فى الذكرى ال ٧٧ لإحتلال جامو وكشمير ، فى السابع والعشرين من أكتوبر عام ١٩٤٧ ، ونحن نتحدث اليوم عن قضية كشمير المحتلة ، يمر أكثر من عام على حرب الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة والأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة ، التى قتلت وأصابت أكثر من مائة وخمسون ألف فلسطينى غير أكثر من مليون من اللاجئين والنازحين … حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتجويع ، الحرب البغضاء التى لم تفرق بين مواطن ومقاتل ، حرب الجنرالات التى تتلذذ بقتل الأطفال ربما لأن قتلهم سيعنى لإسرائيل مصادرة المستقبل بقتل من سيشب يوما يقاتل فى وجهها انتقاما لكل من استشهد من اسرته وشعبه ، احتلال أمعن فى قتل النساء ، النساء من كل عمر ، كأن هناك ثأرا بين إسرائيل وبينهن ، ربما لأنهن ولدن ويلدن من قالو وسيقولون لا لإسرائيل لا للاحتلال .
بعد أكثر من عاما من الحرب لم تتغير استراتيجية إسرائيل المتجسدة فى تحرير الرهائن والقضاء على حماس ، فقد جعلت إسرائيل من حربها على غزة بعد إيهامها العالم أنها ضحية تدافع عن نفسها ، جعلت من الحرب مشروعا لمحو الحياة والإنسانية فى القطاع ، محو المدارس والمستشفيات والمساجد محو المدن ومخيمات اللجوء الفلسطينى .. قصف وحصار المستشفيات وقتل واعتقال الأطباء .. فلا تمريض ولا علاج لجريح وتحولت المستشفيات إلى مقابر جماعية ، بهدف قتل الحياة .
من تخشى إسرائيل فى هذا العالم وهى تمارس التعافى بالقتل .. من تخشى إسرائيل ؟ الضمير الأوروبى المثقل بخطيئة قتلهم ، أنه يتغاطى كأنه لا يرى لا يسمع لا يشعر …، هل تخشى أمريكا الضالعة والداعمة لها بالسلاح والمال والسياسة والفيتو الأمريكى .. والمكبلة يدها ما استطاعت أكثر من عاما أن تفعل شيئا لوقف الحرب ، وذلك تحت ضغوط الصهيوأمربكية أو من جراء النفوذ المالى الإعلامى الصهيونى الذى لم يجرؤ أحد على الاشارة إليه .. من سيروى عطش إسرائيل لإراقة الدماء وكم ستقتل إسرائيل حتى ترتوى دمويتها الإمبريالية ، من تخشى إسرائيل ؟ المجتمع الدولى وشرعيته وقوانينه التى أصبحت حبر على ورق فى ظل استمرار ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين لما وصفوه بالاحتلال الروسى للأراضى الأوكرانية الذى حاربوه أوروبيا وغربيا واقتصاديا وبفرض العقوبات الفورية والمستمرة .
فى حين يدعمون الاحتلال الإسرائيلي ويتغاضون عن جرائمه الوحشية ضد الدولة الفلسطينية المحتلة ، وهل هو شىء لمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية اللتين اودينتا وارتعدتا لمجرد اتهام إسرائيل فى العدل الدولية بأنها قامت بأفعال ترتقى لجرائم الإبادة الجماعية ولمحاولة المحكمة الجنائية إصدار أوامر اعتقال لرئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه ، من تخشى إسرائيل إذا ؟!
