سفير بكين بالقاهرة : التنمية والنهضة تطلعا مشتركا للصين ومصر
2024-10-23
كتبت : مريم أيمن عامر
قال السفير لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة ، إن تحقيق التحديث يمثل هدفا مشتركا صينياً ومصرياً و تسعى إليه كافة دول العالم. فكيفية تحقيق التحديث في الدول النامية التي تأخرت في عملية التحديث تعدّ معضلة عالمية. مؤكداً إن الصين كأكبر دولة نامية في العالم، أكملت خلال عقود فقط عملية التصنيع التي استغرقت مئات السنين في الدول الغربية المتقدمة، مما خلقت معجزة في التاريخ العالمي للتحديث، وذلك من خلال السير على الطريق التنموي المتناسب مع الظروف الوطنية الصينية.
وتسائل السفير لياو ليتشيانغ ، خلال كلمته بمؤتمر عرض كتاب الرئيس الصينى “مقتطفات من خطابات شي جينبينغ حول التحديث الصيني النمط” بالقاهرة اليوم ، ما الطابع الأساسي للتحديث الصيني النمط ؟ وما الأهداف والتخطيطات والاستراتيجيات للتحديث الصيني النمط ؟ وما تأثيره العالمي ؟ مشيرا كتاب “مقتطفات من خطابات شي جينبينغ حول التحديث الصيني النمط”، جاوب على تلك الأسئلة ، والذي يجلد التفسيرات المعمقة للمحتويات الغنية للتحديث الصيني النمط، بما فيه خصائصه الصينية وتطلباته الجوهرية ومبادئه الأسياسية، ويعد الكتاب مرجعية للقراء الصينيين والأجانب الذي يرغبون في فهم التحديث الصيني النمط عن الشقين النظري والتطبيقي، والاطلاع على كيف نجح الشعب الصيني في اكتشاف طريق التحديث الصيني النمط وخلق الشكل الجديد للحضارة البشرية وإحداث آفاق جديدة للتحديث تحت قيادة حزب الشيوعي الصيني.
واستطرد السفير لياو ليتشيانغ ، في ظل التغيرات الهائلة منذ قرن، أصبح السعي إلى التنمية والنهضة تطلعا مشتركا للصين ومصر وغيرهما من الدول النامية الغفيرة، وتتخطى دول الجنوب العالمي خطوات ثابتة في استكشاف طريق تنموي يناسب الظروف الوطنية بالإرادة المستقلة. لافتاً ، في شهر يوليو الماضي، انعقدت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، والتي وضعت تخطيطا شاملا لزيادة تعميق الإصلاح ودفع التحديث الصيني النمط. وفي قمة بيجينغ لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي بشهر سبتمير، طرح الرئيس شي جينبينغ الرؤية ذات ست نقاط حول العمل الصيني الإفريقي المشترك للدفع بعملية التحديث، معلنا عن أعمال الشراكة العشرة للدفع بعملية التحديث مع الجانب الإفريقي خلال السنوات الثلاث القادمة، الأمر الذي وجد تجاوبا إيجابيا من كافة القادة الأفارقة، وسيشكل دفعة قوية على تسريع وتيرة التحديث في “الجنوب العالمي” وعلى النطاق العالمي.
وطالب ليتشيانغ ، لنتخذ “مقتطفات من خطابات شي جينبينغ حول التحديث الصيني النمط” كمدخل لتعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية والتواصل حول سبل إدارة البلاد وحوكمتها، والسير يدا بيد على مسيرة التحديث، وزيادة بناءة في بناء المجتمع الصيني المصري والصيني العربي والصيني الإفريقي للمستقبل المشترك، بما يقدم مساهمة في القضية العالمية للسلام والاستقرار والتنمية.
المجلس المصري
وأكد السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية ، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ، أن الصين كانت بمثابة القوة الدافعة لتعزيز آلية تعاون مجموعة بريكس.
وقال سعد ، إن اقتراح الصين في عام 2017 لإنشاء منصة بريكس بلس لتعزيز التعاون مع الأسواق الناشئة والدول النامية الأخرى فتح “آفاقاً جديدة أمام دول جديدة للانضمام إلى التكتل”.
وأضاف أن فوائد الاقتراح الصيني ظهرت جلية عندما انضمت دول جديدة إلى مجموعة بريكس، في حين تقدمت أكثر من 30 دولة أخرى رسميا بطلب العضوية أو أعربت عن اهتمامها بذلك.
وأرجع السفير عذت سعد ، نجاح تلك الآلية في جذب المزيد من الدول إلى ثقتها في دول التجمع الأساسية وخاصة الصين.
وأشار إلى أن القيم التي تدافع عنها مجموعة بريكس تلقى صدى لدى دول الجنوب العالمي، مؤكدا على ريادة الصين في مجالات مثل الاقتصاد والمالية والحوكمة الرشيدة والتعددية التي تتميز بالمساواة والعدالة.
وأضاف أن “الصين تعتبر الصوت الحقيقي والموثوق به للدول النامية والأسواق الناشئة”.
وأضاف سعد أن “كل هذه الترتيبات والاجتماعات والقمم توفر إطاراً مؤسسياً للدول الأعضاء لتعزيز التنسيق والتفاعل”.
واستشهد سعد بمصر كمثال للدول التي استفادت من تفاعلها مع مجموعة بريكس قبل الانضمام إليها رسمياً. وأكد إن مشاركة مصر في قمم المجموعة منذ عام 2017، وعضويتها في بنك التنمية الجديد، عملا على تعزيز تعاونها مع الصين وروسيا والهند في عدة قطاعات.
وقال إن روح مجموعة بريكس تعكس المبادئ التي طالما دافعت عنها الصين والدول المؤسسة الأخرى، مضيفاً أن التكتل خرج من رحم يتسم بالظلم والتناقضات.
واعتبر سعد أن العدد المتزايد من طلبات الانضمام إلى مجموعة بريكس هو علامة على الاستياء من الهيمنة والنفاق والمعايير المزدوجة للغرب وتجاهله للتعددية ومبادئ الأمم المتحدة.
وأضاف أن “كل مجتمع له تراثه وثقافته وتقاليده التي يجب احترامها، وبالتالي لم يعد من المنطقي أن يؤمن الغرب أنه قادر على احتكار النظام الاقتصادي أو المالي العالمي”.
وأعرب سعد عن تفاؤله بأن تحمل قمة بريكس الحالية في مدينة قازان الروسية مبادرات أو خططا جديدة لتعزيز العدالة العالمية
ومن بين الإنجازات الأخرى التي حققتها مجموعة بريكس إنشاء آليتين مهمتين للتعاون: بنك التنمية الجديد وترتيب احتياطي الطوارئ. وتوفر الآلية الأخيرة الدعم للدول التي تواجه حالات طوارئ مالية.