زيارة الرئيس المصري الى قطر والكويت تبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين
.ومناقشة التطورات الإقليمية وجهود وقف إطلاق النار في غزة

كتبت :إيمان خالد خفاجي
وحظي السيسي باستقبال رسمي وبحفاوة من قبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في تطور يكشف أيضا رغبة الدوحة في تهدئة التوتر الأخير الذي اثارته مصادر اسرائيلية بحديثها عن رشاوى منحتها قطر لمسؤولين اسرائيليين لتلميع صورتها كوسيط موثوق بين حماس وتل أبيب مقابل تحجيم دور مصر التي تعتبر قوة اقليمية محورية وتلعب دورا كبيرا في التوازنات بالمنطقة.
وكشفت دعوة السيسي ممثلي مجتمع الأعمال القطري إلى توسيع حجم الاستثمارات في بلاده، أن محور زيارته الى كل من الدوحة والكويت يتركز على الجانب الاقتصادي ومحاولة جذب الاستثمارات من البلدين في مسعى لمواجهة الصعوبات التي تواجهها البلاد.
وأكد في لقاء بالعاصمة القطرية مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري، أن “العالم واجه تحديات كبرى خلال السنوات الماضية، بدءًا من تداعيات جائحة كورونا، مرورًا بالتذبذبات الحادة في أسواق الغذاء والطاقة، وصولًا إلى التوترات التجارية الراهنة”.
وحضر اللقاء مسؤولون قطريون بينهم رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بحسب بيان للرئاسة المصرية. ولفت السيسي، إلى أن “هذه المعطيات تستوجب تكاتف الجهود لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي، وتعميق التعاون بين الدول العربية”.
ودعا في هذا الصدد “الشركات القطرية ورجال الأعمال القطريين إلى توسيع حجم استثماراتهم في مصر”، وأكد أن بلاده “تُعد فرصة واعدة للمستثمرين، لما تمتلكه من موقع استراتيجي فريد، وقوى عاملة ماهرة بتكلفة تنافسية”.
إضافةً إلى “أسعار الطاقة الملائمة، واتفاقيات التجارة الحرة التي تربطها بالدول العربية والإفريقية، فضلاً عن البنية التشريعية المشجعة للاستثمار”، وفق البيان.
وأشار الرئيس المصري إلى أن بلاده “أنشأت بالفعل 7 محطات لوجستية للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، بما في ذلك الموانئ ذات الصلة والتي تم ربطها بشبكة طرق قوية”.
ودعا المستثمرين القطريين لزيارة تلك المحطات، مؤكدا على وجود فرصة سانحة للمستثمرين القطريين للاستثمار بمصر في مجال اللوجستيات. وأضاف أن “الدولة المصرية جهزت بالفعل من 2 إلى 3 ملايين فدان للاستصلاح الزراعي، وأن الدولة منفتحة على الشراكة للعمل فيها مع مستثمرين، خاصة من قطر”.
ولفت إلى أن “الدولة منفتحة كذلك على الدخول في شراكة مع مستثمرين قطريين في مجال صناعة السيارات، خاصة أن مصر لديها البنية الصناعية اللازمة والسوق الكبير الذي يسمح باستهلاك السيارات المنتجة، خاصة السيارات الكهربائية”.
وأشار السيسي، إلى أن العلاقات الاقتصادية المصرية – القطرية شهدت نقلة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية.
وتوجه الرئيس المصري الأحد إلى العاصمة القطرية الدوحة، في مستهل جولة خليجية تشمل دولتي قطر والكويت، للتباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي مع البلدين في شتى المجالات، ومناقشة التطورات الإقليمية، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكان أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في مقدمة مستقبلي الرئيس السيسي بمطار حمد الدولي، وفق بيان سابق للرئاسة المصرية.
وسيتوجه بعد الدوحة إلى الكويت، المحطة الثانية في جولته الخليجية، حيث تأتي هذه الزيارة تأكيدا على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس المصري في الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بالإضافة إلى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي العهد، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة. حيث تأتي هذه الزيارة “تأكيداً على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري”، بحسب الرئاسة المصرية.
وفي وقت سابق الأحد، أفاد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر في بيان بأن قيمة التبادل التجاري بين البلدين سجلت 128.4 ملايين دولار خلال عام 2024 مقابل 72.1 مليـون دولار خلال عام 2023.
وبحسب البيان، بلغت قيمة الصادرات المصرية لقطر 93.4 ملايين دولار خــلال 2024 مقابل 44.3 ملايين دولار خلال 2023. فيما بلغت قيمة الواردات المصرية من قطر نحو 35 مليون دولار خلال عــام 2024 مقابل 27.8 ملايين دولار خلال 2023، وفق البيان.
وبلغت قيمة الاستثمارات القطرية في مصر 618.5 ملايين دولار خلال العام المالي 2023/ 2024 مقابل 548.2 مليون دولار خلال العام المالي 2022/ 2023.
فيما بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في قطر 171.5 ملايين دولار خلال العام المالي 2023 / 2024 مقابل 86.8 ملايين دولار خلال العام المالي 2022/2023، بحسب ذات البيان.
وتأتي جولة السيسي في حين تواصل إسرائيل الحرب على قطاع غزة للشهر الـ19. وتعد مصر واحدة من الوسطاء الفاعلين في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي يناير/ كانون الثاني 2025، تمكنت القاهرة بمشاركة قطر والولايات المتحدة من التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تستأنف تل أبيب الحرب في مارس/ آذار الماضي.