عرب وعالم

اجتماع دول جوار السودان ينهي أعماله وسط حالة ترقب لإيجاد حلول للأزمة الراهنة

ناقش الاجتماع الوزاري الذي عقدته دول جوار السودان في العاصمة التشادية “انجمينا”، سبل الخروج من الأزمة الحالية التى وضعت البلاد على شفير حرب أسفرت عن آلاف القتلى، ونزوح ملايين السودانيين.

وتطرق الاجتماع الذي عقد أمس الأحد واستمر لمدة يومين، بحضور وزراء خارجية دول جوار السودان، تقديم استجابات عاجلة للأزمة الإنسانية المتزايدة، حيث أكدت وزارة الخارجية والتشاديين فى الخارج والتعاون الدولى، أن المهمة الرئيسية للاجتماع إيجاد حل للأزمة.

وبحث الاجتماع مختلف جوانب الأزمة السودانية، بكل أبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية، وتأثيراتها على الشعب السودانى وتداعياتها الإقليمية والدولية، بهدف وضع مقترحات عملية تمكن رؤساء الدول والحكومات المجاورة للسودان من التحرك الفعال للتوصل إلى حلول تضع نهاية لها، وتحافظ على وحدة السودان وسلامته الإقليمية ومقدرات شعبه.

المتحدث باسم الجيش: القوات وجهت ضربات للدعم السريع وسط وجنوب الخرطوم وشرق النيل

وتتواصل الاشتباكات بين الجيش السودانى وما تسمى “قوات الدعم السريع” فى العاصمة الخرطوم وولايات إقليم دارفور، قال المتحدث باسم الجيش السودانى، العميد نبيل عبد الله، فى تسجيل، إن “الدعم السريع” روجت لكذبة كبيرة بأنها سيطروا على ولاية وسط دارفور، وهذا غير صحيح.

وأضاف، أنه توجدا فرقة مشاة موجودة فى زالنجى “عاصمة الولاية”، وفى كل مواقعها وجاهزة للتصدى لأى هجوم والتعامل معه بكل اقتدار، وأن قوات الجيش السودانى وجهت ضربات لما وصفهم بالمتمردين فى وسط وجنوب الخرطوم وشرق النيل وكانت ضربات ناجحة كبدت “الدعم السريع” خسائر فى الأرواح والمعدات.

فيما أعلن أمير قبائل الهوسا فى السودان، هارون الطاهر، عن تسليم قيادة الفرقة الثانية مشاة 50 ألف مجاهد من القبيلة للانخراط فى صفوف الجيش السودانى، كما أوضح نائب رئيس هيئة دعم القوات المسلحة بالولاية وممثل الهوسا بالمحليات طلحة عمر عثمان، تواصل استنفار الشباب والقادرين على حمل السلاح وإعدادهم للزود عن حياض الوطن ورد كيد الأعداء.

خريطة مقترحة من الحكومة

من جهة أخرى أعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار عن خريطة طريق مقترحة من الحكومة لإنهاء الحرب تبدأ بالفصل بين القوات المتحاربة وتنتهي بعملية سياسية.، حيث قال إن المقترح يتضمن تعجيل إيصال العون الإنساني وضمان سلامة المواطنين ومن ثم تحقيق عملية سياسية ترتكز على تأسيس الدولة وليس اقتسام السلطة.

وأكد مالك عقار، عدة نقاط منها: ينبغي تجنب تعدد المبادرات في السودان الذي يضر بجهود السلام ويطيل أمد الحرب، وأهمية الالتفاف حول الجيش السوداني باعتباره المؤسسة الوطنية.، واتباع موقف الحياد لن يخدم أجندة السودان.

وكان مالك عقار التى أمس الأحد، عددا من قيادات الكنائس السودانية لاطلاعهم على خطة الحكومة لإنهاء الحرب والدور الذي يمكن ان تلعبه الكنيسة لتخفيف وطأة الحرب على النازحين واللاجئين، حيث بحث الاجتماع دور المجتمع الكنسي في إنهاء الحرب عبر الاستفادة من علاقات الكنائس السودانية في استقطاب الدعم الإنساني وإيصال المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية ومناقشة آليات توزيعها على السودانيين جميعاً دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو غيرهما من أشكال التمييز.

وأوضح مالك عقار أن اللقاء تناول الانتهاكات التي تعرضت لها الكنائس والدمار الذي طالها والتخريب المتعمد لها وقتل القساوسة وتعذيبهم، وأن القيادات الكنسية طالبت الحكومة برصد هذه الانتهاكات وتوثيقها.

يشار إلى أنه تجددت عمليات القصف المدفعى في منطقة قاعدة كررى شمالى أم درمان تجاه مواقع الدعم السريع جنوب وغرب المدينة، تزامنا مع تحليق متواصل لطائرات الجيش السودانى.

شكري: الملايين نزحوا فارين من ويلات الحرب إلى دول الجوار

من جهته قال وزير الخارجية المصري، السفير سامح شكري، إن اجتماع الآلية الوزارية لدول الجوار حول السودان بتشاد يأتي في إطار ترجمة مقررات قمة القاهرة كرؤية تنفيذية وخطوات تُسهم في معالجة مسببات الأزمة الراهنة.

وأضاف وزير الخارجية المصري في كلمته التي ألقاها في الاجتماع أن المساعي تأتي لوقف الحرب حقن دماء الشعب السوداني وحفاظًا على وحدة وتماسك الدولة ومؤسساتها والحد من تداعيات الأزمة السودانية على دول الجوار، مشيرا إلى أن الشعب السوداني لم يكن طرفًا في هذه الحرب الضروس وينظر ملايين المواطنين في الداخل، الذين نزحوا فارين من ويلات الحرب إلى دول الجوار وكلهم أمل في أن تكون مبادرة “دول جوار السودان” طوق نجاة.

ولفت وزير الخارجية، إلى حالة الترقب الدولي لنتائج اجتماع دول الجوار لكونه يأتي في توقيت بالغ الحساسية تتعثر فيه جهود وقف إطلاق النار، ويزداد حجم المعاناة الإنسانية للشعب السوداني، وسط شحُ غير مسبوق في المواد الغذائية والدوائية والخدمات الطبية الضرورية ومختلف متطالبات الحياة، مؤكدا أن هناك ضبابية في مسار العملية السياسية المتوقفة منذ أشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى