عرب وعالم

وسط تمدد المعارضة المسلحة نحو دمشق .. بيان الأستانا يطالب بايجاد مخرج سياسي وسلمي للأزمة في سوريا

مريم عامر

أصدرت مصر السعودية والأردن والعراق وقطر وإيران وتركيا وروسيا، السبت، بياناً مشتركاً، بشأن الوضع في سوريا، حذّرت فيه من أنّ استمرار الأزمة فيها “تطوّر خطير على البلاد والأمن، إقليمياً ودولياً”.

 

بيان الأستانا

 

وأشار بيان الدول العربية و”مسار أستانا” إلى أنّ الأزمة السورية “تستوجب السعي لحل سياسي، يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية”، وأن يكون هذا الوقف تمهيداً “لإطلاق عملية سياسية جامعة”.

وأكد البيان أنّ هذه العملية السياسية “يجب أن تحمي سوريا من الفوضى والإرهاب، وأن تحفظ وحدتها وسيادتها”، مضيفاً أنّ “استمرار التشاور لإيجاد حل سياسي يحقق تطلّع السوريين إلى الأمن والعدالة”

شارك في الاجتماع من جانب الدول العربية وزراء خارجية كل من مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق. فيما شارك من جانب مسار أستانا وزراء خارجية كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية التركية وممثل عن روسيا الاتحادية.

 

بيان مشترك

 أكد المجتمعون، في بيان مشترك بخصوص الأحداث الأخيرة في سوريا، أن استمرار الأزمة السورية يشكّل تطوّراً خطيراً على سلامة البلاد والأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستوجب سعي كافة الأطراف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين من تداعيات هذه الأزمة. كما توافقوا على أهمية تعزيز الجهود الدولية المشتركة لزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وضمان وصولها بشكل مستدام ودون عوائق إلى كل المناطق المتأثرة.

وشدد الوزراء على ضرورة وقف العمليات العسكرية تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جامعة، استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254،تضع حدا للتصعيد العسكري الذي يقود إلى سفك دماء المزيد من الأبرياء العزّل وإطالة أمد الأزمة، وتحفظ وحدة وسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها ، وتحميها من الانزلاق الى الفوضى والإرهاب وتضمن العودة الطوعية للاجئين والنازحين .

وأكد المجتمعون استمرار التشاور والتنسيق الوثيق بينهم من أجل المساهمة الفاعلة في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والعدالة، فضلاً عن تعزيز الجهود الرامية إلى توطيد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي نهاية الاجتماع استمع المجتمعون لايجاز من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون وأكدوا دعمهم لجهود الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤.

 

صيغة استانا

يأتي ذلك بعد أن عُقد في العاصمة القطرية، الدوحة، اجتماعٌ بين تركيا وروسيا وإيران، ممثّلةً بوزراء خارجيتها في “صيغة أستانا”، في محاولة لإيجاد مخرج سياسي وسلمي للأزمة في سوريا.

يُذكَر أنّ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال إنّ “تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا سيتمّ بلا شكّ”، مضيفاً أنّ بلاده “تدعو إلى بدء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة الشرعية”.

وأعلن لافروف أنّ روسيا وإيران وتركيا “اتفقت على إيقاف العمليات العسكرية في سوريا”، مؤكداً أنّ الدول الثلاث “ستتخذ خطوات لضمان تحقيق دعوات خفض التصعيد في سوريا”.

بدوره، وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اجتماع “مجموعة أستانا” بـ”الجيد جداً”، مشيراً إلى “اتفاق المشاركين على ضرورة إنهاء الصراع فوراً، واحترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها، وبدء حوار سياسي بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة الشرعية”.

 

مصير الرئيس

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد “غير معروف”، وذلك في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد “غير معروف”، وذلك في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة.

وقال وزير الخارجية الإيراني إن مصير الأسد غير معروف لكن “المقاومة” ستواصل دورها، كما حذر من أن التهديد في سوريا سيمتد إلى المنطقة.

وأوضح عراقجي أن كثيرين “توقعوا سقوط نظام الأسد منذ عام 2011، لكن الأحداث أثبتت أن التنبؤات في هذا السياق محفوفة بالمخاطر، مع تغير الأوضاع بشكل مستمر”.

وأشار إلى أن سوريا قد تواجه سيناريوهات خطيرة مثل حرب أهلية، تقسيم البلاد، أو سيطرة جماعات إرهابية بالكامل، مشددا على أن جميع دول المنطقة متفقة على دعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها.

 

المعارضة السورية

 

ومن جانب أخر أعلنت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على مدينة حمص عقب انسحاب القوات الحكومية منها، مشيرة إلى إطلاق سراح آلاف السجناء من سجن حمص العسكري.

 وأوضح القيادي في قوات المعارضة، حسن عبد الغني، في تصريح اليوم ، أن المدينة “تحررت بالكامل”، وذلك بعدما دخلت الفصائل أحياء حمص، التي تعد ثالث أكبر المدن السورية.

وقالت المعارضة السورية إنها سيطرت على جنوب غرب البلاد بالكامل في غضون 24 ساعة وإن مقاتليها تتقدم إلى ما يبعد عن دمشق بنحو 30 كيلومترا مع انسحاب القوات الحكومية.

وأفادت وكالة رويترز بأن ضواحي دمشق شهدت مظاهرات غير مسبوقة، إذ أسقط المتظاهرون تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد ومزقوا صور نجله الرئيس الحالي بشار الأسد دون مواجهة من الجيش أو الشرطة. وذكر سكان أن بعض الجنود انضموا للاحتجاجات بملابس مدنية، بينما أكد الجيش تعزيز مواقعه حول العاصمة.

 

السلطات السورية

 

 في المقابل، أفادت السلطات السورية بفرض “طوق أمني وعسكري مشدد” حول العاصمة دمشق، في ظل إعلان فصائل المعارضة عن استعدادها لـ”تطويقها “

 

زر الذهاب إلى الأعلى