مصر تحتفل باليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر المجيدة
بقلم/ عبد الرحيم أحمد
ليس ثمة شك بأن نجاح الأمم وقوتها مرتبط إلى حد بعيد بمدى ادستفادتها من تجارب وانتصارات الماضي، والمؤكد أن ملحمة الانتصار والبطولة التي صاغتها ونسجتها مصر وقواتها المسلحة في السادس من أكتوبر لعام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين ستظل قبسا من نور نهتدي به ونحن نواجه معركة إثبات الوجود وبناء جمهوريتنا الجديدة مهما بلغت الظروف ومهما كانت التحديات.
واليوم ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر الخالدة وأثناء الندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة بهذه المناسبة جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بما حملته من رسائل ودلالات لتؤكد حزمة من الحقائق أبرزها عظمة النصر الذي حققته إرادة المصريين في ثلاثة وسبعين، كما كشفت الكلمة أن هذا الانتصار جاء من رحم المعاناة، نعم فقد حول المصريون هزيمة سبعة وستين إلى معجزة حربية قفزت فيها مصر خلافا لكل معايير القوة التي كانت في صالح العدو.
رسالة أخرى شديدة الأهمية في طرح الرئيس السيسي خلال الندوة وهي الإرادة المصرية الصلبة والوعي الشعبي الذي ساد خلال السنوات الست التي أعقبت النكسة، هذه الأسس كانت ركائز أساسية لتحقيق البطولة، وما أشبه الليلة بالبارحة، فما أحوجنا اليوم إلى الارادة، إلى العزيمة، إلى الإصرار، وقبل كل هذا وذاك الوعي.
إن ما تخوضه مصر بقيادتها وابناءها اليوم هو معركة أخرى، وعبور آخر يحتاج إلى جهود الجميع، جنبا إلى جنب مع ضرورة بناء وعي حقيقي وصادق إزاء ما تبذله الدولة من جهود جبارة لترسيخ دعائم الجمهورية الجديدة، ولنفسح المجال قليلا هنا لمناقشة النقطة الخاصة بالوعي، هذه النقطة تستلزم منا جميعا أن نكون معولا للبناء والدعم والتعزيز، أن نكون أفرادا ومواطنين أدوات قوة حقيقية تقف وراء قيادتها من أجل إنجاز ملحمة العبور الأعظم، أيضا لابد لنا أن نتيقظ لكل المحاولات الرامية لشق الصف وبث بذور الفتنة داخل نسيج مصر.
لنعلم جميعا تشابه الظروف بين عبور اكتوبر وعبورنا الآن، فكما ذكر الرئيس السيسي كانت القوى العظمى منذ خمسين عاما ترفض انهزام السلاح الغربي لكن نجح الجيش المصري في كسر شوكة العدو، واليوم لا يخفى علينا أن العديد من القوى تريد اجهاض المشروع المصري وقوة مصر الصاعدة، لكن نؤكد أن الإخلاص لهذا الوطن والاصطفاف خلف قيادتنا الرشيدة كفيل بتحقيق ملحمة جديدة وعبور آخر نسطر من خلالها ملحة خلود مصرية جديدة.
