
كتبت :إيمان خالد خفاجي
السعادة والنجاح هما من أكثر المشاعر المرغوبة في الحياة فالجميع يريد أن يكون سعيدًا وناجحًا ولكن قد يكون من الصعب أن تظل متحمسًا عندما لا تسير الأمور كما هي مخطط لها ، يأمل معظمنا أن تغمرنا السعادة بعد تحقيق النجاح ولكن ليس كل الاطفال موهبين وليس كلهم يمتلكون المصابرة وتحدي الصعاب، ففي هذا التقرير سنقدم لكم رحلة كفاح توبا حتي استطاعت ان ترسم اسمها ضمن اسماء ابطال الجمهورية في الجمباز .
“نفسي أكون دكتورة او معلمة ” هكذا بدأت حديثها ذات الرداء البنفسجي البطلة الصغيرة او “الفراشة الصغيرة” كما يلقبها أبناء حيها و الاقارب و معلميها ، توبا احمد مأمون الحاصلة علي بطولة كأس مصر “للجمباز الفني ” في ديسمبر عام ٢٠٢٢ ، والميدالية الذهبية في بطولة الجمهورية للموسم الرياضي” للجمباز الفني آنسات” تحت 6 سنوات علي يد المدرب دكتور مصطفى شحاته وكابتن ناديه، وكابتن عاصم، وكابتن احمد بيومى ، في مايو عام ٢٠٢٣ .
بالإضافة إلي أنها تستعد لحصولها علي البطولة القادمة لعام٢٠٢٤ فهي الان تتمرن ثلاثة أيام في الأسبوع لمده ثلاث ساعات في كل يوم لتاهيلها للبطولة القادمة .
قالت توبا أن صديقاتها يقومون دائما بتشجيعها هم وجميع من حولها وانها تحبهم كثيرا كما إنها تحب الكابتن احمد مدربها لأنه يلعب معها مضيفه انها تهدي جائزتها لوالديها ، وانها تحب السباحة ، والرسم بجانب الجمباز إلا إنها لم تأخذ دوره تدريبية في الرسم كالجمباز والسباحة لضيق الوقت لأنها تتمرن في الجمباز لتستعد للبطولة القادمة بالإضافة إلي تمارين السباحة ودراستها .
حركاتها تلائم اللعبة
تحدث والد توبا المستشار أحمد مأمون قائلا أنا فضلت أنها تمارس رياضة الجمباز لشعوري تجاه تلك اللعبة أنها تلائم الفتيات كما ان جسدها وخفه حركاتها تساعدها علي التادية بشكل ممتاز في تلك الرياضة ، مضيف ان توبا قدمت علي الجمباز وهي في عمر الثلاث سنوات فقط وبعد مرور سنة وهي في عمر الاربع سنوات ونصف حصلت علي بطولة كأس مصر للجمباز الفني وكانت أصغر متسابقة واصغر بطلة علي مستوي مصر وبعد ذلك بستة اشهر فقط عندما أصبحت في عمر الخمس سنوات حصلت علي بطولة الجمهورية والمدلية الذهبية والان هي في عمر الست سنوات يأهلها مدربيها للبطولة القادمة ، أما عن السباحة فهي تمارسها منذ سنة تقريبا ، ولكن ليس الهدف من السباحة أن تحصل علي البطولة وتابع أنه يريدها تتعلم السباحة لأجل السباحة وكونه يستطيع العوم بشكل جيد فهو يردها هي أيضا أن تحصل علي تلك المهارة موضحا أنه لا يريدها أن تركز في اي بطولات سوى الجمباز قائلا “إن تعدد المواهب قد يبوء بالفشل ” وذلك نتيجة لتشتت الانتباه وعدم تركيز الطفلة علي شئ محددة ،كما قال والد توبا لمدربيها أنه تاركها لهم ليستلمها من أيديهم :بطلة جمهورية ، وألعاب أولمبية ،وبطلة عالمية .
عائلة رياضية
نشأت توبا في عائلة رياضية وقال والدها أحمد مأمون أنه يري نفسه بها حيث انه وهو صغير كان يلعب كره قدم و اتيحت له الفرصة أن يلعب في الاسماعيلي والزمالك إلا أن الذي منعه من ذلك خوف والدته عليه أن تتركه في القاهرة بمفرده وهم يقيمون بالصعيد لذلك فهو يحقق حلمه في ابنته الصغير مضيف أنه لا يريد أن يمنعها من ما تحب كما هو قد أمتع في السابق .
