مقالات الرأي

هشام توفيق يكتب : المغاربة أهل الثغور والرباط إلى شوراع أمستردام 

….(يشخص الحدث وأسباب العنصرية ويبزر دلالات الحدث في سياق الطوفان وسياقات أخرى)

///إسبانيا تنتصر..///

منعت الخميس الحكومة الإسبانية سفينتين يُعتقد أنهما تحملان أسلحة وإمدادات عسكرية إلى إسرائيل، من الرسو في موانئها، في حين موانئ عربية مطبعة تستقبل السفن الإسرائيلية من أجل الوقود وتدعم بالوفود الصحفية لمنع انهيار الكيان الصهيوني الهش الذي بدأ يتبخر ويذوب جبله الجليدي المصطنع والمحمي بسياجات وكيانات عربية..

مقابل ذلك نجد زعيم حزب اليسار المتحد، إنريكي سانتياغو، في شكوى جنائية قدمها لمكتب المدعي العام في إسبانيا، الثلاثاء، إن 1185 سفينة على الأقل غادرت الولايات المتحدة محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية إلى الكيان الصهيوني مرت بالمجال المائي الإسباني خلال سنة.

في غضون هذه الأحداث في إسبانيا يوم الخميس بمنع هذه السفن، تأتي ليلة الخميس في هولندا بحدث آخر مهم حين تقوم جماهير ماكابي تل أبيب (وهم مشجعو فريق تل أبيب في مبارة ضد أجاكس أمستردام) باستفزاز جماهير هولندا في دقيقة صمت مع ضحايا فيضان إسبانيا، حين عم الصفير والشعارات من جماهير تل أبيب أثناء الدقيقة الصامتة، بل رفضوا الوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا فيضانات فالنسيا الإسبانية، وأشعلوا الألعاب النارية خلال الدقيقة وبقية الجماهير صامتة، وسبب الفعل العنصري حقدا وخنقا ضد ما تفعله إسبانيا من أجل فلسطين، حين اعترفت بها كدولة ومنعت السفن الحربية الأمريكية والإسرائيلية في موانئها…

بعد هزيمة -كما العادة- الفريق الإسرائيلي أمام الفريق الهولاندي (المُشَجَّع من الهولانديين والمغاربة والعرب)، اختنق ووصل إلى عنق الزجاجة لتعتدي جماهير ماكابي تل أبيب على سائق من أصول عربية، ثم شعارات معادية للعرب وفلسطين والمسلمين، إلى تمزيق الأعلام الفلسطينية بعد الاعتداء على منازل الهولانديين الذين باتوا يتعاطفون مع القضية الفلسطينية ويجعلون بيوتهم موشحة بالعلم الفلسطيني..

لكن السؤال هنا ما هي الهزائم الثلاث المحركة لعنصرية ماكابي؟

///ما هي الهزائم الثلاث المحركة لعنصرية ماكابي؟ ///

شهدت الجماهير والساكنة الهولندية هذه العنصرية الصهيونية الناجمة من ثلاث هزائم:

– هزيمة في المباراة مع اجاكس

– وهزيمة في المونديال حين تم طرد الصحفيين الإسرائليين من قبل جماهير المغاربة وأخرى وهزيمة.

– وهزيمة أخرى في جباليا وغزة بفضل سواعد رجال غزة…

أمام هذه الهزيمة في هولاندا وتحركات عنصرية من جماهير الكيان الصهيوني، حذرت الشرطة من خلال بيان رسمي من هذه التحركات وأظهرت محاولات جماهير ماكابي تل أبيب بمحاولات تمزيق الأعلام الفلسطينية بعد توثيق ذلك، في المقابل وفي تناقض تجرع رئيس الوزراء الهولاندي رواية نتياهو والكيان الصهيوني من أجل دعم البكاء الجديد الهولوكستي، وتجرع الدولة الهولاندية رواية أن جماهير عربية مسلمة المناصرة لفريق اجاكس صنعت كمينا بعد خروج جماهير ماكابي تل أبيب من الملعب..، وهو يذكرنا بأرباب قتلة الأنبياء وقتلة الأطفال في غزة حين صنعوا الكذب تجاه تقطيع أهل غزة لرؤوس الإسرائليين أيام أكتوبر، في المقابل تأتي تدوينات زياش المغربي بفضح كل أكاذيبهم حين علق على جنود صهاينة يمثلون بجثث فلسطينيين ويقطعونهم أوصالا ويرمونهم من سطح المنازل..

والسؤال هنا هل نعلم ما هي ماكابي تل أبيب ؟

/// هل تعلم من هم جماهير ماكابي تل أبيب ؟///

حول العنصرية والعنف في الملاعب تربّع جمهور مكابي تل أبيب في المكان الأول على قمة الأكثر سوءاً وعنصرية وعنفاً، ومن شعاراته “دعوا الجيش ينتصر (..).. لماذا في غزة لا يوجد تعليم؟ لأنه لم يبق هناك أولاد”.

من شعاراته من خلال ما يعرف باسم “أغنية الاغتصاب” التي يرد في كلماتها مثلاً: “سنأخذ الفتيات اللاتي يحببن التصرّف بصخب، وعندما نغتصبهن، سنصرخ اليوم، الموت هبوعيل (أي هبوعيل تل أبيب النادي المنافس بالمدينة)”.

وفي عام 2017 على سبيل المثال، وجّهت عضوة في الكنيست الإسرائيلي رسالة شديدة اللهجة إلى وزيرة الثقافة والرياضة وقتئذ ميري ريغيف، من أجل العمل على مكافحة الأغنية، واعتبرتها خطيرة.

الغريب الذي ينبغي الوعي به، أن جماهير ماكابي تل أبيب تضم حشود وجماعات من الجنود الذي شاركوا في غزة، والدليل هو بلاغ الجيش الإسرائيلي بعد أحداث الخميس بحظر سفر جميع الجنود إلى هولندا حتى إشعار آخر…، وله دلالة على حضور الجنود الصهاينة في هذه الملاعب، وحضورهم هو لتنزيل مشاريع العنصرية في هذه الملاعب، لتمرير روايتهم الصهيونية في الدول الغربية وإبقائها حية، وتحويل الملاعب إلى مدارس لتربية الجماهير الأوربية على الوعي من خلال شعارات تمرر وتؤثر، لكن مدرسة زياش (حين كان لاعبا آنذاك في أحسن فرق هولاندا) المفعمة بالإيمان والتي كانت في هولاندا حققت الخير والبركة الكبيرة…

///العزلة الكبيرة ///

حين شاهدت الفيديو المنشور في مواقع التواصل الاجتماعي لأحد جماهير ماكابي تل أبيب وهو يتوسل حين سألوه لماذا مزقت العلم الفلسطيني؟ فقال في مذلة مهينة، خذوا كل مالي، وقال تحيا فلسطين.

  هذا المشهد المعيب، يدعو إلى التفكر والتدبر من فوق، إلى حالة الكيان الصهيوني حين يحشر في الزاوية وحيدا دون أمريكا وقوى غربية وعربية مطبعة تحميه. المشهد هو مختصر لضعف الكيان الصهيوني والجيش الإسرائيلي لو بقي وحيدا في طوفان الأقصى دون تدخل أمريكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا ودول أخرى غربية…كيف سيكون المصير؟ ربما انتهى به الانهيار في 10 أكتوبر بعد 7 أكتوبر….

