الرئيسيةمقالات الرأي
د. فايز أبو شمالة يسأل : لماذا تماطل إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى؟

بقلم : د. فايز أبو شمالة
أيام طويلة من المفاوضات مع الإسرائيليين بشأن صفقة تبادل أسرى، مع وقف إطلاق النار في غزة، هذه المفاوضات التي تقترب من النهاية، تتراجع فجأة إلى الوراء خطوات، مفاوضات استمرت بين الوفد الإسرائيلي والوفد الفلسطيني من يوم السبت الماضي، وحتى يوم الأربعاء، انجز خلالها المفاوضون الكثير من الملفات، وأغلقت الكثير من الثغرات، حتى صدر تصريح رسمي من قيادة حركة حماس، يؤكد من خلاله أن المفاوضات جدية، وتقترب من النهاية، ما لم يضع نتانياهو شروطاً جديدة.
وهذا ما تحقق بالفعل بعد يوم واحد، فقد وضع نتانياهو شروطاً جديدة تتعلق بعدد الأسرى، ومن سيفرج عنهم، ومكان الإفراج، وهناك شروط جديدة تتعلق ببقاء الجيش الإسرائيلي في الممرات والمحاور التي أقامها داخل قطاع غزة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتهرب فيها إسرائيل من التوقيع على اتفاقية لوقف إطلاق النار في غزة، ، فقد سبق وتهربت إسرائيل من المقترح الإسرائيلي نفسه الذي وافقت عليه حركة حماس، والدلائل تشير إلى نية الحكومة بالتهرب من توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى.
وأزعم أن الهروب الإسرائيلي من التوقيع على صفقة التبادل يكمن في الجوهر والمظهر للصفقة، فمن حيث الجوهر، ستبدو إسرائيل وقد خسرت المعركة، وخضعت لشروط حركة حماس، وأوقفت إطلاق النار دون أن تحقق النصر المطلق كما يقول نتانياهو، ودون أن يحقق الأهداف المعلنة من الحرب، فالتوقيع على الصفقة يعني التسليم بالعجز والفشل، والاعتراف بقوة حماس، ومكانتها، وقدراتها، وهذا ما تؤكده المفاوضات التي تجري بين العدو الإسرائيلي وحركة حماس.
أما من حيث المظهر، فكيفي أن تخرج الحافلات محملة بالأسرى الفلسطينيين المحررين من السجون الإسرائيلية، لتنكسر هيبة إسرائيل في المنطقة، ولتصل رسالة المقاومة إلى الشعوب العربية، بأن الإنسان إرادة، وقدرة على الصمود، وأن غزة التي نجحت في إخفاء الأسرى الإسرائيليين تحت رمش العين لمدة 15 شهراً، تمثل معجزة تاريخية وإنسانية.
وسيظل نتانياهو وحكومته يتهربون من التوقيع على الصفقة، إلى أن يصطدم بالحقائق العنيدة، والتي سيفرضها الجيش الإسرائيلي نفسه، وقادة الأجهزة الأمنية، الذي باتوا مقتنعين بحتمية وقف إطلاق النار، وحتمية التوقيع على صفقة تبادل أسرى.