي الجانب، بغية تقاسم مزيد من المنافع التنموية معها. 

أما بالنسبة إلى ما ذكرته من نية الولايات المتحدة في نشر صواريخ متوسطة المدى في هذه المنطقة، ترفض الصين ذلك قطعا، ولا ترحب دول المنطقة بذلك أيضا. ماذا فعلت الولايات المتحدة لصالح دول المنطقة خلال السنوات التي مضت منذ أن طرحت ما يسمى بـ “استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ”؟ لا شيء إلا إثارة المشاكل وصنع الخلافات. يمكن القول إنها لا تقوم بشيء صالح. 

لیست آسيا حلبة المصارعة بين الدول الكبرى، بل ينبغي أن تكون حقلا نموذجيا من التعاون الدولي. ندعو إلى الإقليمية المفتوحة، وتقاسم فرص التنمية في آسيا على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. 

علاقات اقتصادية 

 

وكالة الأنباء الفرنسية تواجه الصين وأوروبا علاقات اقتصادية وتجارية متوترة منذ فترة طويلة، لا سيما في مجالات الطاقة الجديدة والسيارة الكهربائية. في ظل هذا الوضع، كيف تنظر وزارة الخارجية الصينية إلى تطور العلاقات الصينية الأوروبية؟ 

وقال وانغ يي ،  يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ 50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجانب الأوروبي. عندما نستعرض تاريخ التواصل بين الجانبين على مدى نصف القرن نجد أن أثمن خبرة هو الاحترام المتبادل، وأقوى قوة دافعة هو المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وأكبر توافق هو تعددية الأطراف، وأدق توصيف لهذه العلاقات هو الشراكة. 

على مدى 5 عقود ماضية، قطع التعاون الصيني الأوروبي شوطا كبيرا، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما من 2.4 مليار دولار إلى 780 مليار دولار، وارتفع حجم الاستثمار من الصفر تقريبا إلى ما يقرب من 260 مليار دولار. قد تجاوز عدد رحلات قطارات الشحن بين الصين وأوروبا 100 ألف رحلة مجتمعة، وأصبحت هذه السكك الحديدية ممرا ذهبيا يربط آسيا بأوروبا. 

في يومنا هذا بعد 5 عقود، قد تجاوز حجم الاقتصاد الصيني والأوروبي ثلث حجم الاقتصاد العالمي، وتتزايد الأهمية الاستراتيجية والآثار العالمية للتعاون الصيني الأوروبي. إن علاقات سليمة ومستقرة بين الصين وأوروبا لا تسهم في إنجاح الجانبين فحسب، بل ستنير العالم أيضا. أشار الرئيس شي جينبينغ خلال مكالمته الهاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في مطلع العام الجاري، إلى أنه كلما اشتدت الخطورة والتعقيدات للأوضاع الدولية، ازدادت الضرورة لتمسك الصين وأوروبا بالغاية الأصلية عند إقامة العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما، وضرورة تكثيف التواصل الاستراتيجي وتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة والالتزام بطبيعة علاقات الشراكة القائمة بينهما. لا تزال ثقة الصين بأوروبا قائمة، وتثق الصين بأن أوروبا يمكنها أن تكون شريكا موثوقا به للصين. يمتلك الجانبان القدرة والحكمة لمعالجة المشاكل القائمة عبر التشاور الودي وبشكل ملائم، والعمل سويا على استقبال 5 عقود أخرى تستحق كل التطلعات. 

شرف أسيا 

وتسائلت تشاينا ديلي  ، أظهرت استطلاعات الرأي أن مشاعر الود لدى الجماهير في جنوب شرقي آسيا ازدادت بشكل ملحوظ. تفضل الدول في جنوب شرقي آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من دول الجنوب العالمي تسجيل التقييم الإيجابي للصين بالمقارنة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية. كيف تنظر إلى نتائج استطلاعات الرأي المعنية والتباينات التي تتجلى فيها؟ 

وانغ يي تعتبر الصداقة بين الشعوب أساسا للعلاقات الثنائية، وقاطرة لتعزيز السلام مع ما تشهده الصين من التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستمرة والتوسع المطرد للانفتاح العالي المستوى على الخارج، يتكثف التواصل والتبادل بين الشعب الصيني وشعوب العالم وتتقلص أبعاد المسافة بينهما باستمرار. 

إن ما ذكرته من التقييم الإيجابي للصين الذي سجلته شعوب الجنوب العالمي هو بالفعل حقيقة ظلت الصين تتعامل مع الدول النامية الغفيرة بصدق وحميمية، ولدى الجانبين إحساس طبيعي بالتقارب والتوافق. وفي الوقت نفسه، لاحظت إقبالا متزايدا في جماهير الدول المتقدمة على استكشاف الصين واحتضان الصين وهم قد شاهدوا دولة آمنة ومنفتحة وحديثة، وتعرفوا على صينيين طيبين ومتسامحين ولطفاء سواء في سفرهم إلى الصين للسياحة، أو في التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي. 

قال أحد الشباب الأمريكيين إنه يشعر بطاقة إيجابية هائلة من الشعب الصيني. 

إن تقييم الشعوب يشبه ضوء الشمس الذي يزيل ظلم التحيز، وتلاقي قلوب الناس يعد قوة تكسر التفرقة. نرحب بالأصدقاء من دول العالم في الخروج من فقاعة المعلومات وخلع النظارات السوداء، لكي يشاهدوا الصين بأعينهم بصورة أكثر واقعية وحيوية، ويلمسوا بقلوبهم المفتوحة نشاطا ينبعث من الشعب الصيني البالغ عدده 1.4 مليار نسمة. 

الصين واليابان

 

وتسائلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء: تتكثف التبادلات الودية بين اليابان والصين بعد اللقاء بين رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا والرئيس الصيني شي جينبينغ في بيرو في نوفمبر الماضي، وفي نفس الوقت توجد مشاكل عديدة بين البلدين. ما رأيكم في العلاقات الصينية اليابانية الحالية؟ هل لدى الجانب الصيني نية للرد الإيجابي على هموم وتطلعات اليابان في استئناف استيراد منتجاتها المائية وطمأنة الشركات اليابانية لمزاولة الأعمال في الصين؟ 

وأكد وانغ يي ،  توصلت قيادتا الصين واليابان في نوفمبر الماضي إلى توافقات مهمة، حيث اتفقتا على تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتبادلة المنفعة القائمة بين البلدين على نحو شامل، وإقامة علاقات صينية يابانية بناءة ومستقرة تتماشى مع متطلبات العصر الجديد، وفقا لما ورد في الوثائق السياسية الأربع تحت الجهود المشتركة من قبل الجانبين، شهدت العلاقات الثنائية زخما إيجابيا من التحسن والتطور. نرحب بالأوساط المختلفة لدى البلدين لتعزيز التبادلات وتعميق التعاون المتبادل المنفعة وتحسين المشاعر لدى الشعبين، وكل ذلك يعتبر خطوات تتفق مع المصالحالطويلة الأجل للجانبين. فيما يتعلق بما ذكرته من بعض الشواغل اليابانية المحددة، سيتعامل الجانب الصيني معها بالموقف المسؤول وبشكل ملائم وفقا للقوانين والقواعد. 

أود أن أؤكد هنا بشكل خاص على أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الـ 80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني. 

إن تخليد التاريخ يهدف إلى استشراف مستقبل أفضل. إذا نسينا التاريخ، فسنضل الطريق إلى الأمام. كانت النزعة العسكرية اليابانية قد ارتكبت جرائم بشعة ضد الشعب الصيني وشعوب الدول الآسيوية، وألحقت كارثة جسيمة بالشعب الياباني أيضا. إن منع إحياء شبح النزعة العسكرية يعد التزاما لا يمكن أن تتراخى اليابان في الوفاء به ولو لحظة واحدة، إضافة إلى أنه إرادة ثابتة لا يمكن تحديها للشعب الصيني والشعوب الآسيوية. أمام محك الضمير والمصداقية، يجب على اليابان أن تتمسك بروح معاهدة السلام وتواصل السير على طريق التنمية السلمية. 

يعتبر مبدأ الصين الواحدة من الأساسيات السياسية للعلاقات الصينية اليابانية. قد مضت 80 عاما منذ عودة تايوان إلى الصين، إلا أن البعض في اليابان ما زالوا عازفين عن مراجعة أنفسهم، بل ويتواطؤون مع قوى “استقلال تايوان” ضمنيا نحذر هؤلاء الذين يرددون “حالة طوارئ في تايوان هي حالة طوارئ في اليابان، تذكروا جيدا، أن إثارة المشاكل باستغلال تايوان بمثابة إثارة المشاكل لليابان نفسها. 

تضرب التبادلات الصينية اليابانية بجذورها في أعماق التاريخ، فمن المفترض أن تدري اليابان أكثر من غيرها أن الصين قوة مسالمة وجار يعتز بالأمانة وحسن الجوار على مدى أكثر من ألف سنة، إن ما أتت به الصين لليابان هو دائما الفرص وليس التهديدات في وجه المتغيرات التاريخية الكبرى، يجب أن يتأمل أصحاب الحكمة اليابانيون مليا في سبل التعامل مع الجيران وطبيعة الاتجاه العام، وبالتالي يختاروا الطريق السليم. 

صحيفة فولها دي ساو باولو البرازيلية: زار وزير الخارجية الأمريكي أمريكا اللاتينية في أول جولته الخارجية في الشهر الماضي، حيث توعد دول أمريكا اللاتينية بأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إن لم تبق هذه الدول على مسافة مع الصين. كيف ستواجه الصين هذه الضغوط؟ وهل ذلك سيكون على أجندة منتدى الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الذي سيعقد قريبا؟ 

وانغ يي: إن التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية هو من طبيعته التعاون بين الجنوب والجنوب. يتميز هذا التعاون بالدعم المتبادل بدلا من الحسابات الجيوسياسية. ظلت الصين تلتزم بمبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك في التبادل مع دول أمريكا اللاتينية، ولا تسعى من خلاله أبدا إلى نطاق النفوذ، ولا تستهدف أي طرف من الأطراف. 

إن ما تعمل شعوب أمريكا اللاتينية على بنائه هو ديارها وليس فناء خلفيا للغير، وإن ما تتطلع إليه دول أمريكا اللاتينية هو الاستقلالية وليس عقيدة مونرو السبب في أن التعاون مع الصين مرحب به في دول أمريكا اللاتينية هو أنه يحترم إرادة شعوبها، ويلبي احتياجاتها، ويوفر لها خيارا موثوقا به و آفاقا واعدة لتحقيق النهوض. 

حقق بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين ودول أمريكا اللاتينية نتائج مثمرة في العصر الجديد، وذلك تحت التصميم والقيادة من قبل الرئيس شي جينبينغ وقادة دول أمريكا اللاتينية، وبالاستفادة من آلية منتدى الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الأمر الذي عاد بالفوائد على شعوب الجانبين كافة. 

يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة للتشغيل الرسمي لمنتدى الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، سيستضيف الجانب الصيني الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى في الصين خلال النصف الأول من العام الجاري. سيعمل الجانبان بهذه المناسبة على التغلب على الصعاب والتخلص من التشويشات والارتقاء بالتعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية إلى مستوى جديد. 

التحديث الصينى النمط

 

وتسائل مراسل Dragon TV ،  خلال السنوات الأخيرة، يعاني الاقتصاد العالمي من الضعف في النمو، كما يواجه الاقتصاد الصيني بعض التحديات. كيف تنظر إلى الأوضاع الاقتصادية للصين؟ وما هي الإجراءات الجديدة التي ستتخذها الدبلوماسية الصينية في العام الجاري لخدمة التحديث الصيني النمط والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بصورة أفضل؟ 

وأوضح وانغ يي ، حققت الصين النمو الاقتصادي بمعدل 5% في العام الماضي، مما جعلها في صدارة الدول الكبيرة الرئيسية. خاصة أن هذا الإنجاز تم إحرازه في سياق الجهود الصينية الكبيرة لدفع التحول الأخضر، وفي ظل تباطئ نمو الاقتصاد العالمي، وهو كذلك جاء نتيجة لكفاح الصين للتغلب على تداعيات العقوبات والقمع الأحادية الجانب المفروضة من الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وهو يجسد السمة المميزة للاقتصاد الصيني المتمثلة في التقدم إلى الأمام بمعنوية عالية دون الخوف من الصعوبات. 