///سياق تصاعد العنصرية أمام مشروع إعادة النظام…///

ما يحدث في هولندا من اعتداءات صهيونية ومحاولات تمزيق الأعلام الفلسطينية هو بسبب السياسة المتطرفة الصهي..ونية لنتياهو خصوصا حين يدعو الصهيونية العالمية للخروج لدعم الكيان، ويدعو الغرب لمحاوبة الطوفان ومن ينصره، ويدعو الغرب لحماية نفسك من الإسلام والطوفان…

ولا ننسى تصريح نتنياهو في 10 أكتوبر 2023 حين أخبر الغرب وقال: الجميع سيخسر وسيكون الأوروبيون والحضارة في خطر”. وخاطب نتياهو ماكرون بخصوص أن الحرب الآن هي “صراع بين الحضارة والوحشية وتمتد إلى ما هو أبعد من مكافحة الإرهاب”. وأردف قائلا “هذه ليست حربنا فقط إنها حربكم أيضًا”.

هذه العنصرية العالمية والدعوات الصهيونية هي من أجل فك العزلة عنهم، لكن فك العزلة لا تأتي بمواجهة المغاربة والعلم الفلسطيني، فالمغاربة خط أحمر والمساس بفلسطين خط أحمر…

الغرب وَعَد نتياهو بتنزيل مشروع إعادة نظام المنطقة وبالتالي إعادة تربية الشعوب العربية والإسلامية ولو كانت في الغرب، وجاء الغرب منقذا للمحتل الصهيوني ولو في هولندا ويشجع على العنصرية الصهيونية لكن صُدموا بحراس الأقصى المغاربة، وأنهم من المسجد الأقصى إلى المغرب إلى أمستردام هم حراس الأقصى..

///المغاربة حراس الأقص….ى ولو في هولاندا///

لم يفقه الغرب والكيان لماذا تحرك المغاربة بهذه الخيرية والنفس؟ والجواب هنا في القطعة من التاريخ :

المغاربة في هولاندا حين احتجوا ضد العنصرية الصهيونية في هولاندا، هم من الشعب المغربي الأصيل، الذي واجه الفرنسي والإسباني بقوة عبد الكريم الخطابي والحركة الوطنية المغربية، بل وهذا الشعب المغربي نفسه هو الذي ناصر الشعب الفلسطيني منذ 1929 بعد ثورة البراق وتهديد حارة المغاربة بكراسي صهيونية زحفت، وهو الشعب الذي واجه الاحتلال الفرنسي والإسباني بإعداد قادة مغاربة في مدرسة النجاح الفلسطينية لتخريج رواد الحركة الوطنية المغربية بفضل الله وفضل أب الحركة الوطنية عبد السلام بنونة ومحمد داود رحمهما الله، وهو الشعب الذي ناصر غزة بكتيبة غزة لعبد الكريم الخطابي في 1945 و 1948 برجال كأحمد الطود الهاشمي من القصر الكبير وبن صبيح التطواني والمكناسي رحمهم الله، كتيبة شاركت في مواجهة الاحتلال البريطاني وعصابات الهاكانا في تصفية غزة في 1945..

ختاما…

السؤال هنا إذا تحركت الحكومة الصهي..ونية لإنقاذ جماهير ماكابي تل أبيب بطائرات وقوى إنقاذ، فمن سينقذ المغاربة هناك ويؤمن لهم مصيرهم وحقهم وهويتم تجاه عنصرية صهيونية ؟

أنبه كل من أحب فلسطين خصوصا في أروبا بالابتعاد عن وصف هذا الخير الذي حدث في هولاندا بحدث 7 أكتوبر أو طوفان الأقصى، فإن الإعلام الصهيوني يحاول الآن توصيف الحدث بنفس الاسم ليشوه صورة المغاربة خصوصا والعرب والمسلمين ويبالغ في الأحداث والبكاء لانتقام الدولة الهولاندية من المغاربة والعرب، خصوصا أن الصهيونية لها حقد دفين وقديم بالمغاربة منذ حارة المغاربة وأهل المغاربة من قال فيهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله: “أسكنت هناك من يثبتون في البر ويبطشون في البحر، وخير من يؤتمنون على المسجد الأقصى وعلى هذه المدينة”

زر الذهاب إلى الأعلى