مقالات الرأي

د فتحي الشرقاوي : سيكولوجية الألم (1)

بقلم ا.د فتحي الشرقاوى

ما أقسى وجع وألم النفس الذي قد تزيد حدته ويفوق أحيانا شدة الألم البدني، إلى الحد الذي قد يدفع البعض للهروب منه إلى محاولة اتخاذ أصعب وأسوأ قرار وهو التخلص من الحياة ذاتها لا قدر الله ( الإنتحار)تتراوح شدة الإحساس بالألم من مجرد الضيق الخفيف العابر إلى الألم المدمر الذي يزلزل الكيان الإنساني ويهدد وحدته وتماسكه وتشير الدراسات التي أجريت عن سيكولوجية الألم ان إحساسنا بالألم يقل نسبيا ، في ظل عدة محددات، تم ترتيبها وفقا لأهميتها إلى :

أولا :

قوة وشدة العقيدةالروحية والدينية لدى الفرد المتألم.

فالاعتقاد بأن الألم ابتلاء من الله يجعل المتألم يقبل ويتعايش مع الألم بل وانخفاض حدة الاحساس به

ثانيا:

الخبرات الشخصية للمتألم السابقة من نفس مصادر الألم الحالي، الذي يتألم بشدة نتيجة لحادث صادم له، سيكون إحساسه بالألم في حال تكرار نفس الحدث أقل إحساسا به وأكثر تماسكا وكأن الخبرة السابقة أدت إلى نوع من الاعتياد النسبي ومن ثم الاقلال التدريجي من شدة الألم.

ثالثا:

شدة واستمراريةالإحساس بالألم قد يدفع الفرد إلى عدم الإحساس به انطلاقا من ظاهرة ( الكف ) فالشخص الذي يتلقى ضربات متتالية على كف اليد سيشعر بزيادة الألم حتى عدد معين من الضربات، ثم تأتي مرحلة عدم الإحساس بألم الضربات في مابعد

رابعا :

الدعم النفسي من الآخرين للمتالم…كلما ذاد الدعم له وتعددت مظاهره..كلما قل إحساسه بالألم والعكس يبدو صحيحا في نفس السياق….

الى لقاء اخر لاستكمال الحديث عن سيكولوجية الألم. ،، دمتم بخير وبصحة نفسية إيجابية⚘️

 

ا.د. فتحي الشرقاوي

أستاذ علم النفس جامعة عين شمس

زر الذهاب إلى الأعلى