عرب وعالم

شريفة العمادي: نسب الطلاق تتزايد في السنوات الأولى للزواج بكافة الدول العربية بلا استثناء

كتب – أيمن عامر

قالت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، إن الإحصاءات تشير إلى أن نسب الطلاق تتزايد في السنوات الأولى للزواج، وهذا في كافة الدول العربية بلا استثناء.

وأضافت في كلمتها التي تابعها موقع صوت الأمم، خلال فعاليات افتتاح فعالية إطلاق التقرير الختامي لدراسة تقييم العلاقات الزوجية خلال الخمس سنوات الأولى للزواج في العالم العربي، بالشراكة مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، أن هناك علاقة ارتباطية بين مدة الزواج واستمراريته، بمعنى أنه كلما تجاوز الزوجان الفترات الأولى للزواج تزيد احتمالية استدامة مؤسسة الزواج.

وبدأت اليوم الثلاثاء فاعليات مؤتمر إطلاق التقرير المشترك حول تقيم العلاقات الزوجية خلال الخمس سنوات الاولي من الزواج والذي نظمته سفارة قطر بجمهورية مصر العربية وبحضور سفير قطر السفير طارق الأنصاري والمندوب الدائم لدي جامعة الدول العربية بالقاهرة ومندوبين من 22 دولة عربية

حضر المؤتمر السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية  ومن مصر الوزيرة السابقة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان وممثلات من وزارة التضامن الاجتماعي بالقاهرة والدكتورة شريفة نعمان العماني المدير التنفيذي بمعهد الدوحة الدولي للأسرة.

وشاركت الوزيرة السابقة للتنمية الاجتماعية بالأردن الوزيرة ريم أبو حسان وكوكبة من الباحثين من البلاد العربية الذين شاركوا بالدراسات الموضوعية والوقوف علي أسباب انتشار ظاهرة الطلاق في البلاد العربية بالرغم من الاختلافات النمطية بين كل دولة ودولة واختلاف الأنماط علي مستوي الدولة الواحدة.

واقترحت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، البرامج التداخلية المعالجة مظاهر الخلل في العلاقات الزوجية خلال السنوات الأولى لزواج في العالم العربي، مستعرضة المبادرة العلمية المرتكزة على دراسة استطلاعية شملت 20 دولة عربية، تمكنا من خلالها رصد مسببات النجاح والتحديات.

وأشارت إلى أن الوصف القرآني للزواج الذي أسماه الله عز وجل في كتابه الكريم بـ “ميثاقاً غليظاً”، هذا الميثاق الغليظ ليست رابطة كأي رابطة تشاركية تقام في أعراف البشر، ولكنها الرابطة التي تؤسس لنواة بناء المجتمعات والأمم، ومن ثم أجلَّ اللهُ هذه الرابطة وقدّسها بـالقول “وأخذنا منكم ميثاقاً غليظا” أي عهداً وثيقاً مؤكداً يصعب انفكاكه.

ووردت هذه الآية في سورة النساء، وهي ثاني أطول السور القرآنية، والتي تميزت بأنها جمعت بين تقرير عقيدة التوحيد و الإيمان بالله واليوم الآخر وتنظيم الروابط الاجتماعية ومعاني التكافل والعلاقات الأسرية والتراحم.

وأضافت، أن الخطاب القرآني في مواضع أخري يذكرنا بأن الزوجين من نفس واحدة ويجمعهما “السكن” بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ وقيم، وتجمعهما المودة والرحمة، فيقول تعالى في سورة الروم، بسم الله الرحمن الرحيم “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”.

وتابعت: أواخر عام 2019 في الدوحة، أطلق المعهد بالشراكة مع جامعة الدول العربية كتاب “حالة الزواج في العالم العربي” والذي يعد الأول من نوعه الذي يتناول بشكل مجمل وشمولي كافة الأبعاد المتعلقة بالزواج في العالم العربي منها الاختيار الزواجي، والأنماط التقليدية والمستحدثة للزواج، ومسألة العمر والزواج، والعلاقات الزوجية، وتشابك الزواج مع منظومات التعليم العمل والاقتصاد، إلى غير ذلك من الجوانب التحليلية لظاهرة الزواج في الإثني وعشرين دولة عربية.

