الرئيسيةمقالات الرأي

السيد هانى يكتب : صديقى محمد عبد الجليل لماذا تعجلت الرحيل

بقلم : السيد هانى

بعض الناس يصدمنا رحيلهم .. فيعجز القلم عن رثائهم من شدة الصدمة ، وألم الفراق ..!
لقد أقعدنى النبأ الأليم .. فمكثت مكانى غير قادر على الحركة ساعات طوال .. كانت صدمتى شديدة فى رحيل صديقى العزيز وزميلى المحترم الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد عبد الجليل مدير تحرير “الجمهورية”..
مازلت أذكر الأيام الأولى التى التحق فيها بالجريدة .. بأدبه الجم .. وحماسه .. وتعلقه بمهنة الصحافة .. وحبه لزملائه ..
يا محمد .. رحيلك صدمة .. وفراقك ألم كبير .. وعبرة – مثل كل موت – لهؤلاء الذين يتمسكون بالدنيا وزخرفها .. وينسون أنها كما قال الله عنها فى محكم آياته “لعب ولهو” .. وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “لا تعدل عند الله جناح بعوضة” ..
كم حزنت وتألمت لفراقك .. لأنك كنت بالنسبة لى “رصيدا” من الصداقة والأخوة والوفاء .. كنت أشعر دائما أننى سوف أتكأ عليك إذا غدرت بى الأيام وأعطتنى الدنيا ظهرها .. فإذا بك تترك الدنيا متعجلا الرحيلا ..!
– لماذا تعجلت الرحيل يا محمد ..؟
– هل ضقت ذرعا بالدنيا .. فلم تستطع عليها صبرا ..؟
– آه .. وألف آه .. على فراقك أيها الإنسان النبيل .. الصديق الوفى .. الرجل الذى اكتملت فيه كل معانى الرجولة والإعتزاز بالنفس .. تعامل مع الدنيا كما هى “لاتساوى جناح بعوضة” .. فعاش فيها زاهدا متصوفا .. لم ينحن أبدا .. وظل كريما خلوقا معطاء ..
صديقى العزيز .. الكاتب الصحفى الكبير .. المثقف الواعى .. سيظل إرثك الصحفى والإنسانى خالدا معنا .. ذكراك عطر محبة ..
كنت أنتظر شفاءك .. وعودتك إلى مكتبك فى صالة التحرير بجريدة “الجمهورية” .. بهامتك المرفوعة دائما .. وصوتك الدافئ الندى .. وابتسامتك الوقورة .. لكنك تعجلت الرحيل ..
سأدعو لك فى كل صلاة : اللهم تغمد عبدك المؤمن الصالح محمد عبدالجليل بواسع رحمتك .. واجمعنا معه فى فسيح جناتك .. فى الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء والمقربين من العرش العظيم .. اللهم آمين ..

زر الذهاب إلى الأعلى