السوشيال ميديا من التدمير إلى التنوير

بقلم لواء بحرى اح / محمود متولى
أرى أن المدخل الرئيسى لهذا الموضوع هو تناول أزمة الوعى المجتمعى فالسوشيال ميديا عباره عن وسيله تقذف بمحتوياتها فى أذن وعين المتلقى، والخطورة هنا تكمن فى فقد السيطرة على محتواها فى ظل أنتشارها الكبير والاقبال الشعبى عليها مع امتلاكه لوسائل استخدامها بمختلف طوائفه وطبقاته الاجتماعية بمستواياتها الثقافية المتباينة، “فهى متاحه للجميع فى الموبيلات ومراكز السايبر وأجهزه اللاب توب…. الخ”.
ولا ننسى أنها أستخدمت بكفاءه فى حروب الجيل الرابع وما يطلق عليه ثورات الربيع العربى مما أنعكاس سلبياً على الأمن القومى للدول المستهدفه ونتج عنها ما شاهدناه من تدمير، الأمر الذى يعتمد على قدرة المتلقى على الفرز والتمييز بين المحتوى المفيد والمحتوى الضار بل يمتد ذلك إلى تقدير مدى ضرره، أى على وعى المتلقى، ومن ثم يعتمد على الوعى المجتمعى.
الوعي المجتمعى، هو مُشاركة الوعي المشترك أي الوعي بالمشكلات المختلفة التي تواجهها المجتمعات والتجمعات بصفة يومية، هذا المصطلح مركب من مفهومين هما الوعي والمجتمع، فالوعي هو نتيجة للتفاعل بين أنفسنا وعالمنا المادى المحيط بنا، وهو يلعب دوراً هاماً في التطور الاجتماعى، سواء كان هذا الدور إيجابياً أو سلبياً، فالأفكار التي توجد لدى الناس قد تساعد على تطور المجتمع أو قد تكون عائقاً أمام هذا التطور ،حيث يعد الوعي المجتمعى ركيزة من ركائز تقدم أي مجتمع وتطوُّرِه، بل وله دوره الكبير والرئيس في استقرار المجتمع والنهوض به ؛ وذلك بالرفع مِن شأن أفراده ومن هنا تنبع أهميته وأرتباطه بتحقيق الأمن القومى ، ويشير الوعي إلى “إدراك الإنسان لذاته ولما يحيط به ادراكاً مباشراً، وهو أساس كل معرفة”.
كما يعرف ماركس الوعي المجتمعى بأنه مجموع الأفكار والنظريات والآراء والمشاعر الاجتماعية والعادات والتقاليد التي توجد لدى الناس، والتي تعكس واقعهم الموضوعي، ويؤكد تشارلز كولى أن الوعي المجتمعى أو الوعي بالمجتمع لا يمكن فصله عن الوعي الذاتي.
الوعى هو المعرفة والتى تعتمد على تعليم جيد وثقافة شاملة.
موضوع الأزمة:
أزمة الوعى المجتمعى وما تشكله من تأثير سلبى على الأمن القومى المصرى
الأسباب التى أدت للأزمة:
1 – ضعف مستوى التعليم “الناتج من الزيادة السكانية وتكدس المدارس والفصول وقلة الأنشطه الطلابية المختلفة وقلة دخل المدرسين وعدم تدريبهم التدريب اللازم وعدم كفاية المنشأت التعليمية… إلخ” وارتباط ذلك بالأزمات الاقتصادية.
2 – ضعف الترابط الأسرى “الناتج عن الأزمات الاقتصادية على مستوى الأسر وأضطرارهم للعمل فى أكثر من عمل مع أضطرار الأولاد للدروس الخصوصية ارتباطا بضعف مستوى التعليم مما يؤثر على فترات تجمع الأسرة، بالإضافة إلى القيمة الغائبة لرب الأسرة ارتباطا بأضطراره للجوء للعمل بالخارج أو لتفشى حالات الطلاق والمشاكل الأسرية الأمر الذى ينعكس على غرس الاخلاق والقيم.
3 – تفشى حالات الأمية.
4 – قصور المؤسسات الثقافية سواء المملوكة للدولة أو المجتمع المدنى فى خدمة المجتمع ثقافياً.
5- عدم تماشى الخطاب الثقافى “والمتضمن الخطاب الدينى” مع الواقع المعاصر وبما يخدم نشر الثقافة وتنمية الوعى.
6 – قصور الأجهزة الإعلامية عام وخاص بصفة عامة ورغم تأثيرها الكبير لانها تتخلل وتستهدف جميع شرائح المجتمع وتمتلك اللآليات التى تمكنها من ذلك.
7 – ضعف مستوى أداء القوى الناعمة خاصةً الدراما “والتى يقبل عليها الكثيرين خاصةً البسطاء من الناس” فى غرس الاخلاق والقيم وابراز القدوه والمثل وتنمية المعرفه والوعى والأنتماء حيث ما قدمته مؤخراً من أعمال ناجحه “الممر – الاختيار “يعد نادراً مقارنةً بما سبق وأثر سلبياً فى مجتمعنا المصرى .