قال الرئيس شي جينبينغ إننا نترعرع دوما في خضم العواصف وننمو دوما صامدين أمام الاختبارات. سواء في وجه الأزمة المالية الدولية أم صدمة جائحة فيروس كورونا المستجد، ألم يصمد الاقتصاد الصيني أمام الاختبارات الجسيمة ويحقق نموا أفضل؟ إن ثقتنا جاءت من السوق الصينية الضخمة والطلب المحلي الهائل، ومن القطاعات القوية للصين وديناميكيتها الابتكارية، ومن تفوق النظام الصيني وسياسة الإصلاحوالانفتاح. يقول الناس دائما إن “الصين” التالية” لا تزال الصين. فإن الشوط الأول للمعجزة الصينية عبارة عن النمو السريع غير المسبوق، أما شوطها الثاني، فسيكون التنمية العالية الجودة الأكثر روعة. 

ستستمر الدبلوماسية الصينية في توفير الدعم الاستراتيجي الراسخ وتهيئة البيئة الخارجية الصالحة لخدمة التحديث الصيني النمط. سنقوم ببناء ممرات أكثر يسرا للتبادل، وحتى الآن قد أعفينا 38 دولة من تأشيرة الدخول بشكل أحادي، ومددنا مدة الإقامة المسموح بها في الصين إلى 240 ساعة في إطار سياسة العبور دون تأشيرة الدخول تجاه 54 دولة، ومن المتوقع أن يستمر توسع دائرة الأصدقاء” للإعفاء من التأشيرة، وسيبقى “تسجيل الحضور في الصين” موضة رائجة في العالم. وسنعمل على توفير خدمات أكثر فعالية في الشؤون الخارجية، وتوفيق الموارد الدبلوماسية والخارجية، وطرح أفكار جديدة حول الفعاليات الترويجية العالمية التي تقيمها وزارة الخارجية وترقيتها، وبناء الجسور لمواصلة تعزيز الانفتاح والتعاون. كما سنهيئ بيئة أفضل للأعمال التجارية، ونوسع الانفتاح المؤسسي بخطوات متزنة، ونوسع الانفتاح الذاتي بانتظام ونواصل الانفتاح الأحادي الجانب على الدول الأقل نموا، ونقلص القائمة السلبية ونخفض عتبة النفاذ حتى تبقى الصين دائما كـ” الخيار المفضل” للتعاون الدولي. 

الصين ودول ٱسيان

 

وتسائلت صحيفة ليانه زاوباو السنغافورية ،  ما هي التطورات الجديدة للمشاورات بين الصين ودول آسيان بشأن “قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي”، وما هي العوائق الرئيسية؟ في العام الماضي، هناك احتكاك بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، هل ذلك سيلقي بظلاله على آفاق المشاورات؟ 

ولفت وانغ يي ،  في العام المنصرم، تحافظ الأوضاع في بحر الصين الجنوبي على السلام والاستقرار بفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل الصين ودول آسيان، ولا تزال هذه المنطقة أكثر المياه البحرية أمنا وازدحاما للملاحة البحرية والجوية في العالم. وقعت الصين وإندونيسيا على وثيقة التوافق الحكومية بشأن التطوير البحري المشترك. وتم إطلاق الحوار الثنائي بين الصين وماليزيا حول المسائل البحرية، الأمر الذي أعلن إقامة آليات الحوار المتعلقة بالشؤون البحرية بين الصين وجميع الدول ذات الصلة ببحر الصين الجنوبي أثبتت الممارسات أنه لا توجد معضلة يستحيل حلها بالحوار، ولا يوجد هدف يستحيل تحقيقه بالتعاون. 

