مقالات الرأي

الإمارات ومصر.. إخوة راسخة وتحالف صلب

بقلم/ محمد عبيد المهيري

“إخوة راسخة وتحالف صلب”، تلك هي حال العلاقات بين الإمارات ومصر شعبا وقيادة وحكومة، فما نكاد ننتهي من الحديث عن لقاء أو زيارات أو اتفاقيات بين قيادات وحكومتي البلدين حتى نطالع سويا اجتماع قيادات دولتنا من أجل العمل لما فيه خير ومصلحة شعبي البلدين بل والمنطقة العربية بأسرها.

وشاهدنا جميعا يوم الخميس الماضي الزيارة الحافلة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات إلى الشقيقة مصر بداية من استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له في أرض المطار حتى حضرا سويا كتفا بكتف حفل تخرج دفعات جديدة من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية في مبناها الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالتزامن مع الذكرى الـ51 لانتصار أكتوبر المجيد.

وأمام هذا العرض المشرف طالعتنا صور أعلام الإمارات ومصر وهي ترفرف سويا على يد أبناء الجيش المصري كما شاهدنا صورة القائد الراحل الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه وهي تحلق في سماء القاهرة ومعها صورة الشيخ محمد بن زايد والرئيس عبد الفتاح السيسي في رسالة للجميع بأن الأخوة بين قيادات البلدين تاريخية ومتجذرة ويتوارثها القادة والشعوب ويحملون رايتها جيلا وراء جيل.

ولا نجد تعبيرا عن صدق هذه العلاقة من حجم الترحيب للرئيس السيسي خلال الحفل بشقيقه الشيخ محمد بن زايد وجلوسهما بجوار بعضها البعض وأن يكون رئيس دولة الإمارات شاهدا على تدشين مبنى الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة لتكون رسالة للجميع عما يجمع البلدين وسط أعلام الإمارات ومصر التي كانت خفاقة وعالية تناطح السماء كهمة أبناء شعبي البلدين.

الزيارة لم تنته عند هذا المشهد، ففي اليوم التالي شاهدنا قائدي البلدين على ضفاف البحر المتوسط لتدشين مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة وتنميتها على الساحل الشمالي في تعاون جديد سيغير وجه المنطقة برمتها، فبعد بضعة أشهر من توقيع الاتفاق الخاص بالمشروع في فبراير الماضي بين حكومتي البلدين بقيمة بلغت حوالي 35 مليار دولار، نجد وتيرة غير مسبوقة في سرعة التنفيذ وبإشراف مباشر من الشيخ محمد بن زايد والرئيس السيسي.

الشيخ محمد بن زايد وخلال مطالعته إعلان مخطط المشروع توجه بالشكر لفرق العمل من الجانبين مؤكدا أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين كما أنه يمثل نموذجا للشراكة التنموية البناءة، في كلمات توضح بصدق عن عمق ورؤية قيادة الدولتين لما فيه الخير لشعبيهما ودعم أواصرا التنمية ومواكبة المستقبل ومواجهة التحديات والصعاب.

فما بين رسائل حاسمة ومتنوعة حملتها زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى مصر تظل العلاقات راسخة رسوخ الجبال لا ينال منها أي عدو أو حاقد أو متآمر.

زر الذهاب إلى الأعلى