الرئيسيةمنوعات

حوار خاص… رشا مكي مؤسسة المبادرة: هدفنا التوعية بأهمية كفالة اليتيم

 

كتبت : إيمان خالد خفاجي

على الأم الكافلة إيصال الحقيقة للطفل حتى لا يصاب بصدمة في الكبر

رشا مكي: الدولة تخطط لغلق الدور في عام ٢٠٣٠

منذ إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي إيلاء ملف كفالة الأطفال رعاية واهتمامًا خاصًا، ووضع السياسات الضامنة لمصلحة الأبناء الفضلى وتسهيل الإجراءات الخاصة بالكفالة، خرجت إلى النور فكرة كفالة الطفل اليتيم بعد أن دشنت رشا مكي؛ مؤسسة “يلا كفالة” والتي بدأتها في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تجربة شخصية لها، لتؤسس بعدها فرعاً بالقاهرة، تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، لتكون المبادرة الأولى التي تحمل شعار “اكفل طفلاً في بيتك”.

وعن فكرة مبادرة “يلا كفالة” قالت رشا مكي مؤسسة المبادرة: تم إنشاء المؤسسة في بلدين الأولى في أمريكا عام 2020 وانتقلت بعد ذلك إلى مصر عام 2021، بغرض توعية الأمهات حول فكرة كفالة طفل تحت شعار “اكفل طفلًا في بيتك”.

وعن الفرق بين الكفالة والتبني قالت إن “الكفالة” يتم فيها تغيير اسم الأب أو الاسم العائلي وليس الاثنين معًا، وتظل الأسماء المتوسطة كما هي، أما “التبني” فيتم تغيير الاسم بالكامل، والأسر الكافلة إذا رغبت أن تضمن للطفل حياة سليمة فيمكنها فتح حساب للطفل في البنك أو تسجيل أحد الممتلكات باسمه كعقار أو سيارة، وذلك للخروج من حرمانية دخوله في الميراث الشرعي.

الهجوم على المؤسسة

وفيما يخص الهجوم الموجه على “يلا كفالة” باعتبار أن فكرة الكفالة حرام وتخالف الشرع، أكدت أن أول هجوم تعرضت له في المرحلة الأولى عندما شاركت أحد المنشورات على صفحاتها بمواقع التواصل بعد أن أعلنت تكفلها بالطفل مصطفى، وفي خلال يومين فقط وصل عدد مشاركات المنشور إلى 4500 مشاركة، إضافة إلى الكثير من التعليقات التي وصلت لها وكلها تدول حول أن الكفالة حرام وأنها غير موجودة في مصر، وذكرت أن إحدى الأمهات قالت لها: “أين هو دليلك على وجود الكفالة”، لترد عليها بقولها إنه لا يوجد دليل أقوى من وجودها بجانب طفلها مصطفى وأنهما دليل، مضيفة أن الهجوم كان في البداية فقط قبل توعية الناس بأهمية الكفالة، وأنها لا تعارض الدين الإسلامي، لكن بعد نشر التوعية الكافية زاد الإقبال على كفالة الأطفال.

وذكرت أنه رغم الهجوم الذي تعرضت له في البداية، إلا أن بعد ذلك صرحت وزيرة التضامن الاجتماعي بأنه للمرة الأولى تصل طلبات التقدم لكفالة الأطفال إلى هذا العدد، وبعد ذلك زاد الضغط على المؤسسة من قبل الأمهات وكثرت أسئلتهم فيما يتعلق بالخطوات والإجراءات الضرورية للتكفل، وبعد عام من إنشاء المؤسسة، بدأت تنشر الشروط الضرورية لكفالة طفل، وما هي الخطوات والإجراءات الضرورية ومن سوف يتم الموافقة عليه ومن لا ليتم توثيقها بعد ذلك من وزارة التضامن.

هل الكفالة حرام؟

ونقلًا عن دار الإفتاء، قالت رشا فيما يتعلق بالشرع إن كفالة اليتيم من الأمور التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى”، والثواب يتضاعف كلَّما زاد عدد المكفولين، فإذا كان المكفولون إخوة من النسب أو الرضاعة نال الكافل بذلك أجر الكفالة وأجر وصل رحمهما وتقوية الرابطة التي جعلها الله بينهما.

