الرئيس المصري: العدوان على غزة وصمة عار على جبين الإنسانية

كتبت :إيمان خالد خفاجي
رحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بكل القادة المشاركين في القمة العربية غير العادية، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، قائلًا: “أرحب على أرض الكنانة التي تقف دائمًا مع الحق والعدل، ومشاركتكم اليوم في قمة غير عادية تأتي استجابة لنداء فلسطين الشقيقة، كما يؤكد موقفكم الذي لا يتزعزع نحو القضية الفلسطينية”.
وأضاف الرئيس المصري، خلال كلمته أمام أعمال القمة العربية الطارئة، التي تعقد في العاصمة القاهرة: “نحن نعيش اليوم في وضع مؤلم يعصفه الألم وعدم الاستقرار كما يهدد وينتزع أراضي عربية مستقلة دون سند”، لافتًا إلى أن “العدوان على غزة خلف وصمة عار في تاريخ البشرية عنوانها انعدام الإنسانية”.
وأوضح الرئيس المصري، أن الحرب على غزة سعت بقوة السلاح لتفريغ القطاع من سكانه، مؤكدًا أن مصر لن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني، خاصة وأن الشعب الفلسطيني ضرب مثالا في التمسك بالأرض.
وتابع: كل من فقدوا ذويهم داخل غزة ينظرون إليكم اليوم، من أجل إعادة الأمل، إذ إن الحرب قضت على البنية التحتية للقطاع كله، بهدف التهجير المقصود، وهو الموقف الذي تتصدى له مصر دائمًا.
وأشاد الرئيس السيسي، بصمود الشعب الفلسطيني، قائلًا: “دائمًا على يقين على صمود الشعب الفلسطيني الذي ستقف عنده الشعوب الحرة تقديرًا والنظر له بكل فخر وعزة”.
وقال “استذكر معكم هذا الظرف الدقيق أن مصر هي من دشنت السلام منذ أكثر من 5 عقود، إذ إنها لا تعرف إلا السلام الداعم وحفظ السيادة، من خلال معاهدة السلام دون تجاوز أي طرف، وعدم طرد أي شعب خارج أراضيه من منطلق حرصها على الأمن والاستقرار”.
وأوضح الرئيس السيسي، أن مصر سعت منذ بدء الحرب على غزة في وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون مساندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لبعث الأمل في الشعب الفلسطيني من أجل سلام دائم بالمنطقة.
وأشار إلى أن مصر عملت على تكوين لجنة تُوكل إليها إدارة قطاع غزة وتكون مشرفة على عملية الإغاثة، تمهيدًا لعودة السلطة إلى القطاع، كما تعمل مصر على تدريب الكوادر الأمنية داخل القطاع، وعملنا على عمل خطة شاملة تشرف عليها مصر مؤقتًا دون التهجير لإعادة بناء القطاع.
وشدد الرئيس المصري، على أن هذه الخطة تحفظ للشعب الفلسطيني بقاء أرضه دون تهجيره، بمشاركة الدول العربية بالمنطقة وتهدف لتسوية عادلة وشاملة لحفظ القضية الفلسطينية، داعيًا الدول للمشاركة في هذ المسار.
وقال الرئيس السيسي، إنه خلال مؤتمر إعادة الإعمار التي تستضيفه مصر، الشهر المقبل، وعلينا جميعًا إعلان رفضنا القاطع للانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومصادرة الأراضي، وفي السياق ذاته، نشدد على إدانتا للانتهاكات التي تحدث بالمسجد الأقصى.
كما أضاف: “إن القدس رمز لهويتنها، ولا يكون هناك سلام حقيقي إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وما نشهده الآن هو تكرار لمعاناة الشعب الفلسطيني، الذي يجب علينا النظر إليه بعين الاعتبار نحو واقع مرير، فقد آن الأوان لتبني مسار سياسي عادل ودائم وفقًا لقرارات التشريعات الدولية”.
وترأس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، أعمال القمة العربية غير العادية المنعقدة بطلب من دولة فلسطين، في القاهرة؛ لبحث تطورات القضية الفلسطينية وسُبل دعم الشعب الفلسطيني.
وانطلقت أعمال القمة العربية الطارئة حول فلسطين، لبحث خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة والتطورات الأخيرة في القطاع.
وأعدت مصر خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، وسيتم عرضها على القادة والزعماء العرب في القمة الطارئة لإقرارها، وتستند الخطة على الحفاظ على حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني وحل الدولتين.
وتتضمن الخطة، تشكيل لجنة إدارة غزة لتتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية “تكنوقراط” تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
ووفق الخطة المصرية، سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، ومناطق داخل القطاع في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون فرد. وقدرت الخطة إعادة إعمار غزة بـ 53 مليار دولار، وستستغرق بالكامل 5 سنوات.