محمد عبدالقدوس
معلومة جديدة عرفتها منذ أيام فقط تدل على مكانة حواء في الاسلام ، وعند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كان عدد المؤمنين في ذلك الوقت ١٢٤ ألف مسلم ، وقام المؤرخون بتصنيف هؤلاء ، وإبراز قياداتهم والشخصيات المشهورة منهم وأصحاب المكانة ، فكان عدد هؤلاء ثمانية آلاف شخص ، ومن بين هؤلاء ألف امرأة من أصحاب المكانة ..
وهذه الإحصائية شيء مذهل بالطبع ، فهي لطمة لكل من يكيدون لهذا الدين في مجال معاملة النساء !
فمن بين كل ثمانية أفراد تجد امرأة لها مكانتها في المجتمع ، وتشغل منصب قيادي ، وأراها نسبة عالية جداً تدل على مدى تحضر المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت.
وأذكر لك واحدة من هؤلاء إسمها “سمراء” !
وأظنك قد أصابتك الدهشة مثلي وأنت تتوقف عند إسمها ، فمن المؤكد أنك لم تسمع في حياتك عنها !
ويبدو أن أسم “سمراء” ليس بغريب على شبه الجزيرة العربية ، فالشاعر “عبدالله الفيصل” له قصيدة مشهورة غناها الراحل “عبدالحليم حافظ” في بداياته: “سمراء يا حلم الطفولة يا منية النفس العليلة” !
لكن من هي “سمراء” التي كانت لها مكانتها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مجهولة لي ولحضرتك ؟؟
إنها المسئولة عن التعاملات بالسوق في المدينة المنورة ، واسمها “سمراء بنت نهيك” !
ويلاحظ أن هذا المنصب شغلته أيضاً امرأة في عهد “عمر بن الخطاب” إسمها “الشفاء بنت عبدالله”.
ولاشك أن ضبط أمور التجارة وظيفة بالغة الخطورة خاصة إذا كان التجار يشكلون العمود الفقري للسكان !
ومن الطبيعي أن يكون المسئول عن ذلك رجل فاهم في البزنس وأمين في الوقت ذاته ، لكن أن يوكل هذا الأمر إلى إمرأة فهذا دليل مؤكد على أن سيدتي في هذا المجتمع المتقدم لها مكانتها الكبيرة.
ومن المؤسف أن حواء تدهورت مكانتها بعد ذلك وكذلك الرجل !
فالتخلف ساد المجتمع كله ، ورأينا إتهام النساء بأنهن ناقصات عقل ودين !
وكل شيء خاص بها يدخل في بند الحرام !!
ومجرد الحديث معها ممنوع !
وغير مقبول أن تعمل وتشارك في بناء المجتمع ..
فما بالك بتولي وظيفة أساسية ؟؟
فهذا بالطبع غير مقبول أبدا !!
بل عليها أن تمكث في بيتها وتغلق عليها الباب وتخدم بعلها يعني زوجها !
وتنجب له ما شاء من الأطفال !
والأولاد أفضل بالطبع أما إنجاب بنات فهذه مصيبة !!
وعودة سيدتي إلى مكانتها لا يكون بالتطلع إلى أوروبا واللهث وراء حضارة الغرب ، التي تنظر إلى المرأة كسلعة جميلة !
بل الرجوع إلى جذورنا ، وأنت عندما تعود إلى أصلك ، فهذا أفضل من تقليد غيرك ، وتتحدث بلغته ، وتكون نسخة ممسوخة منه !!
وفي أستطاعة سيدتي أن تكون ملكة بالعودة إلى تعاليم الدين الصحيحة ، وليس بالتدين المغشوش .. أليس كذلك ؟؟