وأضافت أن الصعوبات التي واجهتها المؤسسة حتى الآن هي فكرة التوعية وتغيير فكر راسخ عند الكثير من الأشخاص وإقناعهم أن فكرة الكفالة حلال، وأنها تشجع الأمهات على اتخاذ هذه الخطوة.

وعن تجربتها الشخصية بتكفل الطفل مصطفى قالت إن الدار التي تبنت منها مصطفى كان يوجد فيها 50 طفلًا آخرون، متسائلة لماذا لا يحصل هؤلاء الأطفال على الرعاية المناسبة والضرورية لهم؟ رغم وجود الكثير من الأمهات أيضاً غير قادرات على الإنجاب، فلماذا لا يتحقق التوازن لكلا الطرفين؟ حتى يستطيع الطفل أن يحصل على أسرة أفضل وأن تحصل الزوجة غير القادرة على الإنجابن على طفل فتتساوى المعادلة بين الطرفين.

وأكدت انزعاجها الشديد من الأمهات غير القادرات على التعامل مع الأطفال وأن الكثير منهن يتعاملن مع الطفل كأنه لعبة تأخذها لفترة تحت مسمى التجريب، وإذا لم تنفع يعيدها مرة أخرى للدار ويبدلها بطفل آخر.

وأفادت رشا أنه لضمان عدم حدوث هذه الحالة مرة أخرى تولت المؤسسة فكرة التدريب الإلزامي في 11 محافظة بغرض توعية الأمهات أنها لابد أن تكون قادرة على تحمل المسؤولية وأن فكرة تبني الطفل ستظل للأبد مضيفة أن مدة التدريب الإلزامي أربعة أيام ويقوم بتغطية أشياء كثيرة عن الكفالة وطرق التعامل مع الطفل المكفول ويوجد استمارة لاستطلاع الرأي قبل البدء في التدريب وبعده.

وجدنا فرقاً كبيرًا بين ما قبل التدريب وما بعده، حيث كن قبل التدريب لديهن أفكار غير صحيحة عن التربية أما بعد التدريب فيوجد اختلاف في وجهة نظرهن وإجاباتهن حتى تفكيرهن توجه لجانب آخر إيجابي، وابتعدن عن التصرفات السلبية كالضرب واعتماد المناقشة بين الأطفال والوالدين سبيلاً للتربية.

وأضافت رشا: “كنت أدرب قديمًا عندما كان لا يوجد توعية عن المراحل التي يمر بها الطفل؛ وكيفية التعامل مع تلك المراحل، وما يمر به الأطفال في هذا العمر”، وكانت هذه عبارة عن توعية أونلاين عن التعامل مع الطفل والكفالة ومراحل تطور الطفل، وذلك في البداية فقط، لكن بعد ذلك أصبح يوجد ١٥ مدربًا فابتعدت عن التدريب.

وأكدت ضرورة إخبار الأمهات أطفالهن بأنه مكفول من الصغر؛ بطريقة سلسة وبسيطة حتى يفهمها ويتقبلها بسهولة حتى لا يتعرض إلى الضغط والضرر النفسي.

طرق التعامل مع الطفل

وأشارت إلى وجود كتب وقصص عن طرق التعامل مع الطفل وعن الكفالة والأطفال المكفولين مضيفة: “لأن الكتب باللغة الانجليزية وتكلفتها قد تكون ١٤ دولارًا قمت بترجمتها وحكيها من خلال فيديوهات حتى تساعد الأشخاص غير القادرين على شراء تلك القصص”.

وأضافت أنه ليس شرطًا استخدام القصص لتعريف الطفل بحقيقته بل على العكس إخبار الطفل بقصته الحقيقية في كثير من الأوقات هي الأفضل، حيث قالت لمصطفى الحقيقة من خلال قصة صغيرة شرحت له الموقف “أنها واجهت مشكلة في أن تصبح أمًّا وأنها مستحيل أن تصبح أمًّا وصديقتها بالصدفة أخبرتها على بيت كبير يوجد به أطفال وعندما ذهبت لهذا البيت وجدت مصطفى ونظرا لبعضهما وأحبا بعضهما كثيرًا” هكذا حكت رشا لمصطفى قصته بطريقة بسيطة يفهمها ويحبها مضيفة أن القصة لا تنتهي بعد، فالقصة مستمرة حيث يتم تطويرها من خلال الأحداث اليومية التي يعيشونها معا.

