
قال وزير الصحة المصري، الدكتور خالد عبدالغفار، إنه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي بحلول عام 2030، في وفاة نحو250 ألف شخص سنويا نتيجة أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحراري.
جاء ذلك في كملته خلال الإحتفال بيوم الصحة العربي تحت عنوان “تأثير تغير المناخ على الصحة”، و”جائزة الطبيب العربي”، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وأضاف وزير الصحة، أن هذا فضلا عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحي والتي من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنويا.
وتابع: لا يغيب عنا فى هذا الصدد التأثير الخطير للتغير المناخي على الأمن الغذائي العالمي، فالغذاء الصحي جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان، فبسبب تداعيات التغيرات المناخية شهد العالم تطورات خطيرة اعترت جودة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، وهو ما ينذر بكارثة حقيقة تتعلق بأمراض سوء التغذية والأمراض البدنية والعقلية لدي الأطفال والفئات العمرية الأكثر إحتياجاً من النساء وكبار السن.
وطالب، بضرورة الإنتباه إلى أن تداعيات التغير المناخي لا تقتصر على الأمراض العضوية فحسب بل يمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدي الأفراد حيث يتسبب في تنمية سلوكهم العدائي في بيئة العمل، وهو ما يؤثر على السمات الشخصية والإجتماعية لديهم مما يمثل تهديداً خطيرا على المكون المجتمعي والأمن الإجتماعي للدولة المتأثرة بالتغير المناخي.
ولفت إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي تنبهت إلى التأثير السلبي للتغير المناخى على نظم الرعاية الصحية، وهذا ما ظهر جلياً خلال الجهود الملحوظة للتنسيق لجميع قضايا الصحة والمناخ لكافة الأطراف المشاركة في فعاليات الدورة 27 لقمة المناخ العالمية التي ترأستها مصر خلال العام الماضي، والتي كان أبرز ثمارها المشاركة في تحالف العمل بشأن الصحة والمناخ.
كما تم افتتاح مستشفى شرم الشيخ الدولي خلال فعاليات تلك القمة وتقديمها كنموذج لأول تجربة لمستشفى خضراء صديقة للبيئة في مصر بعد نجاحها في الحصول على الإعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء.
واستكمل: رغم أن دولنا العربية من الدول منخفضة الانبعاثات الكربونية إلا أن التغير المناخي لا يعترف بالحدود، وبالتالي فهي تتأثر مثل غيرها بانبعاثات الكربون المرتفعة من الدول الصناعية الكبري.
وفي ذات السياق، قال إن هذا ما يدفعنا جميعا إلى بذل الجهود المشتركة لمواجهته، وندعو من منبرنا هذا تلك الدول للاستمرار فى رأب جهود الدول النامية سواء بدعم النظم الصحية أو تقديم الدعم المباشر لإزالة الآثار السلبية الناجمة عن التغير المناخى.
وأكد ضرورة الحرص على المشاركة واستكمال ودعم كافة الجهود الوطنية والدولية لمواجهة آثار التغير المناخي خلال فعاليات انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة المناخ بدولة الإمارات العربية الشقيقة العام الجاري.
وأشار إلى حرص بلاده على إطلاق استراتيجية الصحة الواحدة لتحقيق التوازن المستدام بين جميع مكونات النظم الإيكولوجية بما يساعد على تحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء.
كما أكد الحرص على استمرار تعاوننا ودعمنا لإنجاح كافة القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب في دوراته المتتالية، وإن تخصيص يوماً للإحتفال بيوم الصحة العربي لهو بادرة أمل لتعزيز جهودنا المشتركة نحو دفع العمل الصحي العربي إلى أطره التنفيذية الفعلية لتنعكس بالتالى على حياة المواطنين.
وتابع: ولعل إختيار مجلس وزراء الصحة العرب بأن يكون محور الدورة القادمة للمجلس هو “مقاربة الصحة الواحدة” والذي تقدمت به المغرب يعد إدراكاً من المجلس بأهمية تسليط الضوء على قضايا الصحة والمناخ .