أبو الغيط يطالب بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس

طالب أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية بتسوية عادلة وشاملة لحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك خلال احتفال جامعة الدول العربية بالتعاون مع وزارة الخارجية والاتحاد الإفريقي، بالذكرى الستين لقمة منظمة الوحدة الإفريقية، التي عقدت في القاهرة عام 1964، وذلك تحت عنوان “رحلة الستين عاما في إفريقيا: من إنهاء الاستعمار إلى التكامل” بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
وقال في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه السفير خالد المنزلاوي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية بالجامعة العربية، أننا نساند وبقوة تحركات دولة جنوب إفريقيا في دعوتها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وخرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، ونتوجه لها بالشكر، وهذا الدور ليس بالجديد على جنوب إفريقيا نصيرة الحق والقضية الفلسطينية”.
وأضاف أن انعقاد هذه الاحتفالية يأتي في ظل ظروف غاية في الصعوبة تشهدها منطقتنا العربية والإفريقية في آن واحد، حيث يشهد قطاع غزة حرب إبادة جماعية منذ ما يقرب على 232 يوماً بلا رحمة أو إنسانية وهو ما ترتب عليه استشهاد الآلاف من الأبرياء ونزوح الملايين منهم، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 35 ألف شهيد، وأكثر من 79 ألف مصاب، بالإضافة إلى مئات العائلات، الذين شطبت أسماؤهم بالكامل من السجلات.
ولفت إلى أن القمة العربية التي عقدت مؤخرا في المنامة في دورتها الـ 33 أصدرت بيانا غاية في القوة بشأن العدوان على قطاع غزة وشعبه الأعزل أكدنا فيه دعوة المجتمع الدولي والقوى الدولية المؤثرة لتخطى الحسابات السياسية والمعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمات الدولية والاضطلاع بمسئولياتها الأخلاقية والقانونية المنوطة بها في مواجهة الممارسات الإسرائيلية الهمجية.
وأشار أبو الغيط، إلى أن الشراكة العربية الإفريقية تعد من أقدم الشراكات التي يتجلى فيها عمق الروابط العربية والإفريقية، مشددا على ضرورة تكاتف كل الجهود للنهوض بتلك الشراكة نحو آفاق أوسع للاستفادة بكل الموارد الطبيعية والبشرية الكامنة في المنطقتين العربية والإفريقية، بما يحقق المصالح المشتركة.
وذكر: لمن دواعي السرور والاعتزاز أن نشهد اليوم الاحتفال بيوم إفريقيا داخل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، هذا اليوم يصادف الذكرى الـ 61 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية سابقاً، الاتحاد الإفريقي حاليا، ونستذكر انعقاد القمة الأولى لمنظمة الوحدة الإفريقية بالقاهرة في هذه القاعة العريقة عام 1964.
وأشار إلى أن التعاون العربي الإفريقي المتجذر لطالما أكد ترابط الشعوب العربية والإفريقية حضاريا وثقافيا وإنسانيا وتجاريا على مر التاريخ، الذي خلق على إثره تضامن سياسي عميق بين كلا الطرفين.
وذكر أن منظمتنا العريقة “الجامعة العربية” دائماً ما تعمل بشكل متناغم ومتوافق مع الاتحاد الإفريقي بهدف بناء شراكة عربية وإفريقية ذات أبعاد وأهداف استراتيجية واعده وبناءة لبناء السلام والأمن والعمل على حفظهما في دول المنطقتين.
ونوه بأن التعاون المؤسسي يعد أمرا حتميا لخلق مستقبل مشرق تستحقه الشعوب العربية والإفريقية في آن واحد، وقد ساعدت علاقات الجوار الممتدة دون عوائق طبيعية على الاندماج والتلاقي بين الشعوب العربية والإفريقية، خاصة أن نحو 10 دول عربية أعضاء في جامعة العربية هي أيضاً أعضاء في الاتحاد الإفريقي، بما أسهم في صناعة مواقف مشتركة، وتقوية الرغبة نحو صياغة مستقبل أفضل يتكامل فيه أبناء المنطقتين العربية والإفريقية.
وأكد: دائما ما تساند الجامعة العربية الدول العربية والإفريقية في حقوقها للحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، ونحن هنا نؤكد دائما وأبدا وحدة وسلامة التراب الوطني السوداني ونعبر عن كامل تضامنا مع جمهورية السودان وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية وفي مقدمتها القوات المسلحة، وأهمية تقديم يد العون للاجئين والنازحين وحماية مسارات الإغاثة الإنسانية وحماية المدنيين.
كما أكد أيضا دعمنا الكامل لدولة ليبيا وسيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، ودعم كل الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للوصول إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وإنهاء الفترة الانتقالية التي تشهدها البلاد.
وتابع: إننا كذلك ندعم بشكل ثابت سيادة واستقلال جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها، ونرفض وبقوة أية تدخلات خارجية أو اتفاقيات تهدف لزعزعة أمنها أو أي من دولنا العربية والإفريقية أيضاً.
وشكر لجميع المشاركين في هذه الاحتفالية، وعلى المبادرة الطيبة التي تبنتها جمهورية مصر العربية والمجموعة الإفريقية في القاهرة لتنظيم هذه الاحتفالية الرائعة، التي جمعت اليوم كل أعضاء وسفراء السلك الدبلوماسي العربي والإفريقي داخل أروقة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.