في ذكرى مولد المختار.. ما أحوجنا للتمسك بالأسس والمبادئ التي وضعها الرسول الكريم
بقلم/ عبد الرحيم أحمد

تهب علينا هذه الأيام ذكرى عطرة شريفة كانت ولا زالت علامة فارقة بالنسبة لهذا العالم لولاها لبقي الجميع تائها يتخبط في الظلمات، إنها ذكرى مولد أعظم شخصية على وجه الأرض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وعندما نتحدث عن ذكرى وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فإننا دائماً وأبدا ما نجد فيها الدليل إلى الطريق الصحيح والمخرج الآمن من غياهب الضلال والباطل إلى دروب الحق والهداية والنور، والحقيقة وجدت نفسي مدفوعا وانا اكتب هذه السطور نحو نقطة مضيئة من النقاط التي وضعها لنا النبي الكريم لتهدينا نحو السبيل الأمثل والطريق الافضل نحو بناء الأمم والمجتمعات، قبس منير نهتدي به ونحن بصدد بناء وطننا الغالي مصر.
وحتى نقترب أكثر واكثر من هذه النقطة أذكركم واذكر نفسي بموضوع غاية في الأهمية، فعندما هاجر محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بدأ فعليا بناء دولة الإسلام على قواعد وأسس راسخة أسهمت في مد راية الإسلام خفاقة إلى العديد من البقاع والاصقاع مترامية الأطراف لتصل دولة الإسلام لما نراه الآن من قوة وباس وشموخ حتى وإن اعتراها الضعف في بعض الأحيان نظرا للابتعاد عن المنهج الذي أرسى قواعده الرسول الكريم.
نعود إلى بناء الرسول دولة الإسلام في المدينة، وقد ارتكزت الدولة على وثيقة ضعها النبي سميت دستور المدينة، والواقع أن هذه الوثيقة رغم بساطتها فهي الأساس الحقيقي والراسخ لبناء الدولة كما أرادها النبي واصحابه، نعم وكان البند الأول فيها هو بناء المسجد ليكون مكانا للعبادة وتعليم المسلمين أمور دينهم وايضا منتدى لمناقشة أمور الدولة وخطة نشر الدعوة الإسلامية، أما البند الثاني فارتكز على المؤاخاة بين قبيلتي الأوس والخزرج وانهاء الصراع بينهما، والبند الثالث نظم العلاقة بين المسلمين والطوائف الأخرى الموجودة في المدينة لاسيما اليهود، ومن النقطة الأخيرة استلهم حديثي عن أمر مهم وهو ضرورة بناء المجتمعات على أسس راسخة من المودة والوئام ومد جسور التواصل مع الآخر بعيدا عن العنف والفوضى والتطرف حتى يستقيم المجتمع ويتفرغ الجميع للعمل والبناء.
واستكمالا لهذا الحديث نؤكد أن الأساس الذي وضعه الرسول الكريم وسار عليه من بعده الخلفاء الراشدون كان هو الأساس لدولة الإسلام القوية أما التفرق والاختلاف حتما سيقود إلى الضعف والصراع .. صلى الله على خير الأنام في ذكرى مولده الشريف.
بقلم/ عبد الرحيم أحمد