الاقتصاد

أبو الغيط يكشف الرؤية والمحاور التي ترتكز عليها استراتيجية الطاقة

افتتح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، فعاليات المنتدى العربي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الذي يعقد على هامش الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري العربي للكهرباء بالتزامن مع أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة.

يأتي ذلك بتنظيم مشترك بين إدارة الطاقة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “اسكوا” والذي يعقد خلال الفترة.

وأعرب أبوالغيط، عن سعادته بخروج المجلس الوزاري، في دورته الاستثنائية التي عقدت اليوم الأحد، بالخروج بقرارات تثلج الصدر حيث وافق على اتفاقيتي السوق العربية المشتركة للكهرباء ممهداً الطريق للاستمرار بثقة وعزم في العمل الدؤوب الساعي لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء.

وثمن أبو الغيط، المارثون الذي بذلته جامعة الدول العربية ممثلة بإدارة الطاقة، والاهتمام البالغ الذي أبدته وزارات الكهرباء في الدول العربية جميعاً على أعلى مستوياتها بمشروع نفخر به جميعا ألا وهو الوصول الفعلي للسوق العربية المشتركة للكهرباء، ولا يفوتني توجيه الشكر الجزيل لشركائنا في هذا العمل الجبار البنك الدولي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

وذكر الأمين العام، بإطار التعاون الذي سيتم التوقيع عليه بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتمثلها إدارة الطاقة والذراعين الفنيين للمجلس الوزاري، وهما المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والاتحاد العربي للكهرباء.

وتابع: نسعى جميعا لتحقيق الهدف الرئيسي من هذا المنتدى وهو تبادل وجهات النظر وتعزيز الحوار في مجال الطاقة، وتطوير توجه عربي قوامه مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

وفي هذا الإطار، أشار إلى أن رؤية جامعة العربية نحو موضوعات الطاقة ترتكز على ثلاثة محاور:

أولها: الاقتناع الراسخ بأن مصادر الطاقة هي وسيلة للنمو والازدهار وليست أداة ضغط أثناء الأزمات؛ لذلك فإن المحافظة على المكانة الاستراتيجية للمنطقة العربية في أسواق الطاقة العالمية هو سبيلنا لتحقيق المزيد من الرفاه لمجتمعاتنا العربية.

والمحور الثاني: هو تعزيز التوجه العربي بكل مستوياته نحو التكامل وهو ما نراه حالياً من تضافر الجهود في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والعمل الدؤوب الذي يقوم به المجلس الوزاري العربي للكهرباء لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء.

المحور الثالث: فهو الانتقال الطاقي أو الاعتماد التدريجي على مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال، والاهتمام بزيادة كفاءة الطاقة حسب ظروف وإمكانات كل دولة وفق ما تقترحه الاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة من خطوط عريضة.

وأيضا توجهنا لتحقيق ذلك يشمل السعي لتنفيذ الهدف السابع من الأهداف الأممية للتنمية المستدامة وهو “ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة” ليكون بمثابة نقطة انطلاق لحقبة جديدة تراجع فيها دول العالم استراتيجياتها السائدة بحيث تولي اهتماماً أكبر لمستقبل الأجيال القادمة.

وتتناول موضوع الطاقة ببعده الإنساني؛ فالوصول لمصادر نظيفة ومستدامة من الطاقة بأسعار معقولة قد أصبح حقاً لا يمكن إنكاره.

وأضاف أن المنتدى العربي الخامس للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة بعنوان “الابتكار في خدمة الطاقة المستدامة بالمنطقة العربية” والمعرض المصاحب له، أن تجمع رائع لصناع القرار، والخبراء والباحثين ورجال الأعمال الذين نرى ضرورة استغلال هذه الفرصة الثمينة للخروج بنتائج تفيد واقع المنطقة.

وتطرق أبو الغيط، إلى موضوع الهيدروجين وهو ما يطلق عليه وقود المستقبل، فيمكن لاقتصاد الهيدروجين باعتباره أحد أهم نواقل الطاقة أن يساعد الحكومات العربية والشركات والمواطنين في توفير مليارات الدولارات كل عام عن طريق خفض تكاليف الطاقة.

وأيضا المساهمة في استدامة قطاع الطاقة مع التقليل من الانبعاثات الكربونية؛ وعلى الرغم من أن الطلب على الهيدروجين الأخضر كان أوروبيًا بالأساس بسبب تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، إلا أن الريادة العربية في إنتاج الغاز الطبيعي كفيلة بدفع كبرى شركات الطاقة إلى التنافس لضخ الاستثمارات الضخمة، وشراء حصص في الشركات والصناديق المخصصة لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقتنا العربية.

وفي هذا الصدد، وبتكليف من المجلس الوزاري العربي للكهرباء، فقد تم اعتماد وثيقة هامة تستعرض المشهد العربي، وتقدم خارطة طريق لتقييم إمكانات الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية حتى عام 2050 بعنون “نحو استراتيجية عربية للهيدروجين الأخضر”.

وتغطي هذه الوثيقة مجموعة من المجالات هي: الإنتاج والتوزيع، الصناعة، النقل، الكهرباء، التصدير، وتنقسم إلى ثلاث مراحل المرحلة الأولى: من الآن حتى 2030 وسيتم التركيز فيها على المشاريع التجريبية، المرحلة الثانية: إنشاء سوق للهيدروجين والتوسع فيها، أما المرحلة الثالثة فستوجه نحو الأسواق الشاملة.

ولفت إلى اطلاق هذه الوثيقة في مناسبات قادمة، حيث يتم السعي لإنشاء شبكة عربية تكون مهمتها التنسيق في موضوع الاستفادة من تقنيات الهيدروجين على المستوى العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى