مقالات الرأي

سفير روسيا بالقاهرة : تورط لأجهزة الاستخبارات الغربية في أنشطة معادية لروسيا

مقال بقلم / سفير روسيا في مصر جيورجي بوريسينكو

قال سفير روسيا في مصر جيورجي بوريسينكو يد فى مقالة له : إن هناك تورط لأجهزة الاستخبارات الغربية في الأنشطة المعادية لروسيا في مجال المعلومات

وتعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها الأقرب روسيا في وثائقهم المذهبية أحد المصادر الرئيسية للتهديدات في مجال المعلومات. ويهدف الغرب الى “الاحتواء الاستراتيجي” لبلدنا في هذا المجال. ولتحقيق هذا الهدف يتم استخدام مخترقين من أوكرانيا ترعاهم الغرب وموارد أجهزة الاستخبارات الاوكرانية. لقد أصبحت هذه الدولة فعلا نقطة انطلاق لإجراء مجموعة واسعة من العمليات ضد روسيا في مجال المعلومات.
منذ عام 2010 شاركت دول الأعضاء في الناتو بالنشاط في إصلاح الوحدات السيبرانية الأوكرانية. تم تنفيذ هذا العمل بشكل أساسي من خلال نظام الصناديق المتخصصة. وانه الأكثر شهرة من بين تلك الصناديق التي تعمل حاليا هو “صندوق ائتمان الناتو لأوكرانيا… القيادة والسيطرة والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر”. ويشارك في تدريب المتخصصين الاوكرانيين ممثلون من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وليتوانيا وإستونيا وبولندا ورومانيا وكرواتيا وهولندا.

بالإضافة إلى ذلك، من نوفمبر 2021 إلى فبراير 2022 في إطار برنامج “هنت فوروارد” تم نشر فرق خاصة في أوكرانيا من قبل القيادة السيبرانية المشتركة الأمريكية تحت غطاء تقديم المساعدة إلى كييف. قامت هذه الفرق بجمع المعلومات حول أساليب ووسائل استخدام أجهزة الاستخبارات الأجنبية في المجال المعلوماتي وبإعداد عمليات مدمرة عبر الإنترنت ضد روسيا.
منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة تم انطلاق حملة شاملة ضد روسيا باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض عسكرية وسياسية. ومنذ عام 2022 نظم اجهزة الاستخبارات الأمريكية حملة منهجية لإجراء عمليات سيبرانية ضد منشآت المعلومات الروسية من أراضي أوكرانيا وباستخدام البنية التحتية الاوكرانية.
تتمركز وحدات كاملة من اجهزة الاستخبارات والإدارات العسكرية لحلف شمال الناتو بشكل دائم في كييف ولفيف، وذلك لتنسيق تصرفات نظام زيلينسكي في مجال المعلومات. منذ عام 2010 عمل حلف الناتو بالنشاط على إصلاح القوات السيبرانية الأوكرانية من خلال “صندوق ائتمان الناتو لأوكرانيا… القيادة والسيطرة والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر”. في عام 2022 أرسلت إدارة بايدن موظفين من البنتاغون (القيادة السيبراني وإدارة المعلومات الرقمية والذكاء الاصطناعي) ووكالة الأمن القومي (قيادة عمليات شبكات الكمبيوتر) إلى أوكرانيا. وتشمل مهامهم التفاعل مع القوات المسلحة الأوكرانية (قيادة قوات الاتصالات والأمن السيبراني والمركز الخاص لقوات العمليات الخاصة) لتنظيم هجمات الكمبيوتر على الموارد الالكترونية الروسية.

ويتم اجراء مثل هذه العمليات تحت ستار تصرفات ما يسمى بـ”جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني” التطوعي (يضم نحو 130 مجموعة من القراصنة يتراوح عدد الأعضاء فيها بإجمالي بين 100 إلى 400 ألف مشارك)، والذي يسيطر عليه في الواقع وزارة الدفاع الأوكرانية. وتضم هذه المؤسسة الإجرامية موظفين محترفين في مديرية الاستخبارات الرئيسية للقوات المسلحة الأوكرانية وإدارة أمن الكمبيوتر والمعلومات التابعة لجهاز الأمن الأوكراني. وفي عام 2023 تجاوز عدد هجمات مجتمع القراصنة على البنية التحتية الروسية على 200 ألف هجوم. ومن اللافت للنظر أن الغرب لا يُدين هذه الأعمال الخبيثة فحسب، بل يُشجعها أيضا. وهكذا، في المنتدى الأوروبي للأمن السيبراني Cybersec-2022 في بولندا حصل “جيش تكنولوجيا المعلومات” ونائب رئيس الوزراء في الحكومة الأوكرانية ميخائيل فيدوروف (الذي صرح مرارا وتكرارا بأن كييف تشارك في عمليات في مجال المعلومات) على جوائز “لمقاومة العدوان الروسي”.
يستخدم نظام زيلينسكي لتنفيذ مهامها المعادية لروسيا أيضا أكثر من ألف مركز اتصال احتيالي يعمل في اوكرانيا ونصفها يتركز في مدينة دنيبر. ويشغل في هذا المجال الإجرامي ما يزيد عن 100 ألف شخص باجمالي. وتقع البنية التحتية الرقمية لهذه المؤسسات في هولندا وألمانيا. وتوجه حوالي 92% من المكالمات الاحتيالية الصادرة من أوكرانيا إلى ارقام المواطنين والهيئات الحكومية والمؤسسات المالية الروسية.
بتحريض من إدارة بايدن زودت شركات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود الوطنية نظام زيلينسكي بالموارد الرقمية لشن الحرب ضد روسيا. ومن المعروف على وجه الخصوص استخدام أدوات “جوجل” لغرض إجراء الاستطلاع الجغرافي والتقني في روسيا ومنطقة اجراء العملية العسكرية الروسية الخاصة ومراقبة الفضاء المعلوماتي الروسي وقنوات الاتصال بالإضافة إلى تزويد الجانب الأوكراني بتقنيات “الحوسبة السحابية” لتنفيذ الهجمات الإلكترونية. علاوة على ذلك، تتجاهل الشركات الغربية التي توفر للأوكرانيين إمكانية الوصول إلى أدواتها حقيقة أنها تُستخدم لتنفيذ أعمال خبيثة.
وهذه هي الطريقة التي يعمل بها “النظام المبني على القواعد” الذي تروج له الولايات المتحدة وحلفاؤها. ويسمح هذا النهج لدول الغربية بالقيام باي خطوات تراها ضرورية في مجال المعلومات العالميوب تحديد “المذنبين” بحرية وتطبيق تدابير التأثير عليهم.
وفي الوقت نفسه، يتم تجاهل أو تشجيع الجرائم المرتكبة ضد المعارضين الجيوسياسيين للغرب، حتى في ظل وجود التصريحات العامة للمسؤولين من الدول الغربية التي تؤكد عن وجود هذه الجرائم. ومن الجدير بالذكر أن إنشاء ودعم الجماعات الإرهابية والإجرامية للعمل ضد المعارضين الجيوسياسيين هو تقليد قديم لسياسة

زر الذهاب إلى الأعلى