كواليس التحالف الدولي ضد الحوثيين وموقف مصر من “حارس الازدهار”

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن إطلاق عملية دولية تحت اسم “حارس الازدهار”، لمواجهة استهداف عناصر الحوثيين للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، لحين وقف العدوان على غزة.
وأنشأت “حارس الازدهار”، كمبادرة أمنية جديدة ومهمة متعددة الجنسيات تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة قوة المهام المشتركة 153 التابعة لها، والتي تركز على تأمين البحر الأحمر، وتضم العملية 10 دول، وتشمل إلى جانب أمريكا، بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، مضيفًا أنهم سيقومون بدوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
وجددت جماعة الحوثي، طمأنتها لكافة السفن التجارية المتجهة إلى كافة الموانئ العالم عدا الموانئ الإسرائيلية، بأنه لن يصيبها أي ضرر وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحا، مؤكدة أن العمليات ضد إسرائيل، لن تتوقف حتى يتوقف عدوانها على غزة، المستمر منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
وأكدت جماعة الحوثي، رفضها التواصل المباشر مع واشنطن بهذا الشأن، وقالت إن ردها العسكري سيكون غير مسبوق وأنه سيتم إغراق السفن الأمريكية وتحويل البحر الأحمر إلى مقبرة لها إذا أقدمت واشنطن على أي عمل عسكري ضدها، مؤكدة مواصلة استهداف السفن المتجهة لإسرائيل أيا كانت جنسيتها حتى يتوقف العدوان على غزة.
على صعيد ذي صلة، اعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، أن هجمات جماعة الحوثي تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها، من شأنها تقويض فرص إيقاف الحرب وإنهاء الصراع في اليمن، وأن أي حديث عن حلول بمعزل عما يجري من تصعيد، يفرغ جوهر السلام من مضمونه.
وقالت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الموقف الثابت في دعم ومساندة التحالف الإقليمي والدولي الهادف لحماية ممرات الملاحة الدولية في هذه المنطقة المهمة.
من جهته علق السفير سامح شكري، وزير الخارجية المصري على تصاعد الهجمات في البحر الأحمر ومدى التعاون الدولي في هذا الإطار، قائلا: إن مصر تشترك في المبادئ الخاصة بحرية الملاحة وضرورة الحفاظ عليها بالبحر الأحمر، حيث تضطلع الدول المطلة على البحر الأحمر بمسؤولية في إطار تأمينه.
وأضاف أن مصر، مستمرة في التعاون مع الشركاء لتوفير الظروف الملائمة لحرية الملاحة في البحر الأحمر، وتيسير النفاذ إلى قناة السويس، وأنه تحدث عن هذه المبادئ مع وزير الخارجية البريطاني، باعتبار أن المملكة المتحدة عضو في”تشكيل وحدة بحرية جديدة في هذا الإطار.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، إن هناك عدة دول اشتركت في القوة البحرية الجديدة، وانضمت لندن إليها بإرسال سفن بحرية، وأنه من المهم تأمين البحر الأحمر، وهو أمر مهم لمصر وبريطانيا والعالم، وإلا ستتأثر سلاسل الإمداد وتتوقف البضائع ويحدث تضخم.
وحذرت مؤسسة بحثية “معهد كوينسي” يقع مقرها في العاصمة الأمريكية واشنطن، من أن العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليم ستكون مكلفة لاسيما إذا تطورت إلى صراع إقليمي.
وأثار معهد كوينسي، التخوفات من أن عمليات جماعة الحوثي قد تحول البحر الأحمر إلى مسرح حرب جديد، وأن التكاليف المرتبطة بفرقة العمل التي تقودها أمريكا في البحر الأحمر قد تصبح أعلى كثيرا، وخاصة في وقت حيث كانت الولايات المتحدة تستنزف ترساناتها العسكرية التي تدعم جهود أوكرانيا ضد العملية العسكرية الروسية، وحرب إسرائيل في غزة.
وبحسب تقرير المؤسسة فإن الدفاع عن الممرات البحرية التي تمر عبر قناة السويس والبحر الأحمر سيكلف واشنطن “أموالا طائلة”، في البنود الأتية:
– تتكلف كل ذخيرة أمريكية تستخدم لاعتراض صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة ما بين مليون و4.3 مليون دولار.
– الصواريخ الأمريكية المستخدمة لإسقاط مقذوفات الحوثيين الطائرات بدون طيار تشمل صاروخ “SM-2” 2.1 مليون دولار، وصاروخ “SM-6” 4.3 مليون دولار، وصاروخ “ESSM Sea Sparrows” 1.7 مليون دولار، وصاروخ الطائرة المتدحرجة 905 ألف دولار.
– لا يمكن للسفن الأمريكية إعادة التحميل في البحر الأحمر وسيتعين عليها العودة إلى الميناء، إذا استمر النشاط الحركي لفترة أطول، مما يعني زيادة التكاليف.
وكانت جماعة الحوثي باليمن، توعدت برد عسكري غير مسبوق على أي عملية ضدها، كما تعهدت بمواصلة استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل أيا كانت جنسيتها، كما أعلنوا التعبئة العامة والجاهزية لنصرة غزة.