محمد عبد القدوس يكتب : شيخ الأزهر .. وسيط زواج بين الأقباط!!

بقلم : محمد عبدالقدوس
المؤكد أن عنوان مقالي أثار دهشتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب ..
بل وقد تتهمني أن العنوان فيه خدعة وأنك لجأت إلى الفرقعة الصحفية لتلفت الأنظار ..
وأقول لك لست محتاج إلى ذلك كله لسبب بسيط خلاصته أن العنوان “صح تماماً” وواقعة حدثت بالفعل.
وأبدأ الموضوع من أوله قائلاً أنه من كبرى العائلات القبطية فى بلادنا أسرة “عبدالنور” وعائلة “غالي” ..
وجرى كلام عن رغبة في المصاهرة ..
الشاب “أمين فخري” وعروسه الحلوة “أعتدال أمين غالي” ..
وكان ذلك عام ١٩٣٧م يعني ما يقرب من تسعين عاما ..
وبدأ مشروع الزواج يأخذ طريقه الى الواقع الفعلي عندما طلب والد العريس “فخري عبدالنور” من الإمام الأكبر شيخ الأزهر “محمد مصطفى المراغي” وكان صديقه جداً وطلب منه أن يزور أسرة “غالي” “لجس النبض” في مشروع الزواج ، وصحبه في تلك الزيارة أثنين من أعز أصدقاء والد العريس في ذلك الوقت وهما “محمود بسيوني” رئيس مجلس الشيوخ ، و”محمود همام” نائب سوهاج.
وبالطبع كانت تلك الزيارة مفاجأة مذهلة لأسرة “غالي” ، فلم تتوقع أن يأتي شيخ الأزهر بجلالة قدره لزيارتهم في منزلهم ..
وأستقبلهم “إبراهيم أمين غالي” الإبن الأكبر لعميد الأسرة “أمين باشا غالي” الذي كان قد توفي قبلها بفترة .
والعروس في ذلك الوقت كانت صغيرة عمرها ١٥ سنة فقط ومع ذلك وقع العريس في غرامها بدري بدري ، وتمت الموافقة بالطبع على المصاهرة بين الأسرتين ، لكن الزواج تأجل ثلاث سنوات حتى نضجت صاحبة الحظ السعيد وأصبح عمرها ثمانية عشر عاماً.
والجدير بالذكر أن الشيخ “محمد مصطفى المراغي” من أعظم الشيوخ الذين تولوا قيادة الأزهر طيلة تاريخه ، وكانت علاقته واسعة جداً مع كافة طوائف الشعب ، والدليل على ذلك أن أسرة قبطية كبرى طلبت منه أن يكون وسيط زواج لدى عائلة مسيحية أخرى ، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب !!