عرب وعالم

خلافات حول إدانة إسرائيل وحماس.. أسباب عدم صدور بيان ختامي عن قمة القاهرة للسلام

شهدت قمة القاهرة للسلام بشأن تطورات الأضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلافا حو البيان الختامي، حيث رفضت بعض الدول التي تدور في فلك الولايات الأمريكية إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبحسب مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، نقلا عن وسائل إعلام دولية، فإن الخلاف بين بعض رؤسا الدول والحكومات عرقلت صدور البيان الختامي، بعد تمسكت الأطراف الداعمة لإسرائيل عدم إدانتها، وإدنة هجوم حركة حماس الفلسطينية فقط.

كما رفضت هذه الأطراف توجيه إدانة مباشرة لإسرائيل بسبب قتل آلاف المدنيين في قطاع غزة،  وأيضا رفض بعضهم المطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وأشارت المصادر، إلى أن هذه الأسباب التي دفعت رئاسة الجمهورية المصرية، إلى إصدار بيان أوضحت فيه موقفها من القضية الفلسطينية، مؤكدا أن بعض الدول الأوروبية الكبرى لم تكن راغبة فى صدور أي بيان بغض النظر عن صياغته.

ووفق التقارير، فقدت تحججت هذه الدول بأسباب واهية كما رافضت أي حلول وسط وذلك إصرارا على رغبتهم في عدم إصدار بيان عن القمة يدين إسرائيل.

بيان رئاسة الجمهورية المصرية:

اصدرت الرئاسة المصرية بيانا حول قمة القاهرة للسلام التي عقد اليوم السبت، لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت الرئاسة المصرية، في بيانها، اجتمع قادة ورؤساء حكومات ومبعوثي عدد من الدول الإقليمية والدولية في القاهرة يوم السبت، للتشاور واستكشاف سبل دفع الجهود نحو احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة واتجاه وقف التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وأودى التصعيد بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة في 7 أكتوبر.

وسعت جمهورية مصر العربية بدعوتها لهذه القمة إلى بناء إجماع دولي يتجاوز الثقافات والأعراق والأديان والمواقف السياسية، نواة قيم الإنسانية وضميرها الجماعي الرافض للعنف والإرهاب وقتل الأرواح غير المشروع الذي يدعو إلى وضع حد إلى الحرب المستمرة التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وطالبت بالتمسك بقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، مما يؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للأخطار والتهديدات والذي يعطي أولوية خاصة لتوفير الوصول وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والغوثية وإيصالها للمستفيدين المناسبين من أبناء قطاع غزة.

ينذر هذا الإجماع أيضًا من مخاطر انتشار الصراع الحالي إلى مناطق أخرى من المنطقة.

مصر تتطلع المشاركين لإطلاق دعوة عالمية للسلام يتفقون فيها على أهمية إعادة تقييم الاستراتيجية الدولية لمعالجة القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية للخروج من الأزمة الحالية بروح سياسية جديدة وإرادة تمهيد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة.

سيؤدي ذلك في فترة قصيرة إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على طول حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كشف المشهد الدولي خلال العقود الماضية عن قصور خطير في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، لأنها سعت إلى إدارة الصراع، وليس إنهائه نهائيا.

اقتصر الأمر على تقديم حلول مؤقتة ومسكنات لا ترقى إلى الحد الأدنى من تطلعات شعب عانى لأكثر من 80 عاما من الاحتلال الأجنبي ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل. كما كشفت الحرب الجارية عن قصور في قيم المجتمع الدولي في معالجة الأزمات.

بينما نرى مكاناً يندفع ويتنافس لإدانة قتل الأبرياء بسرعة، نجد تردداً غير مفهوم في التنديد بنفس الفعل في مكان آخر. حتى أننا نرى محاولات لتبرير هذا القتل، وكأن حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة الآخرين.

إن الأرواح المفقودة كل يوم خلال الأزمة الحالية والنساء والأطفال الذين يرتعدون رعبا تحت الغارات الجوية على مدار الساعة يجبرون استجابة المجتمع الدولي بما يتناسب مع خطورة الحدث.

حق الشخص الفلسطيني لا يستثنى من غيره من الذين تضمنتهم قواعد القانون الدولي الإنساني أو من الاتفاقيات الدولية التي تعالج حقوق الإنسان.

يجب على الشعب الفلسطيني أن يتمتع بكل الحقوق التي تتمتع بها الشعوب الأخرى بدءا بأقصى الحقوق وهو الحق في الحياة وحقه في إيجاد سكن آمن ورعاية صحية لائقة وتعليم لأبنائه وقبل كل شيء يجب أن يكون له دولة تجسد هويته والذي يفتخرون بالانتماء إليه.

تعرب جمهورية مصر العربية التي بادرت للدعوة إلى قمة السلام عن تقديرها العميق للدول والمنظمات التي استجابت للدعوة رغم ضيق الوقت.

وبهذه المناسبة يؤكد أنها لن تدخر جهدا في مواصلة العمل مع جميع الشركاء لتحقيق الأهداف التي دعت إلى عقد هذه القمة بغض النظر عن صعوبات الصراع أو مدته.

ستظل مصر دائما تحتفظ بموقفها الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين، مؤمنة بالسلام كخيار استراتيجي لا رجعة فيه حتى تتحقق رؤية حل الدولتين، الفلسطيني والإسرائيلي، تعيشان جنبا إلى جنب.

في إطار جهود مصر لتحقيق هذه الأهداف النبيلة، لن تقبل أبدا دعوات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة في المنطقة.

ولن تتهاون لحظة واحدة في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة الخطورة والتهديد، متوكلة على عون الله تعالى وإرادة شعبها وعزيمة.

زر الذهاب إلى الأعلى