لا زلنا اليوم نشهد أرضا في هذا الكون هي الإسراء والمعراج، تتلألا انتصارا وانفجارا، وكمينا وفجرا مع رجال في قِطاعهم القاطع لسراق الأرض، وقطاع الطرق. حثالة الأرض..
لا زالنا نرصد من شعوبنا وعالمنا سماء ليست كالسماء الطبيعية، بل هي سماء في الأرض، طافحة بنجوم لامعة ثاقبة، يعيشون في الأنفاق ليخرجوا إلى الأرض نورا، وإسراجا لقناديل المسجد ومساجدنا وقلوبنا بركة ورؤية بزيت ميمونة، وعلم ميمونة، وسراج ميمونة، وفهم ميمونة بنت سعد رضي الله عنها التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: “أرض المحشر، والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره” .
مع ميمونة وحديث ميمونة ورؤية ميمونة، وفي الأنفاق خرج رجلان أرباب رؤية تحريرية مرتشفة من معين النبوة والصحب الورثة الجامعين، أحدهما المفجر المسرج وهو محمود(تخيلا)، والثاني أسامة الجندي الطموح من صفوف رجال الأنفاق، مهمتهم إنجاز كمين مبارك وتفجير وصيد ثمين، وسمعنا في عالمنا، الأول يقول فجر فجر والثاني يقول: ليسا…
لكن هل نعلم الزيت والبنزين الذي يوظفه الرجلان لإشعال العبوات والإنجازات؟ وكأني بالرجل محمود وكأنه الرجل صاحب التؤدة يقول لنا أربعة أسرار هذا الزيت الذي حقق الصيد الثمين:
1- السر الأول: وكأني سمعت الأول محمود يقول لصاحبه أسامة، هل تعلم كيف رميت فأنجزت فصرختَ ففجرتُ ففرحتَ وأفرحتَ وتشوقتَْ، سر الرمية في حديث ميمونة بنت سعد التي سألت النبوة فأجاب بسر التحرير في قاعدة أولى (ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره) الأولى صلاة وصلاة وصلاة، هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم، هذه ثمرة صحبة ميمونة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نالت ميمونة شرف الحديث ونالت شرف رؤية التحرير من خلال قاعدة أولى(ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره) السر في (فصلوا) الصلاة الصلاة،
وهي وصية لنا كذلك يا أخي أسامة وكل الأمة لزوم الصلاة فهي بوابة معرفة الله ولقاء الله..
– السر الثاني: يا أخي محمود، صَحِبتُك أيما صحبة في الغار ومنازل الانتصار، ونزَّلت قناديل التؤدة في أرض الأبطال، وفجرت وصرختُ لشوق وانتظار، لكن ما السر الثاني في حديث ميمونة، ماذا يريد منا النبي صلى الله عليه وسلم لنفقهه من حديثه..
محمود : السر الثاني في شيء مغروس في قوله (ائتوه فصلوا فيه) في (فيه )، وهو الرباط والصلاة في هذا مسجد، وهو المسجد الكبير العظيم الذين أراد الاستكبار العالمي هدمه، وها نحن نحميه…، هي صلاة بجماعة وقوة وجمع مع الذاكرين والزائرين والعابدين تفضي إلى حب في الله، وجمع يثمر بغضا في الله، وتحركا في الأرض، لتحرير الأرض.. (ائتوه فصلوا فيه)، والأمة أخي أسامة يلزمها كذلك الجمع بين صلاة لكن (فيه ) في المسجد، لأن المساجد مصانع التربية، مصانع صفوة الحفاظ، مصانع الرجال، مصانع عمار الأرض، مصانع ورثة الأرض، وصلاة دون مسجد تصنع الرجال بالقرآن والعلوم والصحبة، فهي صلاة وذكر لخلاص فردي فحسب فانكفاء ودروشة، فإسلام دون خلاص جماعي للأمة وللمساجد والمقدسات…
السر الثالث: أخي محمود أحسنت القول والفهم عن ميمونة بنت سعد وحديث النبوة، وإذا كنت خادما مع الرجال لإخراج الأثقال الحديدية المتفجرة من الأنفاق، فأنك أنت أخي محمود خادم لإخراج الثمار من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم..
فقهت الآن سرين: سر الصلاة(ائتوه فصلوا) وهو سر صلاة تغير الإنسان، وسر ثان في ( فيه )هو صلاة في مسجد يجمع قوة الإنسان وجمع الإنسان وجماهير العباد نحو صلاة وعبادة تفضي إلى عمل وميدان..
محمود : السر الثالث يا أسامة في هدف الصلاة والذكر وغايتهما وهو العبادة، عبادة تحقق قربا من الله ومحبة لله..، آنذاك تأتي الولاية ويكون الله معنا دوما ( الله ولي الذين آمنوا)..آنذاك يكون الرمي رمي الله والكل لله ..
أخي أسامة ما فجرتُ وأحسنتُ التفجير إلا برمي الله وتوفيق الله ومعية الله وهو يأتي بسجدات في أعماق الأرض، لن يحضرها معنا إلا أهل السماء، بل الكثير من الأمة تظن أننا أبطال بقوة التكنولوجيا والمعلومة والهندسة، نعم هذا أكيد، لكن ليس هذا سرنا، سرنا في قيامنا ليلا وتبتلنا بيد الله تهجدا، سرنا في ساعات صلاة مع الله وإلى الله وبالله وفي الله..إذن سر الثالث(عبادة عبادة لله لا لغيره ولا لسلطان ولا فلان )
-السر الرابع : أسامة : آه السر الرابع سيكون في قوله ( فابعثوا بزيت يسرج في قناديله ) قال النبي صلى الله عليه وسلم : ) ائتوه فصلوا فيه وكانت البلاد إذ ذاك حربا فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله) ها ها السر د بعد الصلاة والذكر والصلاة والمسجد الإسراج، والإسراج إشعال المساجد نورا وكذا إشعال الأرض حربا وتفجيرا على العدو..
محمود: هووه يا أخي محمود، مالك دوما تستعجل، لا في التفجير ولا في الفهم، تمهل لم نصل بعد إلى تفصيل أسرار الجزء الثاني من الحديث ( فابعثوا بزيت يسرج في قناديله) أنت فقط تريد الإشعال والنار والزيت والإسراج والميدان، تريد دوما الانتقال من العبادة فتفر من الله إلى الله، من العبادة تريد إلى التحرير، من الذكر إلى صيد ثمين وإلى فجر فجر، ليسا يا أخي، تمهل حتى نكمل الأسرار الأربعة في الصلاة، فالسر قبل الميدان هو الإيمان، وأمة دون إيمان وقرآن لن تفهم مشروع الصحابة رضي عنهم، دون عبادة تحب بها الله كيف يمكن أن تحب مساجد الله وتدافع عن المسجد في أرض الإسراء من يد الحثالة…
أسامة: شوقتني أخي، فجر كلمتك وأخرج سرك الرابع في حديث ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم
(ائتوه فصلوا فيه ــ وكانت البلاد إذ ذاك حربا ــ فإن لم تأتوه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله)
محمود : سنبقى اليوم والجمع يتابعنا في الجزء الأول فحسب وهو
– (ائتوه فصلوا فيه) فهو الجزء الأساس والقاعدة الأس في التغيير وهو أس يخص النفس والإنسان وهو الإيمان ومحور القرآن المغير الصانعالفاتح الأول للإنسان ليحرر الميدان…
-أما الجزء الثاني (فإن لم تأتوه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله) وهو الإسراج والعمل والفعل والميدان فهو في كمين جديد…
السر الأخير أخي أسامة في (ائتوه فصلوا فيه) وهو سر في خصلة لم نذكرها في البداية وكان الأولى ذكرها وهو (الإتيان) (ائتوه) والمجيء إلى المسجد وبيوت الله بتؤدة ومهل هو صفات عباد الرحمان، هو إتيان بطهارة دون معصية ، بوضوء من ماء يطهر الإنسان من المعاصي ليدخل (فيه ) في المسجد دون ذنوب، بل يأتي بطهارة وشوق لله 1- وإتيان (ائتوه) أولا / السر الرابع/
2- ثم ومسجد في جماعة مؤمنة (فصلوا) /السر الأول /
3- ولزوم ورباط (فيه)../السر الثاني/
4-وعبادة هي قلب ذلك ../السر الثالث/
في جولة ثانية سنحكي له قصة الجزء الثاني والقاعدة الثانية من التحرير ورؤية التحرير ورؤية ميمونة في التغيير في
(فإن لم تأتوه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله)
أسامة يا أخي فجر فجر…انتهى الحديث وانتهى الكلام….لقد خرج الحثالة كلهم..فجر…
محمود : آه اخي أسامة..دوما فجر.فجر ….سأفجر..الله أكبر.. إلى زوال يا حثالة الأرض…