ولفت إلى أن ما استدعى الانتباه والتوقف في هذا الكتاب أن الإحصاءات تشير إلى أن نسب الطلاق تتزايد في السنوات الأولى للزواج، وهذا في كافة الدول العربية بلا استثناء، وأن هناك علاقة ارتباطية بين مدة الزواج واستمراريته، بمعنى أنه كلما تجاوز الزوجان الفترات الأولى للزواج تزيد احتمالية استدامة مؤسسة الزواج.

وشددت علي أهمية أن نؤسس لفهم علمي ودقيق للعلاقات الزوجية، بالأخص ما يحدث في السنوات الأولى يؤدي إلى الطلاق والتفكك المبكر لمؤسسة الزواج، وما يمكن كذلك أن يمثل عوامل قوة ووقاية لاستدامة الزواج.

ومن ثم عملنا بشكل مشترك جنباً إلى جنب مع قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مشروع بحثي حول “تقييم العلاقات الزوجية خلال الخمس سنوات الأولى للزواج في العالم العربي”.

واشادت بإطلاق فعالية  تقرير هذا المشروع، الذي مثل لنا مساحة للوقوف العلمي على أسباب الطلاق المبكر فعلى الرغم من وجود العديد من البحوث وأطروحات الدكتوراه التي تناولت هذه الظاهرة، ولكن تمثل هذه الدراسة الأولى من نوعها من حيث رافدين أولهما الشمول في العينة الكمية المستجيبة من الدول العربية.

وتمثيل أقطارها المختلفة: المشرق والمغرب والخليج والدول الأقل تقدماً، ومن حيث الشمول المواضيعي المحدد حول العلاقات الزوجية وتقديم بدائل سياساتية وبرامجية لدعم استمرار مؤسسة الزواج واستدامتها.

وأكدت أنه لم يكن لنا القيام بهذه الجهود دون الشراكة المؤسسية الراسخة مع جامعة الدول العربية، فقد تم توزيع الاستبيان وفقاً لآليات عمل الجامعة العربية، وكان هناك تفاعلاً من قبل الدول واستجابات المندوبيات حتى في تنقيح التقرير والمرئيات المشتركة، ما جعل التقرير الختامي يؤخذ به كوثيقة استرشادية للدول الأعضاء وفقاً للقرار الصادر عن مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب رقم (1014) في دورته العادية (43)، بجمهورية مصر العربية.

وذكرت عدة توصيات هامة منها، خريطة مسببات التفكك المبكر لمؤسسة الزواج، وما تضمنته من أسباب لا تبدو تقليدية، فنجد أن أحد الأسباب هي المقارنات بالفاشونيستا والتأثر بالسوشيال ميديا، أو على سبيل المثال، أحد الأسباب التي أوردها الشباب هو قناعات الزوجات بالنسوية والتأثر بأفكارها.

وأريد التأكيد أنه على الرغم من أن هذه الأسباب لم تأخذ حيزاً كبيراً من إجمالي المسببات من حيث النسب الإحصائية، إلا أنها تستدعي العمل البحثي المواكب لهذه الأنماط من الأسباب المعاصرة، والخروج أيضاً بتوصيات خارج أنماط كلاسيكية الصندوق.

وأوضحت أن التوصية الثانية التى  توقف عندها، وهي المتعلقة بالعمل المشترك ما بعد التقرير، فمعهد الدوحة الدولي للأسرة كبيت خبرة عربي، لا يهدف بإنتاج الدراسات إلى التوقف عند رصد الظواهر وفهمها فحسب، ولكن يسعى لمحاولة التأثير في السياسات والبرامج التداخلية التي تسهم في حل الظاهرة.

ومن ثم اقترحنا في هذا التقرير أن تكون هناك برامج تأهيل للمقبلين على الزواج مبنية على الأدلة العلمية التي أسسها هذا التقرير.

ونوهت في هذا الصدد أنه معكم وبكم من خلال هذه الفاعلية سنتدارس بالأخص في ورش العمل خلال اليوم الثاني، كيفية الخروج ببرنامج تأهيل للمقبلين على الزواج يكون استرشادياً على مستوى العالم العربي، بل إننا نسعى كذلك إلى مناصرة فكرة جعل هذه البرامج إجبارية كما حدث من تجارب أثبتت نجاحات في دول أخرى كرخصة الزواج في ماليزيا.

زر الذهاب إلى الأعلى