المنتدى العربي الصيني خطوة مهمة نحو تحقيق المصالح والأهداف

بقلم/ عبد الرحيم أحمد
تتداعى المعاني وتتزاحم الأفكار والرؤى ونحن نتحدث عن العلاقات العربية الصينية بصفة عامة، وعلاقات القاهرة مع بكين على وجه الخصوص، تلك العلاقات التي عبرت عنها بوضوح كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للمنتدى العربي الصيني المنعقد في العاصمة بكين، كما عكستها كلمات القادة والزعماء المشاركين.
وقبل استعراض ما جاء في كلمات القادة والزعماء، هناك نقاط ومحاور غاية في الأهمية لعل أبرزها تزامن انعقاد المنتدى العاشر مع مرور عشرة أعوام على تدشين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين وما شهدته تلك الفترة من تطور هائل وملحوظ على مختلف الأصعدة عكس صورة حية للتكامل المطلوب بين رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة وأولويات مبادرة الحزام والطريق.
أما النقطة الأخرى الاكثر أهمية ودلالة فهي أن المنتدى العربي الصيني يمثل رسالة واضحة على نجاح مصر ودول المنطقة العربية على إحداث حالة من التوازن السياسي في علاقاتها الخارجية لتخرج من بوتقة المعسكر الغربي الذي تحركه المصالح الاقتصادية وتحكم علاقته بدول المنطقة على أساس نفعي لا يراعي المصالح المشتركة، وتتعاظم أهمية هذه النقطة في ضوء التحديات التي تواجه العالم في الوقت الراهن وتفرض على الجميع الاندماج في تكتلات اقتصادية لمواجهة الأزمات .
وهنا أشير إلى ما تضمنته كلمة الرئيس السيسي امام الدورة العاشرة من المنتدى العربي الصيني عندما جعل الحرص المتبادل على أمن واستقرار ومصالح الشعوب هو الأساس الراسخ الذي تقوم عليه العلاقات السياسية بين العرب والصين، كما أن الانعقاد الدوري المنتظم للمنتدى – والكلام للرئيس السيسي – هو رسالة قوية تؤكد حرص الجانبين على تعزيز العلاقات المؤسسية العربية الصينية حيث يرمي المنتدى إلى تحقيق عدد من الأهداف السياسية والاقتصادية الرئيسية ومنها تعزيز تعاون جنوب – جنوب، وتشكيل نظام عالمي أكثر عدالة مع دعم التعاون الفني المشترك في جميع القطاعات لاسيما نقل وتوطين التكنولوجيا وحوكمة الاقتصاد ومكافحة التغيرات المناخية.
أما كلمة الرئيس الصيني أمام المنتدى فقد حملت معها الأمل بأن القادم افضل، وأن بكين الطرف الآخر في معادلة هذا المنتدى، لديها نفس الحرص على تعزيز التضامن والتلاحم مع الجانب العربي بغية بناء علاقات نموذجية لصون السلام والاستقرار وتحقيق التعايش والعدالة جنبا إلى جنب مع تحقيق المصالح والأهداف الاقتصادية التي تكفل مصلحة الجانبين خاصة في القطاعات الحيوية والواعدة.
وعلى نفس المستوى من الحرص عبرت كلمة الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط عن التقدير العربي للتعاون مع الصين ورغبة دول المنطقة في الانطلاق بهذا التعاون إلى آفاق أرحب تزيد من قدرة الجانبين على تحقيق التطلعات والمصالح المشتركة على مختلف الأصعدة والمستويات.
أيها السادة ما أحوجنا الآن لنموذج مثالي ومعادلة قوة مكتملة الأركان تعيد للمنطقة ريادتها سياسيا واقتصاديا ، وبكل تأكيد فإن المنتدى العربي الصيني هو الخطوة الأولى والأهم من أجل الوصول للهدف المنشود.