منوعات

باحث اثري يكشف لا يوجد مدينة قديمة تحت أهرامات الجيزة

تعرف على الأسباب والحقائق

دعاء زكريا

احتلت أهرامات الجيزة خلال الأيام القليلة الماضية محركات البحث، وتجدد الجدل من جديد حول أسرار الأهرامات التي لا تنتهي.

ويبدو أن الشغف باكتشاف مزيد من الأسرار حول العجيبة الوحيدة الباقية يحرك العديد من الباحثين حول العالم.
حيث زعمَ مجموعة من العلماء من إيطاليا واسكتلندا وجود مدينة قديمة مدفونة على عمق 1200 متر تحت أهرامات الجيزة في مصر، وهو ما علق عليه عدد من علماء المصريات في مصر والعالم وكان منهم الدكتور بسام الشماع الباحث الأثري والذي طرح عدة تسأولات منها لماذا لم تنهار الأهرامات طالما هي فوق فراغ ضخم و عميق كما يقول هؤلاء المكتشفون و أين صور المياة الجوفية و التحت أرضية و هي بحيرة كبيرة ؟ كما يدعون و لماذا لم يتم التعاون كما يحدث في مثل نوعية هذه الأبحاث الضخمة مع وزارة الاثار؟؟؟لماذا لم يتم انتاج فيلم وثائقي عن الكشف ؟ وأين الصور الأصلية بدلا من صور الحراريات فقط؟
ولماذا لم يصف احد على مدار آلاف السنين هذا المشروع الضخم؟
هرم خع إف رع قاعدتة منحوتة من الصخرة لارتفاع ٨ أمتار !!
لماذا لا يوجد أي صورة لعالم منهم و هو يصور من الأهرامات أو فوقها ؟؟؟؟؟
و من كان مصاحب لهذه البعثة اذا كانت قد جاءت؟
ألا يوجد صورة واحدة لفريق العمل مع الأهرامات؟


ويقول الشماع لماذا لم يتعاونون مع الوزارة عندنا و يثبتوا للعالم كله من داخل الفراغ بتصوير بفيديو اصلي ؟؟؟
كما أشار الشماع  إلى ما كتبه الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية و
المدير السابق لمنطقة آثار أهرامات الجيزة: حيث قال فى الأيام الماضية، ضجّت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بخبر يدّعي اكتشاف “مدينة هائلة تحت أهرامات الجيزة”، استنادًا إلى تصريحات لفريق بحثي أجنبي من إيطاليا واسكتلندا. وقدّموا ذلك على أنه كشف علمي مذهل باستخدام تقنيات حديثة تجمع بين بيانات الأقمار الصناعية والقياسات الزلزالية الدقيقة.
لكن الحقيقة العلمية تختلف تمامًا عن هذه الضجة.
أولًا: أين هو الدليل العلمي؟
أي كشف أثري حقيقي يُعلن عنه من خلال نشر بحث علمي في دوريات محكمة تخضع لمراجعة من علماء مستقلين. وحتى الآن، لا يوجد أي ورق علمي منشور أو إعلان رسمي من وزارة السياحة والآثار المصرية أو المجلس الأعلى للآثار يؤكد صحة هذه الادعاءات.
ثانيًا: حدود التكنولوجيا لا تسمح بذلك
تقنيات المسح الجيوفيزيائي مثل الرادار المخترق للأرض تستطيع كشف فراغات أو تراكيب على أعماق محدودة لا تتجاوز عشرات الأمتار. أما الادعاء بوجود “هياكل عملاقة” على عمق 600 متر هو أمر خارج حدود العلم والمنطق.
ثالثًا: الأسطورة لا تُصبح علمًا
مصطلح “قاعات آمينتي” لم يرد في أي نص فرعوني ولا في أي بردية مصرية قديمة. هذه مجرد خرافات وأوهام من الأساطير الهيرمسية التي لا تستند إلى أي دليل أثري.
رابعًا: خلط بين الأجسام الفضائية والآثار!
المقلق أن من يقف خلف هذه المزاعم أشخاص معروفون بعلاقتهم بعالم الأجسام الطائرة والكائنات الفضائية، مما يحوّل الأمر من بحث علمي إلى ترويج لنظريات مؤامرة لا تخدم الحقيقة ولا الحضارة المصرية.
خامسًا: ما يقوله العلم الحقيقي
نحن نعلم بوجود بعض الممرات والفراغات بالقرب من الأهرامات، مثل بئر أوزيريس في الطريق الصاعد في المجموعة الهرمية للملك خفرع، وأظهرت تقنيات المسح الحديث وجود فراغات صغيرة داخل الهرم الأكبر. لكنها جميعًا معروفة، مدروسة، وفي نطاق معقول. لا توجد مدينة ولا أنفاق عميقة بهذه الصورة الخيالية.
ما الغرض من هذه المزاعم؟
وراء هذه الادعاءات أهداف واضحة:
• الركوب على الموجة الإعلامية للحصول على شهرة سريعة واهتمام جماهيري، حتى وإن كان على حساب الحقيقة.
• تحقيق مكاسب مالية من خلال بيع الكتب، واستغلال المنصات الرقمية، وإنتاج الأفلام الوثائقية المزيفة.
• ترويج نظريات المؤامرة التي تجد جمهورًا سريع التصديق، خاصة بين من يعشقون الخيال أكثر من العلم.
• الضغط على المؤسسات العلمية والبحثية لإدخال الخرافة في النقاش الأكاديمي، وخلق جدل لا طائل منه.
• إضعاف صورة العلم الحقيقي أمام الجمهور، وتحويل الأبحاث الجادة إلى مادة للتشكيك والتهريج.
الخلاصة:
نحن أمام موجة من التضليل الإعلامي الذي لا يمتّ للعلم بصلة. حضارتنا المصرية القديمة ليست بحاجة لمثل هذه الأكاذيب كي تبقى عظيمة. نحن بحاجة إلى العلم الصادق، والمنهج الدقيق، والاكتشافات الحقيقية التي تتحدث عنها مراجع علمية محترمة.
رسالتي لكل مصري وعاشق لمصر:
لا تنخدعوا وراء العناوين المثيرة.
ابحثوا عن الحقيقة من مصادرها العلمية.
وتذكروا: مصر أكبر من الخرافة… وعظمتها تثبتها الحقائق لا الأوهام.

زر الذهاب إلى الأعلى