فلسطين القضية المركزية الجامعة لكل المسلمين والمسيحيين , ففلسطين أرض عربية محتلة ومقدسة تهم الأمة كلها وأحرار العالم ، لا حزباً أوتياراً ، لكن تزيد محاولات إبادة غزة أرضا وشعبا وكسر إرادة المقاومة التى كبدت الاحتلال بضربات قوية برغم الحصار والتجويع ، بينما يصطف أقوياء الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية دعما لإسرائيل هجوما ودفاعاً ، خفية وعلانية بالرغم من جرائمها المشهودة ، الاف الرحلات لتزويدها بالسلاح والذخيرة لتنهى لا حماس بل الشعب والقضية الفلسطينية وحالة المقاومة فى فلسطين ولبنان وفى أى بلد تدعم المقاومة و تهدد إسرائيل ،
وللتغطية فثم حكاية أسمها السلام وهو فى واقع الموازين الحالية محض استسلام ، لا يحصل الضعفاء فيه إلا ما يحسن شروط العبودية التى يفرضها المحتل ، لكن هل ينتظر العرب والمسلمين طويلا .. فإن قتل الثور الأبيض فالقصة العبرة لم تعد خديعة ، خطط معلنة عن هيمنة إسرائيليةً على المنطقة يتحدث فيها مسئولون اسرائيليون عن أرض موعودة تمتد حتى خارج فلسطين إلى ما بين النهرين ، فإذا ضاعت فلسطين اليوم فلن يضيع وحدة . بل ستهدد دول كثيرة .
ونحن نطالب بوقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية وإحلال السلام العادل والشامل للصراع العربي الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طبقاً للمبادرة العربية لعام 2002 ، قبل أن يتحول الصراع من صراع على الحدود إلى صراع وجود .. تستمر أزمة جامبو وكشمير المحتلة فى ذات العام لاحتلال فلسطين 1947 وكأنها مؤامرة دولية ضد العرب والمسلمين ،
نتمنى أن ينتهى العالم من تلك الأزمات وأن تحل قضية كشمير بما يتوافق مع الحلول السلمية وإرادة الشعب الكشميرى وإرادة الشعوب ، فنحن مع إرادة الشعوب فى تحقيق استقلالها وتقرير مصيرها بما لا يتعارض مع الحقوق الدولية وحقوق الإنسان طبقاً للقرارات الدولية الملزمة ووفقاً للمنظور العالمى الذى يسعى دائماً إلى احترام حقوق الإنسان فى تقرير مصيره ، والابتعاد عن الحروب والصراعات والتمزق وإراقة الدماء والذى يؤدى فى النهاية إلى دمار الإنسان والإنسانية .. ، وانما نريد أن يكون هناك دائماً تأخى ما بين الشعوب فى إطار التعايش المشترك لشعوب الإنسانية جمعاء وحسن الجوار بين الدول ، وهذا التأخى يأتى من السلام .. والسلام يأتى من خلال إعطاء الحقوق لأهلها .
إن قضية كشمير هى قضية إنسانية تحررية لا تخص المسلمين وحدهم وإنما قضية تمس العالم الحر الذى يسعى إلى الحق والعدل والإنصاف ، ونحن ندعم أى قضية تعمل على إعادة الحقوق لأهلها وحق الإنسان والشعب فى تقرير مصيره أينما كان هذا المصير .
وأننا كمصريين نتحدث بنبض الشعوب نريد دائما البحث عن السلام والإخاء ما بين شعوب الأرض جميعاً ، ولا يأتى هذا الإخاء فى ظل المظلومية والاحتلال ولكن يأتى الإخاء عن طريق العدل وإعطاء الحقوق ويأتى بالسلام وليس بالعنف وفرض القوة والاحتلال .
إن كثير من الهنود أنفسهم يتعايشون مع أهالي كشمير ، ويريدون أن تكون هذه المنطقة منطقة سلام ونحن نشجع هذه الأصوات التى تدعو إلى السلام وإلى أعطاء الحقوق ولسنا إلا ضد كل من هو يدعو إلى العنف والاحتلال وفرض القوة والسطوة على الأرض والتحكم فى مصائر الأخرين عن طريق القوة الجبرية والاحتلال .
وحتما سينتصر الحق وسيأتى التحرير لا محالة حتى يعيش المجتمع الإنساني فى تعايش مشترك فى مجتمع دولى يسوده العدالة والإنصاف بهدف ترسيخ حق الحياة على التراب الوطنى للأوطان الحرة .