الرئيسيةمنوعات

الحرائق تتوغل فى أمريكا وتتسبب فى ١٥٠ مليون دولار خسائر ونزوح ٣٠٠ الف ومقتل ٢٤ شخص

منة عامر

تواصل الحرائق فى مدينة لوس أنجلوس التابعة لـ ولاية كاليفورنيا الأمريكية على المحيط الهادي غربي الولايات المتحدة التمدد فى التمدد على مساحات إضافية كبيرة وذلك لليوم السابع على التوالى

 

وحتى صباح اليوم الاثنين، بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الحرائق 24 وفاة، وقد تم إجلاء نحو 300 ألف آخرين ممن تعرضت منشآتهم للحرق أو اقتربت منها النيران، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

 

وانتشرت حرائق الغابات فى لوس أنجلوس بسرعة عبر مساحات شاسعة بالمدينة والمناطق المحيطة بها، وبسبب الظروف الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية -التي تجاوزت سرعتها 150 كلم في الساعة- أتت الحرائق على آلاف الدونمات في غضون أيام قليلة.

 

وعلى الرغم من عمل فرق الطوارئ المستمر وتدخل طواقم الدفاع المدني التابعة لولايات مجاورة لاحتواء الحرائق، فإن حجم الكارثة طغى على الموارد المتاحة.

 

وفي جميع أنحاء لوس أنجلوس، أُجبرت المدارس على الإغلاق بسبب الدخان الكثيف ونوعية الهواء الخطرة، وأغلقت منطقة مدارس لوس أنجلوس الموحدة، ثاني أكبر منطقة في البلاد، جميع المدارس، في حين يجري المسؤولون تقييم الأضرار.

 

وأفادت وزارة التعليم في كاليفورنيا بإغلاق 335 مدرسة في 5 مقاطعات بما في ذلك لوس أنجلوس وسان برناردينو وسان دييغو، بينما لا يزال الجدول الزمني لإعادة فتح المدارس غير مؤكد.

 

ونقل خبراء لصحيفة واشنطن بوست أن كلفة الخسائر المباشرة وغير المباشرة للحرائق المندلعة تبلغ 150 مليار دولار .

 

وحّذر مسؤولون في كاليفورنيا، أمس الأحد، من أن الرياح القوية التي ستهب في الأيام المقبلة تهدد بتوسيع نطاق الدمار في المدينة التي شهدت بالفعل تدمير العديد من الأحياء، ودمرت الحرائق أكثر من 1800 مبنى، وتضرر أكثر من 10 آلاف مبنى.

 

ولا تزال 3 حرائق غابات مشتعلة في مقاطعة لوس أنجلوس، حيث ظل أكثر من 150 ألف شخص تحت تحذير الإخلاء، وقال رجال الإطفاء إن رياح سانتا آنا المتغيرة قد تدفع حريق باليساديس، الذي أتى على ما يقرب من 24 ألف فدان، مرة أخرى نحو الساحل.

حرائق كاليفورنيا

 

قال مسؤولون أمريكيون في مؤتمر صحفي، عقد أمس ، إن أكثر من 4700 فرد تم تعيينهم لمنع انتشار حرائق لوس أنجلوس حيث من المتوقع أن تشتد الرياح مرة أخرى من الليلة وحتى الأربعاء.

 

وقال كريستيان ليتز، رئيس كتيبة في إدارة الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس، إن حريق باليساديس «يبدو جيدًا فيما يتعلق بنشاط اللهب ولكن لا تزال هناك حرارة على طول الحواف»، وكان الطاقم لا يزال يعمل لضمان عدم وجود تقدم في الحريق أو الحد منه قدر الإمكان.

 

وأضاف «ليتز» أنه بالإضافة إلى قيام طواقم الإطفاء بتطهير محيط الحرائق أو خط الطوارئ، فقد نشرت الإدارة وفرة من موارد مكافحة الحرائق المحمولة جوًا.

