البيان الختامي لقمة المنامة.. خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار بالمنطقة

بقلم/ عبد الرحيم أحمد
بينما يغلي القدر بفعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مدفوعا بموازين عدالة دولية أصابها الخلل، جاءت القمة العربية الثالثة والثلاثون التي استضافتها العاصمة البحرينية المنامة – جاءت في توقيت استثنائي بالغ الدقة كما جاء بيانها قويا بحجم الظروف والتحديات المحدقة بالمنطقة.
وعبر المتابعة الدقيقة لما جاء في البيان الختامي نضع أيدينا على محاور ونقاط قوة فقد أدان عرقلة إسرائيل لجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما استنكر إمعان قوات الاحتلال في توسيع عدوانها على مدينة رفح الفلسطينية رغم التحذيرات الدولية من العواقب الإنسانية الكارثية.
إن التاريخ لن يغفل ما ارتكبته إسرائيل من جرائم خلال الأشهر السبعة الماضية، والحقيقة أن تلك الجرائم فاقت بكثير ادعاءات الاحتلال خلال العقود الماضية بشأن ما أسماه “هولوكوست” ليرتكب أمام العالم أجمع جرائم يندى لها الجبين، وقد نجح البيان الختامي لقمة المنامة في توصيف انتهاكات الاحتلال لاسيما ما يتعلق بسيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بهدف تشديد الحصار على المدنيين في القطاع، مما أدى إلى توقف عمل المعبر وتوقف تدفق المساعدات الإنسانية، وفقدان سكان غزة شريان الحياة الرئيسي.
وقد طالب البيان إسرائيل في هذا الصدد بالانسحاب من رفح، من أجل ضمان النفاذ الإنساني الآمن للمساعدات وعلاج الجرحى مشددا على أن الموقف العربي ثابت لن يتزحزح بشأن الدعم المستمر والثابت للقضية الفلسطينية، جنبا الى جنب مع الرفض القاطع لكل محاولات تهجير الشعب الفلسطيني.
وبكل تأكيد فقد تجدد لدينا الأمل في إيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر تأييد البيان الختامي دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لعقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، اضف إلى ذلك فإن مطالبة البيان الختامي للمجتمع الدولي بتنفيذ قرارات مجلس الأمن هي الأخرى تمثل خطوة مهمة نحو استعادة الامن والاستقرار بالمنطقة.
عموما فجميعنا يدرك جيدا أن التحديات التي تحيق بالمنطقة لا تقتصر على الملفات السياسية والأمنية إنما يضاف اليها التحديات الاقتصادية والمناخية وغياب التنمية، والمؤكد أن الاتحاد والتنسيق والتكامل العربي هو الضمانة الحقيقية للتغلب على كل تلك التحديات.