عرب وعالم

لقاء عمل البرلمان الجزائري وأعضاء من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي

كتبت : منة عامر

انعقد اليوم الإثنين 04 نوفمبر 2024 بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، لقاء عمل جمع ممثلي البرلمان الجزائري في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، وأعضاء لجنتي الدفاع الوطني والشؤون الخارجية بمجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، مع وفد عن المجموعة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط، ولجنة الديمقراطية والأمن، واللجنة الفرعية للمرونة والأمن المدني، وهي هيئات تابعة للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، وذلك بمشاركة باحثين وأسانذة جامعيين وممثلين عن المجتمع المدني الجزائري.

تضمن جدول الأعمال دراسة ومناقشة عدة مسائل تتعلق بالراهن الدولي، لاسيما الوضع السياسي والأمني والبيئي في منطقة البحر الابيض المتوسط على غرار تصفية الاستعمار ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ، وكذا، التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة الساحل و الصحراء والتغير المناخي.

 المناقشة تمت في إطار أربعة محاور، ألقى حولها برلمانيين وخبيرين مداخلات قيمة على النحو التالي:

– البروفيسور عبد القادر دريش، نائب بالمجلس الشعبي الوطني، حول موضوع: المتغير الطاقي بين الأمن والتنمية المستدامة والشراكة المتوازنة،

– البروفيسور مصطفى صايج، أستاذ بكلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية، حول موضوع: مكافحة الإرهاب والتطرف وتصفية الاستعمار ،

– البروفيسور إلياس أخاموك، ممثل المجتمع المدني، حول موضوع: إمكانية الوصول إلى مقاربة مشتركة لمعضلة الهجرة،

– الدكتور محمد عمرون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية بالخارج بمجلس الأمة، حول موضوع: طبيعة التحديات في حوض المتوسط والساحل: من أجل مقاربة شاملة لمواجهتها.

هذا وقد أدار اللقاء السيد عيسى نايلي، رئيس لجنة الدفاع الوطني بمجلس الأمة، والذي أكد في كلمته الافتتاحية أن الجزائر، من منطلق الإمكانات والمقدرات الهائلة التي تحوزها، ومن منطلق العناية التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، تحرص وتعكف على بناء علاقات مع الحلف الأطلسي يسودها الاحترام المتبادل والبراغماتية ويكون أساسها التعاون في الجهتين.. كما أشار إلى العلاقة الوطيدة التي تجمع الأمن في المتوسط والوضع في الساحل وفي المنطقة ككل، مع التحديات التي تفرضها الأوضاع غير المستقرة وكذا الأخطار المتمخضة عن تجارة الأسلحة، لاسيما على الحدود الجنوبية للجزائر، معبرا عن انشغال الجزائر إزاء المخاطر التي تتربص بأمن حدودها الشاسعة..

 السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، توجه إلى المشاركين بكلمة ألقاها نيابة عنه السيد محمد رضا أوسهلة، نائب رئيس مجلس الأمة، دعا فيها إلى صياغة رؤية مشتركة من أجل توفير حماية أكبر للمنطقة المتوسطية وجوارها الجيوسياسي من التداعيات الخطيرة لحالة عدم الاستقرار التي تتخبط فيها، كما أكد أن تصدع التوازن في العلاقات الدولية يقابله تمسك الجزائر بالمبدأ الثابت الذي تقوم عليه سياستها الخارجية وهو المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحرصها على إعادة هذا التوازن وتجسيد عالم يسوده التضامن والتعايش السلمي والعدالة واحترام الحقوق، وذلك من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، ومن خلال مساعيها الى تفعيل مبدأ عدم الانحياز وتجديد مرجعيته بما يناسب الراهن الدولي المتسم بتراجع الثقة في الحلول السلمية و الدبلوماسية..

السيد صالح قوجيل، استهجن في خطابه سياسة الكيل بمكيالين التي ازدادت ممارستها انتشارا وبشاعة تجاه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.. مؤكدا أن حل القضية الفلسطينية هو المفتاح الرئيس لاستعادة الأمن و الاستقرار في منطقة المتوسط، وأن الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، تكثف جهودها لاضفاء ديناميكية جديدة على آليات العمل المشترك في الجوار الإقليمي لضمان استجابات مشتركة وفعالة تكون في مستوى التحديات التي يفرضها الارهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة العابرة للحدود، على المنطقتين الإفريقية و المتوسطية وعلى العالم أجمع.

السيد صالح قوجيل، دعا البرلمانيين اعضاء الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، إلى الدفاع عن التعبير الحر لإرادة الشعوب، من خلال بذل الجهود اللازمة من أجل تصفية الاستعمار والمساهمة في تمكين الشعوب المستعمرة من حقها في الحرية و السيادة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، مجددا دعم الجزائر الدائم واللامشروط لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال..

السيد فرناندو غوتيراز، رئيس المجموعة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط، والسيد خافيير ماروتو، نائب رئيس لجنة الديمقراطية والأمن للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، أكدا اهمية العمل المشترك من أجل إيجاد حلول للأزمات المستعصية في المنطقة المتوسطية، وأجمعا على الدور المحوري و الاستراتيجي الذي تقوم به الجزائر بهدف تكريس الأمن و السلم الدوليين، ومن أجل تعزيز الأمن الطاقوي ومكافحة الهجرة غير الشرعية دون إغفال الجانب الإنساني من المسألة..

اللقاء شهد نقاشا ثريا حول المحاور المطروحة، تبادل فيه البرلمانيون والخبراء وجهات نظر عميقة، وآراء صريحة حول الوضع السياسي والأمني والبيئي في منطقة المتوسط، وطرحوا حلولا تناسب المعطيات الخطيرة التي تسجلها الأزمات المتعددة إقليميا ودوليا، في ظل تحولات عالمية متسارعة، وتهميش مرعب للحقوق ولقرارات الشرعية الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى