عرب وعالم

أبو الغيط يؤكد حرص الجامعة العربية على استمرار ملتقى التعاون العربي الصيني

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الحرص على استمرارية ملتقى التعاون العربي الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيون، لما لذلك من أهمية في تبادل الخبرات وتعزيز التواصل والتنسيق بين مختلف أجهزة الإعلام العربية والصينية، بما يخدم القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأيضا الانفتاح على مختلف الثقافات والتعريف بالموروث المشترك، والتصدي للصور النمطية التي تعمل بعض وسائل الاعلام الغربية على الترويج لها.

جاء ذلك في الكلمة التي القاها السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد – رئيس قطاع الإعلام والاتصال، نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة لملتقى التعاون العربي الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيون، في هانغشو بجمهورية الصين الشعبية، يومي 11 و12 ديسمبر الجاري.

وإلى نص كلمة الأمين العام:

يسعدني المشاركة في افتتاح الدورة السادسة لملتقى التعاون العربي الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيون، الذي يعتبر من الآليات الهامة لمنتدى التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام.

واسمحوا لي في بداية كلمتي أن أتوجه بالشكر إلى الحكومة الصينية ممثلة في الإدارة الوطنية للإذاعة والتلفزيون والمسؤولين القائمين على تنظيم هذه الفعالية.

إن أهمية هذا الملتقى تتمثل في كونه منصة للتشاور والتنسيق وتعميق الروابط الإنسانية والحضارية بين العالم العربي والصين، من خلال ما يتيحه من فرص لتنمية وتقوية العلاقات العربية ــ الصينية.

لقد بلغت الشراكة العربية الصينية مستوىً استراتيجياً، حيث تُوجت بعقد القمة العربية الصينية في دورتها الأولى بالمملكة العربية السعودية في ديسمبر 2022، و”إعلان الرياض” الذي يعد بمثابة خارطة الطريق لمستقبل هذه الشراكة المتميزة.

إننا حريصون على تعزيز هذه الشراكة من خلال إرساء دعائم التنمية وسبل التعاون والبناء المشترك، في مختلف المجالات عبر الآليات التي يتيحها منتدى التعاون العربي الصيني، والتأكيد على أهمية توطيد علاقات الصداقة العربية الصينية على المستوى الشعبي في مختلف المجالات الثقافية والرياضية والسياحية والإعلامية.

وفي هذا الصدد، نؤكد على مواصلة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التنسيق مع الجهات العربية والصينية لتنفيذ مخرجات هذه القمة، المنصوص عليها في الوثائق الثلاث الصادرة عن القمة المذكورة، في مجالات: السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والملكية الفكرية والطاقة والزراعة والاقتصاد الرقمي وحماية البيئة والسياحة والصحة والثقافة والإعلام.

ولا يفوتني بهذه المناسبة التذكير بأهمية مبادرة “الحزام والطريق” التي تفتح آفاقًا رحبة للتعاون المشترك والتنمية المستدامة، والعمل على بناء المجتمع العربي الصيني للمستقبل المشترك، والتأسيس على ما يجمعنا من قواسم وروابط راسخة، على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، والدفاع عن قيم الحرية والعدالة والانصاف في العلاقات بين الدول والشعوب.

من هذا المنطلق، أعرب عن تقديري للموقف المتزن الذي ما فتئت تعبر عنه الصين في مختلف المحافل الدولية، بما في ذلك خلال رئاستها الأخيرة لمجلس الامن الدولي، وذلك دعماً للقضايا العربية المشروعة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وسعياً لإيجاد حل عادل ودائم لها على أساس رؤية حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتوطيد مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وهنا أشيد بمواصلة التشاور السياسي وتبادل الدعم وتعزيز التضامن بين الجانبين، وتحدونا في ذلك إرادة سياسية قوية لتحقيق وقف كامل وفوري لإطلاق النار، وإنهاء الحرب الوحشية على قطاع غزة الذي تعرض لويلات التدمير والتهجير القسري للمدنيين العزل، دون أدنى احترام لأحكام القانون الدولي الإنساني.

إن أهمية تنظيم ملتقى التعاون العربي الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيون، تكمن في كونه آلية دائمة للتعاون بهدف تشجيع الهيئات الاذاعية والتلفزيونية على مد جسور التواصل من خلال تبادل البرامج والانتاجات المشتركة.

فرغم الثورة التكنولوجية الهائلة التي غيرت ملامح الإعلام، تبقى الإذاعة والتلفزيون وسائل إعلامية ناجعة وفعالة، وتنافس الوسائط والمنصات المتعددة التي سمحت بتدفق غير مسبوق للأخبار والمعلومات، مما يطرح تحديات كبيرة تتعلق بالمهنية والمصداقية والدقة.

وغير خاف عليكم أهمية وسائل الاعلام التقليدية كمصدر موثوق يعتمد عليه الجمهور خاصة في أوقات الازمات.

ولكن في نفس الوقت، يتعين على هذه الوسائل مواكبة التطور التكنولوجي والتعاطي مع المعلومة وبثها عبر الوسائط المختلفة لضمان التنافسية المطلوبة والانتشار الواسع.

إن الاستثمار في الإعلام يواجه تحدياً مهماً، يتعلق بتحقيق معادلة متوازنة بين الرسالة الإعلامية من جهة، والربح المادي من جهة أخرى.. بما يكفل الاستمرار، ولذلك فمن المهم أن يعتمد الاستثمار الإعلامي على التخطيط المحكم للاستفادة من كافة الإمكانيات بهدف تحقيق المكاسب المالية دون الإخلال بالمحتوى الإعلامي.

وتحرص جامعة الدول العربية على استمرارية هذا الملتقى للتواصل المباشر بين الإعلاميين العرب والصينيين، لما لذلك من أهمية في تبادل الخبرات وتعزيز التواصل والتنسيق بين مختلف أجهزة الاعلام العربية والصينية، بما يخدم القضايا ذات الاهتمام المشترك، والانفتاح على مختلف الثقافات والتعريف بالموروث المشترك، والتصدي للصور النمطية التي تعمل بعض وسائل الاعلام الغربية على الترويج لها.

وننوه بمجهودات جمهورية الصين الشعبية في تطوير الاعلام والاعتماد على التقنيات الحديثة، مما يشكل فرصة أمام دولنا للعمل سوياً على برامج تدريبية للنهوض بالعنصر البشري وصقل مهارات وخبرات الإعلاميين الشباب وتشجيع روح الابتكار.

وختاماً، أُجدد تطلع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، للارتقاء بالعلاقات العربية الصينية وترسيخها نحو بناء مستقبل جماعي أفضل للأجيال القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى