عرب وعالم

مزيد من الوفود الغربية إلى دمشق بالتزامن مع هدنة بين تركيا وقسد

تتواصل التطورات السياسية في سوريا مع وصول وفود غربية إلى دمشق وفتح

 

تتواصل التطورات السياسية في سوريا مع وصول وفود غربية إلى دمشق وفتح المزيد من السفارات. كذلك عودة المزيد من اللاجئين من لبنان وتركيا والأردن. فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن هدنة حتى يوم السبت المقبل بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

حيث قال القائد العام للإدارة السياسية الجديدة في سوريا أحمد الشرع -أثناء لقائه وفد الخارجية البريطانية- إنه يجب رفع العقوبات عن سوريا كي يعود السوريون إلى بلدهم، يأتي ذلك في وقت وصل فيه وفد ألماني وآخر فرنسي للعاصمة دمشق لإجراء مباحثات.

وأكد الشرع أن نظام بشار الأسد دمر كل شيء حتى مؤسسات الدولة، واستهدف كل الطوائف، مشددا على ضرورة بناء دولة القانون والمؤسسات وإرساء الأمن. واعتبر أن ما حصل في سوريا انتصار للشعب المظلوم على الظالم المجرم، وتابع أن هذا الانتصار حصل دون تدمير في البنى التحتية ودون أي نزوح.

في هذه الأثناء، أجرى دبلوماسيون ألمان محادثات مع ممثلين للحكومة الانتقالية في دمشق، وجرت المباحثات بشأن وجود فرص لتمثيل دبلوماسي ألماني في العاصمة السورية، مع التركيز على عملية انتقالية في سوريا وحماية الأقليات.

 

تقييم ومراقبة

وذكر متحدث باسم الخارجية الألمانية في بيان “كما يجري استكشاف الإمكانيات لوجود دبلوماسي في دمشق”، مؤكدا أن برلين “تراقب هيئة تحرير الشام عن كثب بالنظر لعودة جذورها لأيديولوجية تنظيم القاعدة” حسب تعبيره. وبشأن الذين قادوا الإطاحة بالرئيس الهارب بشار الأسد بعد سنوات من الحرب، قال المتحدث “يمكن القول في ضوء المتاح، إنهم يتصرفون بحكمة حتى الآن”.

في هذا السياق، وصل وفد دبلوماسي فرنسي إلى دمشق للمرة الأولى منذ 12 عاما وأعاد فتح السفارة. وصرّح المبعوث الخاص إلى سوريا جان فرانسوا غيوم لصحفيين، بعد وصوله إلى دمشق، بأن “فرنسا تستعد للوقوف إلى جانب السوريين” خلال الفترة الانتقالية.

وأشار الوفد الفرنسي إلى أنه جاء “لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع” بدمشق، في حين رفع العلم الفرنسي صباح الثلاثاء فوق السفارة الفرنسية في دمشق التي أغلقت منذ العام 2012.

 

نقطة تحول

من جهتها، اعتبرت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أرسولا فون دير لاين، أن العالم يشهد نقطة تحول تاريخية بسوريا وسقوط نظام الأسد بداية جديدة للسوريين والشرق الأوسط. وأكدت فون دير لاين أن استقرار سوريا وسيادتها موضع اتفاق مع القوى الإقليمية بالشرق الأوسط.

وفي وقت سابق، نقلت نيويورك تايمز عن الشرع قوله إن الأولوية الآن يجب أن تكون بناء الدولة، وإنشاء مؤسسات عامة تخدم جميع السوريين.

كما نقلت الصحيفة عنه دعوته الحكومات مثل الولايات المتحدة إلى إزالة تصنيف الإرهاب عن هيئة تحرير الشام، كما طالب بإزالة جميع القيود حتى يتمكن السوريون من إعادة بناء البلاد.

ودعا الشرع إلى رفع العقوبات المفروضة على الحكومة السابقة، وقال إنها كانت مفروضة على الجلاد الذي رحل الآن. ومن جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، في بيان، إنه التقى الشرع ورئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير.

 

مساعدة ولقاءات

وأكد بيدرسون نية الأمم المتحدة تقديم كل أشكال المساعدة للشعب السوري. كما شدد على الحاجة إلى انتقال سياسي شامل وذي مصداقية بقيادة السوريين وبناء على قرار مجلس الأمن رقم 2254. وذكر البيان أن بيدرسون سيجري لقاءات أخرى في الأيام المقبلة.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن سقوط الأسد يمثل فرصة ومخاطرة في الوقت ذاته للسوريين وللعالم. معتبرا أن المخاطرة تكمن في إمكانية استفادة “المتطرفين والإرهابيين” من الفراغ الناشئ لدفع سوريا إلى المجهول.

وأضاف أن هناك فرصة هائلة للشعب السوري لتأسيس حكومة ديمقراطية تمثل جميع السوريين. كما أكد سوليفان أن سقوط الأسد سببه الأول رفضه للحل السياسي وإصراره على قتل شعبه وعدم منحه مستقبلا مختلفا. أما السبب الثاني لسقوط الأسد، فهو ضعف وتشتت إيران وروسيا وحزب الله. وعدم قدرتهم على إنقاذه عندما احتاج إليهم.

 

لقاء الطائفة الدرزية

وفي إطار لملمة شتات البيت السوري قال أحمد الشرع، خلال اجتماعه مع وفد من الطائفة الدرزية، إن سوريا يجب أن تبقى موحدة. وإنه “يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة، فسوريا يجب أن تبقى موحدة. ويكون بين الدولة وجميع الطوائف عقد اجتماعي لضمان العدالة الاجتماعية”. من جهته، أكد وفد الطائفة الدرزية أنهم لن يكونوا إلا جزءا من سوريا.

من ناحية أخرى، أشار الشرع إلى أن “واقع البلد متعب وحجم الدمار كبير. ونحتاج لجهود جميع السوريين داخل وخارج البلد، فمن الضرورة العمل بروح الفريق”. مضيفا “أنه سيتم حل الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون”.

 

وقال أيضا إن “البلد بحاجة إلى ضبط القطاع الصناعي وإلى خطط تنموية تخدم الأمن الغذائي. فالموارد البشرية عند النظام في حدها الأدنى، وحال النظام كان مترديا ثقافيا واجتماعيا”.

مع سقوط نظام الأسد، حزم عدد من السوريين المقيمين في لبنان أمتعتهم. وقرروا العودة إلى سوريا بعد سنوات من الحرب. حيث شهد معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا زحمة كبيرة على خط الدخول والخروج. كما عاد الآلاف من تركيا والأردن. بانتظار عودة مطاري دمشق وحلب للعمل ليعود بقية السوريين من كل دول اللجوء والمهجر.

زر الذهاب إلى الأعلى