منوعات

الناقد سامي كيوان : جذور الموهبة ورؤية الفكر المتجانس في كتابات فتحية الفرارجي 

دعاء زكريا

كشف الناقد الأدبي سامي المرسي كيوان ان الروائية فتحية الفرارجي ليست مجرد كاتبة، بل هي روح تتجسد في كلمات، تكتب بحبر لا يجف، بل يظل مغموسًا في عقلها، ينهل من أفكارها المتدفقة، فتنساب كلماتها على الورق وكأنها نهر لا يعرف الانقطاع. قلمها ليس مجرد أداة، بل هو امتداد لذاتها، يعبر عن رؤاها العميقة، ويشكل أفكارها في قوالب جديدة لم يألفها القارئ من قبل.

وأوضح ان فتحية الفرارجي لا تكتب لمجرد الكتابة، بل تنسج من الحروف عالمًا متكاملًا، تعيد صياغة الواقع بلغة تمتزج فيها الدقة بالإبداع، فتقدم للقارئ نصوصًا ليست كغيرها، نصوصًا تتجاوز السطحية، تغوص في العمق، وتسبر أغوار النفس الإنسانية والمجتمع. إنها تكتب بعين ترى ما وراء السطور، تلتقط من الحياة تفاصيلها الخفية، ثم تصوغها بأسلوب يلامس القلب قبل العقل.
واستطرد بقوله ان قلمها يشبه المسبار الذي يكتشف خفايا العقول والمشاعر، يطرح تساؤلات، يفتح آفاقًا، يدعو للتأمل والتفكر. إنها لا ترضى بالقوالب الجاهزة، بل تعيد تشكيلها، تكسر النمطية، وتبتكر أساليب تعبيرية جديدة تمنح النصوص حياة خاصة. ولهذا، لا يشعر القارئ أمام كتاباتها بالرتابة، بل يجد نفسه محاصرًا بسحر الكلمات، مجبرًا على التفاعل مع النص بكل جوارحه.
وصرح كيوان  ان فتحية الفرارجي حالة أدبية متفردة، تجعل من الكتابة مغامرة، ومن الأفكار كائنات حية تنبض على الورق، لتصل إلى القارئ وهي تحمل معها نبضات الإبداع ووهج الفكرة الحقيقية.
وأشار إلى أن إبداع الكاتبة لا يعرف الحدود حيث انا  تملك ناصية الكلمة كما يملك الرسام ريشته، تتحرك بين السرد والنقد بسلاسة نادرة، لتقدم نصوصًا تجمع بين الأصالة والتجديد. تنطلق في رواياتها من التفاصيل الإنسانية البسيطة، لكنها تُعيد تشكيلها برؤية فلسفية عميقة، تجعل من كل نص لوحة متكاملة، تنبض بالمشاعر والتأملات الوجدانية.
وليس من المستغرب أن تجد في كتاباتها هذا التداخل الفريد بين الواقع والحلم، بين التجربة الشخصية والهمّ الإنساني العام، حيث تلامس كتاباتها جوهر الحياة، وتسبر أغوار النفس البشرية، لترسم عوالم متشعبة تمتزج فيها الأفكار مع الصور، والتجارب الفردية مع قضايا المجتمع الكبرى.
فهي تكتب بعين الناقد الذي يُشبع النص تحليلًا، وبقلب الأديب الذي يضفي عليه روحًا نابضة.
تسير كتابتها على خيط رفيع بين الحكي العفوي والبناء المحكم، بين الغنائية الشعرية والتوثيق الواقعي، فمنذ دراستها للأدب الفرنسي، وهي تسير في درب البحث عن الجمال في ثنايا اللغة، وتعيد تشكيله برؤيتها الخاصة. هذه التجربة الأكاديمية لم تكن مجرد معرفة بقدر ما كانت أفقًا مفتوحًا جعلها تنظر إلى الكتابة باعتبارها فعلًا ثقافيًا، ومسؤولية حضارية تتجاوز الحدود الضيقة للنص، نحو خلق تفاعل إنساني وثقافي أكثر عمقًا واتساعًا.
لا يمكن الحديث عن فتحية الفرارجي دون الإشارة إلى دورها في المشهد الأدبي والنقدي، فهي لا تكتفي بالإبداع الفردي، بل تفتح نوافذ الفكر للآخرين، سواء من خلال النقد أو من خلال التفاعل مع المشهد الثقافي بوعي وحسّ نقدي ناضج. إنها من أولئك الذين يرون أن الكتابة ليست انعزالًا، بل حوار متواصل مع القارئ والمجتمع، ومحاولة مستمرة لإعادة تشكيل المفاهيم، وإضاءة العتمة التي تخلفها فوضى العالم.
و في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الفكر والأدب، تظل فتحية الفرارجي نموذجًا للمثقف الذي يحمل رؤية واضحة لما ينبغي أن يكون عليه المستقبل الثقافي. فهي تدرك أن الإبداع لا يقف عند حدود التجربة الذاتية، بل يتجاوزها ليصبح فعلًا مؤثرًا في الوعي الجمعي.
وقد  تجسد أسلوبها هذا في روايتها ” شدو لارين” واعتقد ان الساحة الفكرية كسبت أدبية متمكنة لا يحول العمل الجامعي عن دورها الفكري و الإبداعي .

زر الذهاب إلى الأعلى