 

وأضاف: «لدينا طائرات ومروحيات وحتى طائرات بدون طيار، ونقوم بإسقاط المواد المثبطة للهب والمياه في كل مكان نستطيع لتأمين هذه الحافة».

 

وعلى الرغم من المخاوف من أن الرياح القوية قد تجعل مكافحة حرائق غابات لوس أنجلوس عن طريق الجو مستحيلة، فإن الطائرات استمرت في إسقاط المواد المثبطة للحرائق والمياه.

 

الأرصاد الجوية

 

قال ريتش تومسون، من هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في لوس أنجلوس، إن الرياح التي أدت إلى ما أسماه «سلوك الحرائق المتطرف للغاية» الأسبوع الماضي من المقرر أن تعود ولكن بشدة أقل.

 

وأضاف تومسون: «لسوء الحظ، ما زلنا نعاني من نمط رياح سانتا آنا ونتوقع هبوب رياح معتدلة إلى قوية حتى يوم الأربعاء، مع هبّات تتراوح سرعتها بين 35 إلى 55 ميلًا في الساعة».

 

وأكد أن ظروف الرياح والجفاف «كانت وصفة لإنتاج بعض الظروف الجوية الحرجة للغاية التي قد تؤدي إلى نشوب حرائق».

 

رئيس الأطفاء

 

قالت رئيسة الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كرولي، إن الرياح الوشيكة تتطلب اهتمامًا وثيقًا للغاية، موضحًة: «حدث الرياح هذا يقترب منا، ويقترب منا بسرعة كبيرة جدًا»، وسعت إلى طمأنة سكان لوس أنجلوس بأن قادة المدينة «مستعدون لهذا الحدث التالي».

 

كما طلبت كرولي من المجتمع أن يظل على اطلاع «بالأخبار الموثوقة والتحديثات الرسمية» و«الاستعداد للإخلاء».

 

وأضافت: «اتبع جميع تحذيرات وأوامر الإخلاء، ودون تأخير، وابتعد عن الطرق وأي مناطق متأثرة».

 

وقال روبرت لونا، قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، إن الحرائق لم تنته بعد، لكنها «أقرب إلى الانتهاء» ولا يزال حظر التجوال ساريًا.

 

وأكد لونا أنه يدرك أن العديد من سكان لوس أنجلوس الذين تم إجلاؤهم كانوا حريصين على العودة إلى منازلهم، لكنه حذر من أن «الكثير من المناطق تبدو وكأنها تعرضت لقصف بقنبلة».

 

كان مكتب الطب الشرعي ورجال الإطفاء يبحثون في المناطق المتضررة باستخدام الكلاب البوليسية، وقال لونا: «لا أتوقع أخبارا جيدة من هؤلاء».

 

لا تزال الحرائق المتعددة مستعرة في معظم أنحاء جنوب كاليفورنيا، فمن بين الحرائق الستة التي اندلعت، لا يزال 4 منها نشطة. لقد دمرت مجتمعة ما يقرب من 40 ألف فدان، وتحولت مجتمعات بأكملها إلى أنقاض.

 

وتستمر التحذيرات من الخطر الشديد حتى يوم الأربعاء، مع تزايد هبات الرياح، ومستوى خطر الحرائق حرج للغاية في معظم المنطقة. ويشير أحد المسؤولين إلى أن ” هذه الرياح – مع انخفاض الرطوبة النسبية وانخفاض الرطوبة بالنباتات – ستبقي خطر الحرائق في مقاطعة لوس أنجلوس مرتفعًا للغاية”.

 

ووفقًا للمسؤولين، يكافح أكثر من 3 ألف رجل إطفاء الحرائق في مقاطعة لوس أنجلوس. بينما وصل، السبت، 72 رجل إطفاء من المكسيك للمساعدة في مكافحة النيران.

 

كما تضرر أو دمر ما لا يقل عن 10 آلاف مبنى، في حين تعود العديد من العائلات الآن لتجد منازلها قد هُدمت، على أمل إنقاذ ما يمكنها إنقاذه.

زر الذهاب إلى الأعلى