وأضاف أنه يمتلك بنتين اخرتين غير توبا ملك تبلغ من العمر ١٢ عاما وتلعب رياضة الكيك بوكس ولكنها لا تطمح في الحصول علي بطولات بينما بيسان والتي اكبر من توبا بثمان سنوات تلعب سباحة وحصلت علي بطولة الاولي علي المحافظة المنيا في السباحة منذ ثلاث سنوات وتستعد للحصول علي بطولة الجمهورية في السباحة ، اما عن علاقة توبا بأهلها فهي تري تشجيع والديها واخوتها لها دائما لذلك هي مستمرة في تحقيق النجاحات وقال والدها انه يدعم ابنته من خلال مكافأتها عندما تحقق انجاز معين قائلا “أنا مستعد أن ادعم توبا لآخر نقطة في دمي ” موضحا أنه لا يتدخل في اختيار توبا المستقبلي حول ما تريد أن تلتحق به في مرحلة الجامعة فما تريد أن تقدم عليه تقدم سوأ ارادت أن تكون طبيبة او معلمة او حتي إعلامية فهذا اختيارها هي .
كما إنه يأمل أن تستطيع في المستقبل أن توازن بين رياضة الجمباز ومهنتها المستقبلية .
التحديات التي تواجهها
أوضح والدها قائلا من احدي التحديات التي تواجه توبا ان توبا تتدرب في الأكاديمية الخاصة ” سولا ” وأنه علي أتم الاستعداد لدفع الكثير من الأموال لها ولكن علي الرغم من ذلك فإن إمكانيات الاجهزة في الصعيد محدودة مقارنه بالأجهزة المتوفرة في القاهرة مضيف أنه برغم الفرق بين اجهزة المنطقتين إلا أن ابنه استطاعت أن تفوز علي البطلات الاخريات والذي يتمرن بأجهزة اقوي من الأجهزة المتوفرة لتوبا وانهي حديثه أنه يكفيه فخرا أن القاعة المغطاة في مدينة نصر كان كل اب وام بها من جميع الأندية يقومون بالتصفيق لتوبا خلال البطولة ، قائلا أنه علي استعداد ان ينقل حياته من المنايا الي اي مكان اخري إذا كان الأمر في صالح ابنته مضيف أنه لم يشعر بالخوف تجاه توبا كونها أصغر متسابقة معلقا “لو خوفنا مش هنتقدم ” .
قالت جهاد والده توبا “كان في بداية الامر يفكر والد توبا في الباليه او الجمباز” لكن بعد ذلك الام والاب تناقشوا ووجودو الافضل ان تلعب جمباز وتم استبعاد فكرة الباليه من مخططهم بشكل نهائي وبعد الاقتراح مباشرة تم اختبارها من قبل الاكاديمية وتم الموافقة عليها ونمت وطورت كثيراً من موهبتها واكدت علي اهمية دور الاسرة بجانب الطفل ليحقق نجاحات اكبر .
ماذق البطولة الثانية
قالت جهاد والده توبا أن البطولة الثانية كأنت أصعب من الاولي بالنسبة لهم لانها كانت تريد أن تؤدي افضل ما عندها لتحصل علي بطولة الجمهورية والتي تعتبر البطولة الثانية لها وشعرت والده توبا بالقلق خلال المسابقة خاصة أن حدث بعض من التوتر في السباق حيث ندا الحكم إسم فتاة غير توبا لتقوم بالجري ولكن الكابتن اخرج توبا بدل البنت فجريت توبا وأخذت الطريق كله ولم تركز علي أن الحكم لم ينده علي إسمها ثم اوقفها الحكم وحسب الدور عليها و لم يتيح لها الفرصة لاعاده السباق مره اخري علي الرغم من ان الخطاء منذ البداية ليس علي الطفلة وعلي الرغم من ذلك الماذق إلا أن الطفلة قد اثبتت حضورها وحصلت علي البطولة للمرة الثانية علي التوالي .
وأضافت في فترة التجهيزات للبطولة “كانت بتصعب عليا بسبب الضغط علي جسدها ” وتابعت أنها لم تكن تشعر بالخوف تجاه توبا كونها أصغر متشاركة في البطولة ولكنها كانت تشعر بالقلق لان التمرينات صعبة وتضغط علي جسدها وظهرها وقدميها ولكنه مجرد شعور وقتي عندما ينتهي التمرين ينتهي هذا الشعور ، واعربت عن إحساسها بالفخر بطفلتها الصغيرة والتي كانت أصغر متسابقة واصغر بطلة علي مستوي الجمهورية كان هذا الأمر يحفزها ويجعلها تتغاضي عن هذا الشعور.
الاستعداد للبطولة الثالثة
واوضحت والده توابا انها تشعر بالفخر من حصول ابنتها علي جائزتين في الجمهورية وانها تطمح ان تفوز ابنتها ايضا للمرة الثالثة
في بطولة الجمباز وفيما يخص موعد البطولة الثالثة قالت “لا اعرف موعد البطولة القادمة وان الاتحاد هو المسؤول عن تحديد المعاد” واشارت ان فيما يخص استعداد توبا يتم استعدادها قبل المبارة بوقت كافي وانه يوجد مؤشرات من قبل الاتحاد بتوقيع وقت المسابقة ونيابة عن ذلك يتم تدريب توبا .