وقالت رشا إن في بعض الاحتفالات والمناسبات يوجد طاولات للتأجير حتى يعرض عليها منتجات وكانت تستأجر إحدى الطاولات لتقوم بالحديث مع المصريين والعرب هناك عن الكفالة وأهميتها وتفاجأت في مرة عندما كان أحد يسألها عن شيء بخصوص الكفالة أن مصطفى أجابه على سؤاله شعرت بالسعادة والفخر تجاه مصطفى وأنه أصبح مشاركًا معها في الحملة والتوعية.

“أتمنى الموضوع يكبر وأنشر يلا كفالة في كندا أيضًا” هكذا قالت رشا مؤسسة يلا كفالة مضيفه بأن المؤسسة في أمريكا موجهة أيضًا للمصريين المقيمين في أمريكا ويريدون أن يكفلوا طفلًا في مصر كما تعتبر يلا كفالة حلقة وصل بين الأسر ووزارة التضامن الاجتماعي حيث تقوم المؤسسة بكتابة تقرير عن الأسر المقدمة وتقوم برفعها للوزارة وتختبر الوزارة الأسر في لجنة ويتم تحديد هل الأسرة تصلح للكفالة أم لا.

الجمعيات غير صحية

وقالت رشا إن من أهداف المؤسسة هو فض جميع الدور من الأطفال وكل طفل يحصل على أسرة وعدم الكفالة في الدار مضيفة “حتى الدولة محددة أن الدور سيتم غلقها في عام ٢٠٣٠ ولن يكون بها طفل واحد حيث سيكون جميع الأطفال في المنازل مع أسرهم الكافلة.

وأكدت أن الدراسات أثبتت أن عيش الأطفال بمجموعات كبيرة ليس صحيًا بجانب المعامله والرعاية غير الجيدة التي يحصل عليها الطفل في الدار وأنهم لا يشجعون التكفل في الدار.

وذكرت رشا أن الأطفال معلومي النسب تمنع الوزارة تكفلهم، لكنهم يحاولون أن يجدوا طريقة مع الوزارة حتى تسمح بتكفلهم، لكن في حالة رفض الوزارة بشكل نهائي فهم يبحثون عن طرق بديلة؛ حتى يكون لهؤلاء الأطفال أسرة، مضيفة أنهم الآن يسعون لإنشاء ما يسمي “البيت الصغير” وتمت الموافقة عليه من الوزارة وأنهم الآن على وشك افتتاح أول بيت صغير في مصر والبيت يكون به أم بمرتب شهري تقوم برعاية ٦ أطفال فقط ليس مثل دور الأيتام التي قد تحتوي على ٣٠ و٥٠ طفلًا يتم خروجهم من الدار في سن ١٨ سنة، لكن البيت الصغير سيكون لدى الأطفال كل ما يحتاجونه وسيعيشون به للأبد وسوف يكون لديهم مدارسهم وجامعاتهم ومؤسسة “يلا كفالة” هي أول من ستنشئ البيت الصغير وتتمنى أن تأخذ جميع الأطفال ويكون في المستقبل كل الأطفال مكفولين أو يعيشون في البيت الصغير ولا يوجد أي طفل في الدار.

ثلاث سنوات متابعة

وتابعت رشا قائلة: “نحن نطلب من الوزارة أن تتابع مع الأسر لمده ثلاث سنوات إذا وجدت أنهم أسوياء مع الطفل فهذا يكفي حتى يكون للأسرة حريتها في التحرك “حيث إن المتابعة لمدة ١٨ سنة فترة طويلة جدًا، وقالت إن الوزارة لم توافق حتى الآن على هذا التعديل، لكن نحن نحاول تعديل أشياء كثيرة في القانون لأننا لم نأخذ حقوقًا كثيرة نحن ولا أولادنا لكن هذا لا يعني عدم وجود تطور حيث يوجد تطور كبير بين ٩ سنوات الماضية والآن.

الثواب وعلاقته بالكفالة

ووجهت رشا نصيحة أخيرة للأمهات قائلة: “نصيحتي للأمهات والأسر التي تقول إننا تكفل طفل”

زر الذهاب إلى الأعلى