عرب وعالم

المنتدى الفلسطيني للنهضة يبدأ المصالحة الوطنية بلقاء تمهيدي في غزة مع ممثلين عن الاتحادات و مؤسسات المجتمع المدني

 

غزة – علاء عبيد 

في إطار مساعيه الوطنية لتعزيز السلم الأهلي وتمهيد الطريق نحو مصالحة فلسطينية شاملة، عقد المنتدى الفلسطيني للنهضة السياسية والاجتماعية لقاءً تمهيديًا في مقره بمدينة غزة، جمع عددًا من رجال الأعمال الفلسطينيين وشخصيات اعتبارية وممثلي عن الاتحادات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك لمناقشة مسودة “الميثاق الشعبي للسلم الأهلي والمصالحة الوطنية”.

 

ويُعد هذا اللقاء باكورة سلسلة من الاجتماعات المزمع عقدها مع مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والفعاليات المجتمعية، بهدف بلورة توافق وطني واسع حول مضامين الميثاق، بما يعزز الجهود الرامية إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.

 

ناقش الحضور أبرز بنود الميثاق، وعلى رأسها ترسيخ مبادئ السلم الأهلي، وتوفير الحماية القانونية والاجتماعية لكافة القوى الوطنية، وتبني خطاب وطني جامع يقوم على الشراكة المدنية والتسامح السياسي، بعيدًا عن الإقصاء والتخوين.

 

كما تطرّق المجتمعون إلى الدور المركزي لجمهورية مصر العربية في دعم القضية الفلسطينية وقيادة جهود الوساطة الإقليمية، لا سيما في إنهاء الحرب الجارية على قطاع غزة، مؤكدين على تقديرهم العميق للمواقف المصرية الثابتة، وسعيها الدؤوب لوقف العدوان، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وتحقيق التهدئة.

 

وأعلن المشاركون خلال اللقاء عن تفويض واضح ومباشر لجمهورية مصر العربية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لقيادة المرحلة الحالية من جهود المصالحة الوطنية، لما لمصر من ثقل سياسي وإقليمي وثقة وطنية في قدرتها على توحيد الصف الفلسطيني ورعاية حوار وطني شامل.

كما شمل هذا التفويض إسناد ملف إعادة إعمار قطاع غزة لجمهورية مصر العربية وفق المبادرة المصرية لليوم التالي لوقف إطلاق النار، بما يضمن البدء الفوري في معالجة تداعيات العدوان، وتهيئة الأرضية لإعادة الحياة إلى طبيعتها، ضمن رؤية تنموية متكاملة.

 

وفي هذا السياق، أكد الحضور على ضرورة معالجة ملف التعويضات للمتضررين من الحرب والعدوان، بشكل عادل وشفاف، ضمن خطة وطنية تضمن حقوق الأفراد والمؤسسات، وتعيد الاعتبار لضحايا العدوان من كافة الفئات.

كما شددوا على أهمية تبنّي استراتيجية وطنية لإعادة بناء الإنسان الفلسطيني، نفسيًا وتعليميًا وثقافيًا واقتصاديًا، بما يعزز مناعته في مواجهة التحديات، ويرسّخ قيم المواطنة، والانتماء، والعمل الجماعي، كجزء أساسي من عملية النهوض الوطني.

 

كما تم التأكيد على ضرورة توحيد الجهود وتنسيق المبادرات الشعبية والاجتماعية التي تنشط في الميدان، بما يضمن فعالية أكبر واستجابة وطنية أكثر تكاملًا. ودعا المشاركون إلى العمل على بلورة صيغة موحدة للخطاب الشعبي الفلسطيني، تعكس تطلعات الشعب وتوحّد رؤيته تجاه القضايا الوطنية، وتُسهم في تهدئة التوترات الداخلية وتحقيق التماسك المجتمعي.

 

كذلك، تم تسليط الضوء على التجاوزات المجتمعية واستغلال الأوضاع الإنسانية، بما في ذلك غلاء الأسعار والمضاربة والاحتكار من قبل بعض الأطراف، وما يشكله ذلك من عبء إضافي على كاهل المواطنين، وتهديد مباشر للنسيج المجتمعي. ودعا الحضور إلى ضبط السلوك العام، وتعزيز ثقافة التسامح، وتفعيل دور لجان الإصلاح والمؤسسات الأهلية والمجتمعية في تنظيم العمل الإغاثي والرقابة عليه، وحماية المدنيين، ونبذ العنف والفوضى والتمييز.

 

وفي هذا السياق، قرر المجتمعون توجيه مطالبة رسمية إلى فخامة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، لإصدار مرسوم رئاسي بالعفو العام السياسي والاجتماعي، كخطوة أساسية نحو المصالحة، وتهيئة البيئة الوطنية لبداية جديدة قائمة على التعددية والشراكة والعدالة.

 

واختتم المنتدى اللقاء بالتأكيد على أن هذه الخطوة التمهيدية ستُستكمل عبر سلسلة من اللقاءات الوطنية الموسعة، لضمان إشراك جميع مكونات الشعب الفلسطيني في صياغة رؤية وحدوية جامعة تنهض بالمشروع الوطني الفلسطيني وتُنهي حالة الانقسام إلى الأبد.

زر الذهاب إلى الأعلى