واشارت ان توبا الان يتم تدريبها في فريق لم يحصل علي الجائزة التي حصلت عليها توبا في العام الماضي وعلي الرغم من ذلك فهي اصغر طفله في فريقها ولكن انجح طفله بشهادة من المدربين التي تمرنت تحت قيادتهم
واعربت عن سعادتها بسبب ثقه الكابتن في توبا انها تسطيع ان تذهب الي البطولة وتعود بذهب وليس فضه وبالفعل كانت توبا قادرة علي تحمل المسؤولية و حققت ناجحات وانجازات عجز عنها الكثير من الاطفال من فريقها علي الرغم من انهم اكبر سنا من توبا .
واوضحت ان توبة لم تشتكي من الم التمرينات علي الاطلاق ولم تفقد الامل وكانت تحاول دائما ولم بحدث في مرة من المرات انها فقدت الأمل او فكرت في الاستسلام والتراجع عن تحقيق حلمها تراجعت
وفيما يخص النصيحة الموجهة للأمهات قالت والدة توبا انه يجب علي الامهات تشجيع اولادهم علي تحقيق احلامهم التي يختارونها هم بأنفسهم لأنها وجدت الكثير من الاطفال غير قادرين علي استكمال اللعبة ويصابوا بالإحباط والياس لانهم مجبرين علي اللعبة وليست برغبتهم الشخصية .
وفيما يخص الموازنة بين دورها كام تحمل علي اعتاقها مسئوليه اسرة بأكملها وبين دورها كمرشد لتوبا اوضحت لنا انها تستطيع ان توفق بين تمرينات توبا وبين العمل في المنزل وان زوجها يساندها بشكل كبير واذا لم تسطيع ان تذهب في اي يوم من الايام للحضور مع توبة وقت التمارين فيقوم والدها بالذهاب معها مؤكدة علي حرصها التام علي ان تحضر توبة كل التمرينات وان والدها مشدد بشكل كبير علي عدم غياب توبه لانه حريص علي نجاح توبا ومستقبلها ويطمح لها الافضل في كل شي لانها فخر ابيها .
بطلة المستقبل
واعرب الكابتن احمد بيومى مدرب توبا عن سعادته انه يدرب تلميذة موهوبة مثل توبا واكد لنا انه اعجب بتوبا من خلال اداء التمرينات وبطبيعة خبرته وشغله من اول نظرة واول يوم اشاد بقدرتها علي اداء الجمباز وانها طفله موهوبة وستصبح بطلة في المستقبل وبالفعل توبا لم تخذل مدربها وحققت المزيد من النجاحات والانجازات ويتم تاهلها للبطولة التالية كما علق مدربها “ان واثق في تلمذتي وان شاء الله سوف تفوز في البطولة الثالثة وستحصل علي ذهب وستظل متألقة كالعادة” .
اختبارات التمارين
اوضح احمد بيومي ضرورة اداء الاختبارات لكل متمرن وتشمل الاختبارات اختبار الطول والوزن وعضلات الجسم وايضا اختبار فتح القدم علي الارض في مستوي الجسم تشبه البرجل ينزل من (5،1) عدات واكد علي ان فترة التدريب للبطولة هي فترة كلها ضغط علي الكابتن والطفل لذلك فهو يأهل الاطفال قبل البطولة بفترات بالإضافة الي انه ينبه علي الاهالي الالتزام بعدم اعطاء الطفل اكلات معينه حتي لا تتأثر صحته كما اشار الي ان التعامل مع الأطفال هي من اصعب الاشياء لذالك فهي تحتاج للنفس الطويل والتشجيع المستمر.
كما تحدث عن فوائد الجمباز قائلا إن هناك العديد من الفوائد المختلفة التي تعود علي الأطفال بعد ممارستهم لرياضة الجمباز و من هذه الفوائد هي:
١– تمنح الجسم المرونة و الليونة ،كما تمده بالقوة و التوازن العضلي.
٢– تغرس بالأطفال الكثير من الامور المهمة مثل الإلتزام و إحترام الوقت
٣– يكتسب الطفل الثقة الكاملة بالنفس كما يساعد علي تنمية مهاراته و تجعله قادر علي مواجهة المشاكل التي تواجهه بطريقة ذكية.
٤– تساعد ممارسة رياضة الجمباز لدي الأطفال علي تقوية العظام و تقوية عضلات الجسم.
٥– من الجيد حصول الأطفال علي ميداليات و مكافأت من ممارستهم للرياضة فيشعر الطفل بالثقة و التقدير بهذا السن الصغير.