هل تقبل كل الفصائل الفلسطينية بــ”خطة غزة” التي تبنتها القمة العربية؟

كتبت :إيمان خالد خفاجي
في الوقت الذي، ماتزال فيه القمة العربية الطارئة في القاهرة، منعقدة حتى كتابة هذه السطور، للبحث في تطورات القضية الفلسطينية، كشفت مسودة البيان الختامي للقمة، عن بعض تفاصيل ما توصلت إليه.
وكانت الدعوة لهذه القمة الطارئة ، قد جاءت ردا على الخطة المثيرة للجدل، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقبيل انعقادها في القاهرة، أثار إعلان الرئيسين الجزائري والتونسي، غيابهما عن حضور ها، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية، وتأثير ذلك على مخرجاتها.
وتكاد كل التقارير تجمع، على أن القضية الأهم، التي جرى بحثها خلال القمة، هي ما يسمى بالخطة المصرية البديلة لقطاع غزة، ووفقا لما نشر حتى الآن، من مسودة البيان الختامي للقمة العربية، فإن القمة اعتمدت الخطة المصرية لمستقبل القطاع الفلسطيني ،ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع لها.وبموجب الخطة المصرية ووفقا لرويترز أيضا، ستحل “بعثة مساعدة على الحكم”، محل الحكومة التي تديرها حماس في غزة، لفترة مؤقتة غير محددة، وستكون مسؤولة عن المساعدات الإنسانية، وبدء إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب.
غير أن الوكالة تقول، إن الخطة لا تعالج قضايا حاسمة، مثل من سيمول إعادة إعمار غزة، كما لم تحدد أي تفاصيل دقيقة، حول كيفية حكم القطاع، ولا كيف سيتم إبعاد جماعة مسلحة قوية مثل حماس، وتشير إلى أن المسودة المصرية، لا تتناول مسألة الإجراءات التي يمكن اتخاذها، إذا رفضت حماس نزع السلاح، أو التنحي عن العمل السياسي.وماتزال قضية من سيدير قطاع غزة بعد هذا الصراع، تمثل سؤالا كبيرا لم يُجب عليه حتى الآن، في المفاوضات بشأن مستقبل القطاع، في وقت ترفض فيه حماس حتى الآن، أي اقتراح على الفلسطينيين بهذا الصدد، من قبل دول أخرى، لكن مقدمة الخطة المصرية، كما تنقلها رويترز، تشير إلى أنه لن يكون هناك تمويل دولي كبير، لإعادة تأهيل وإعادة بناء غزة، إذا ظلت حماس العنصر السياسي، المهيمن والمسلح على الأرض، والمسيطر على الحكم المحلي في الداخل.
من جانبها أكدت حركة حماس، الثلاثاء 4 آذار/مارس ، أنها “لن تكون عائقًا أمام أي ترتيبات في قطاع غزة طالما تحظى بالتوافق الوطني”.
وقال المتحدث باسم “حماس”، حازم قاسم، في تصريحات نقلتها قناة “الأقصى” الفضائية، إن “الحركة وافقت على تشكيل لجنة إسناد مجتمعي في غزة لا تتضمنها” .
وأضاف قاسم: “لا نريد أن نكون جزءاً من الترتيبات الإدارية في غزة طالما تتم بتوافق وطني”، مؤكدا القدرة على التوصل لمقاربة توافق فلسطيني بدعم عربي.
غير أن رويترز كانت نقلت في وقت سابق، عن القيادي بحركة حماس سامي أبو زهري قوله، إن الحركة ليس لديها علم بمثل هذا الاقتراح من جانب مصر، وأضاف زهري قائلا “اليوم الثاني في غزة يقرره فقط الفلسطينيون… وحماس ترفض أي محاولة لفرض مشاريع أو إيجاد إدارة غير فلسطينية أو تواجد لقوات أجنبية على أرض غزة”. ووفقا لما نُشر من مسودة الخطة المصرية، فإن الخطة تنصّ على إمكانية أن يدرس مجلس الأمن الدولي نشر قوات حفظ سلام دولية في غزة.بنود أخرى
وبجانب النقاط الأكثر إثارة للخلاف، والمتعلقة بمن سيحكم قطاع غزة، وما إذا كان ذلك سيتم، بعد إرساء سلام مستدام في القطاع أم لا، تتضمن الخطة المتعلقة بقطاع غزة بنودا أخرى، منها أن إعادة إعمار غزة ستصل تكلفتها إلى 53 مليار دولار، وأنها ستتضمن ميناء تجاريا، ومركزا للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ ، وتؤكد على أن مرحلة “التعافي المبكر” تستمر 6 أشهر، وتكلف 3 مليارات دولار للمرافق والمساكن .
وتشير الخطة إلى تدريب كل من مصر والأردن، لعناصر من الشرطة الفلسطينية، لتولي مسؤولية الأمن في القطاع، ما يمهد لاحقا إلى عودة السلطة الفلسطينية، من أجل إدارة غزة، وتنص على تشكيل لجنة تتولى إدارة شؤون القطاع، في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر بقرار فلسطيني، مكونة من شخصيات تكنوقراط مستقلين، تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، كما تتناول الخطة أيضا مسألة التعامل مع مسألة سلاح الفصائل ” عبر أفق واضح وعملية سياسية ذات مصداقية”.
وفيما يتعلق بإعادة إعمار القطاع، تنص الخطة المصرية على إعداد مساكن مؤقتة لسكانه والنازحين في 7 مناطق، مع العمل على إبرام هدنة متوسطة المدى، لفترة زمنية محددة، وتشير إلى أن المرحلة الأولى من إعادة الإعمار تستمر عامين بتكلفة 20 مليار دولار، فيما تستغرق المرحلة الثانية، عامين ونصف العام بتكلفة 30 مليار دولار، وتدعو إلى تنظيم مؤتمر دولي في القاهرة بأقرب وقت، من أجل حشد الدعم اللازم لإعمار القطاع.
وبانتظار الأعلان الرسمي، عن مخرجات قمة القاهرة الطارئة، بشأن تطورات القضية الفلسطينية، عقب انتهاء القمة في وقت لاحق، تبدو الفصائل الفلسطينية، وهي المعني الأول بهذه الخطة، في وضع الاستعداد، لإبداء رأيها النهائي والأخير، وإظهار مدى استعدادها للتعاون في تنفيذها، خاصة فيما يتعلق بمن ستكون له مسؤولية إدارة القطاع في المرحلة القادمة.
كيف تتوقعون مخرجات قمة القاهرة الطارئة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؟
وما هو تقييمكم للخطة المصرية بشأن مستقبل غزة وفق ما نشر منها؟
هل تتوقعون قبولا كاملا من الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس للخطة المصرية؟
هل تقبل حماس بفكرة التخلي عن ممارسة السياسة والحكم في غزة؟
وما هو المتوقع في حالة رفضت حماس التخلي عن السلاح والحكم في القطاع؟
هل يثير حكم السلطة الفلسطينية لقطاع غزة خلافات مع فصائل فلسيطينية أخرى؟
كيف ترون ما يقال عن أن الخطة غير واضحة فيما يتعلق بمن سيحكم غزة مستقبلا وما يتعلق بخطة لإرساء سلام نهائي؟
ما هو توقعكم للردين الإسرائيلي والأمريكي على مخرجات قمة القاهرة حال إعلانها؟