8 – الاستخدام الخاطىء لوسائل التواصل الاجتماعى وسيطرتها على عقول معظم الشباب وأنصاف المتعلمين واشغالهم خاصةً الأطفال وشغفهم بالألعاب الالكترونية مما يضيع وقتهم ويساعد على عزوفهم عن القرأه المفيده ثقافيا.
9 – الفهم الخاطىء للتشريعات المرتبطة بالحريات .
10 – عدم وجود رقابة فاعلة على المصنفات الفنية خاصةً فى ظل أمية وتجريف ثقافى.
المخاطر الناتجة عن الأزمة:
1 – الاضرار بالأمن القومى المصرى.
2 – توليد بيئة للعنف والإرهاب لخدمة اهداف حروب الجيل الرابع الموجهة ضد المنطقة العربية.
3 – الاضرار بالولاء والانتماء وتوجيهه فى أتجاهات لا تخدم المصلحة الوطنية.
4 – خلق جيل سلبى ضعيف الايمان بالمستقبل وبالوطن لايستحق التضحيات التى بذلت له من أجل مستقبل أفضل .
الهدف من إدارة الأزمة:
التوصل إلى مشروع ثقافى تنويرى من خلال وضع استراتيجية قومية لغرس الوعى وتنمية المعرفة بهدف بناء الإنسان المصرى ثقافيا ومعرفيا وفكريا، تشارك فيها كافة الجهات المعنية باستراتيجياتها التخصصية وتستخدم آلياتها لتنفيذ سياسات تلك الاستراتيجيات التخصصية.
مقترحات الحل:
1- قيام كلية الدفاع الوطنى “باعتبارها الجهة المنوطة بمنح الدرجات العلمية “الزمالة – الماجستير – الدكتوراة فى الاستراتيجية القومية” بالتعاون مع المركز القومى للتخطيط وكافة الجهات المعنية لصياغة استراتيجية قومية واستراتيجيات تخصصية لغرس الوعى وتنمية المعرفة.
2 – يجب أن تتضمن تلك الاستراتيجيات التغلب على الأسباب التى أدت إلى نشأة الأزمة وأفرزت تحدياتها.
3 – بعض السياسات والآليات للتغلب على الأزمة والتى يجب أن تتضمنها الاستراتيجيات التخصصية:
– العمل على رفع مستوى التعليم كذا محو الأمية الليات وزارة التربيه والتعليم – وزارة التعليم العالى جهاز محو الأميه وتعليم الكبار.
– تفعيل دور المؤسسات الثقافية “عامة – خاصة” فى خدمة المجتمع ثقافياً الاليات وزارة الثقافة زارة الشباب والرياضه – وزارة التضامن الاجتماعى – المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
– ضرورة تماشى الخطاب الثقافى مع الواقع المعاصر “والمتضمن الخطاب الدينى” وبما يخدم نشر الثقافه وتنمية الوعى.
الآليات “وزارة الثقافة – المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام – مؤسسة الأزهر الشريف – الكنيسة القبطية.
– زيادة تفعيل دور الأجهزة الإعلامية “عام وخاص” فى خدمة المجتمع ثقافيا.
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
– تطوير أداء القوى الناعمه خاصةً الدراما فى غرس الأخلاق والقيم وأبراز القدوه والمثل وتنمية المعرفه والوعى والأنتماء
– الاستخدام الواعى لوسائل التواصل الاجتماعى الآليات المجلس الإعلى لتنظيم الإعلام – وزارة الثقافة – وزارة التعليم العالى – وزارة التربية والتعليم – وزارة الشباب والرياضة – مؤسسة الأزهر الشريف – الكنيسة القبطية”.
– الفهم الصحيح للتشريعات المرتبطه بالحريات الآليات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام – وزارة الثقافة- وزارة التربية والتعليم – وزارة التعليم العالى – وزارة الشباب والرياضة.
– أهمبة وجود رقابه فاعلة على المصنفات الفنية خاصةً فى ظل الأمية والتجريف الثقافى الآليات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام – وزارة الثقافة.
4- أنشاء كيان “مجلس أعلى – لجنه وزارية” يتبع السيد رئيس الجمهوريه أو السيد رئيس مجلس الوزاراء يضم كافة الجهات المعنية بالدولة لمتابعة وضع وتنفيذ استراتيجية قومية لغرس الوعى وتنمية المعرفة.
الجهات المنوطة بالحل: المجلس الأعلى أو المجموعة الوزارية لبناء الوعى “مقترح” رئاسة مجلس الوزراء – وزارة الدفاع “كلية الدفاع الوطنى بالتعاون مع المركز القومى للتخطيط والجهات المعنية، لوضع الاستراتيجيه
وزارة التربية والتعليم
وزارة التعليم العالى
وزارة الثقافة
وزارة الشباب والرياضة
وزارة التخطيط “المركز القومى للتخطيط”
وزارة التضامن الاجتماعى “منظمات المجتمع المدنى”
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
مؤسسة الأزهر الشريف
الكنيسة القبطية
وبذلك يمكن أن يعاد توجيه السوشيال ميديا من التدمير إلى التنوير
بقلم لواء بحرى اح / محمود متولى