أما الاحتكاك بين الصين والفلبين الذي ذكرته، فقال مسؤول من دولة المنطقة مؤخرا في إحدى المنتديات الدولية، إن الاحتكاك الذي أثارته الفلبين بمثابة فصل من “مسرحية خيال الظل”، هذا التشبيه حي جدا. في كل عملية بحرية فلبينية، نجد كاتب السيناريو من خارج المنطقة، والبث الحي من الإعلام الغربي والقصص من قالب واحد، والهدف هو تشويه صورة الصين بكل السبل المتاحة. لم يعد الناس يرغبون في مشاهدة هذه المهزلة المتكررة. سيواصل الجانب الصيني الحفاظ على سيادته الإقليمية وحقوقه ومصالحه البحرية وفقا للقانون، وسنظهر أيضا روحنا الإنسانية وفقا للاحتياجات الواقعية عند إدارتنا لشعاب رناي جياو وجزيرة هوانغيان داو. لكن لا بد أن أكون واضحا هنا، لن تكون الانتهاكات والاستفزازات بدون عواقب، ومن يقدم نفسه كقطعة الشطرنج سيتم التخلص منه في نهاية المطاف. 

إن تحقيق حسن الجوار والأمن والأمان الدائمين في بحر الصين الجنوبي لأمر يتطلب الثقة، ويتوقف على القواعد أيضا، وأهم شيء هو تنفيذ “إعلان” سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي” ووضع “قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي” على نحو جيد. تتسارع وتيرة المشاورات حول “القواعد” وتمت القراءة الثالثة لنصها بفضل الجهود الصينية، ونحن على الثقة التامة بإمكانية التوصل إلى “القواعد”. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع دول آسيان على تعزيز الحوار وإبعاد التشويشات وبلورة التوافقات وتسوية الخلافات، من أجل التوصل إلى “القواعد” في يوم مبكر، وجعل بحر الصين الجنوبي بحرا للسلام والصداقة والتعاون بشكل حقيقي. 

 

 

وتسائلت صحيفة بيجينغ ديلي ، يصادف العام الجاري الذكرى السنوية الـ30 لانعقاد المؤتمر العالمي الرابع للمرأة طرح الرئيس شي جينبينغ في عام 2020 أن الصين ستستضيف في هذا العام القمة العالمية للمرأة مرة أخرى. هل لكم تسليط الضوء على الأعمال التحضيرية لهذه القمة؟ 

وأشار وانغ يي ، يصادف يوم الغد اليوم العالمي للمرأة، ويطيب لي بهذه المناسبة أن أتقدم بتحيات العيد إلى جميع المواطنات 

استضافت الصين في عام 1995 المؤتمر العالمي الرابع للمرأة للأمم المتحدة، وأصبح ما تم اعتماده فيه من “إعلان بيجينغ” و”منهاج عمل بيجينغ” معلما في قضية المساواة بين الجنسين في العالم. وبمناسبة الذكرى الـ 30 لانعقاد المؤتمر العالمي للمرأة في بيجينغ، ومن أجل تنفيذ المبادرة المهمة التي طرحها الرئيس شي جينبينغ، ستستضيف الصين القمة العالمية للمرأة مرة أخرى في النصف الثاني من هذا العام. 

على مدى العقود الـ 3 الماضية، حققت الصين الإنجازات التاريخية في قضية المرأة الصينية، التزاما بروح المؤتمر العالمي للمرأة المنعقد في بيجينغ. قمنا بتطبيق المساواة بين الرجل والمرأة كإحدى السياسات الوطنية الأساسية، وتنفيذ برامج العمل الوطنية بشأن تعزيز التنمية الشاملة للمرأة، وأصبح عدد لا يحصى من النساء البارزات اللاتي قدمن مساهمات مهمة في التحديث الصيني النمط نماذج العصر. 

على مدى العقود الـ 3 الماضية، قادت الصين تطور قضية المرأة العالمية من خلال عملها الملموس. إذ قمنا بدعم عمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وإنشاء جائزة تعليم الفتيات والنساء بالتعاون مع منظمة اليونيسكو، ومساعدة الدول النامية على تنفيذ 100 مشروع صحة للنساء والأطفال”، وتأهيل أكثر من 200 ألف موهبة نسائية لأكثر من 180 بلدا ومنطقة. 

قبل 30 سنة، شهدت بيجينغ عزيمة نساء العالم على السعي وراء المساواة. وبعد 30 سنة، ستجتمع مختلف الأطراف في بيجينغ مرة أخرى للتشاور سويا حول سبل تطوير قضية المرأة العالمية. نتطلع إلى أن تتمتع المزيد من النساء بحياة رائعة وتحققن أحلامهن. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى