مقالات الرأي

حركة عدم الانحياز.. بارقة أمل نحو إرساء قيم العدالة والمساواة

بقلم – عبد الرحيم أحمد

ما من أحد يستطيع إنكار الدور المصري المهم في تأسيس حركة عدم الانحياز وبناءها وتطويرها بما يتلاءم مع الظروف والتحديات الإقليمية والدولية الراهنة ،، أيضا فإن سمات الدبلوماسية المصرية في الوقت الحالي بما فيها السياسية المتوازنة والانفتاح على الجميع تمثل سياقا طبيعيا باعتبار مصر دولة ذات ثقل واضح داخل الحركة التي تعقد قمتها التاسعة عشر غدا وبعد غد بالعاصمة الأوغندية كمبالا ويرأس وفد مصر بها وزير الخارجية سامح شكري نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي.

لنفسح المجال قليلا ونلقي الضوء على أهم مبادئ الحركة ومنها التأكيد على هوية مستقلة، والقيام بدور إيجابي، وضمان حرية صنع القرار للدول، تلك المبادئ التي تحتاج منا إلى وقفة في هذا التوقيت بالذات، لماذا؟

نستطيع القول وبكل ثقة إن الدولة المصرية اليوم تقدم نموذجا مثاليا في تطبيق هذه المبادئ بفضل قيادتها الحكيمة التي عملت فعليا على استقلال القرار المصري وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى فضلا عن قيامها بدور كبير وواضح في دعم الاستقرار وتقديم المساعدة في حل العديد من القضايا والأزمات على الصعيدين الإقليمي والدولي والامثلة على ذلك كثيرة متعددة.

أما النقطة المهمة في القمة المرتقب انطلاقها بكمبالا غدا فهي العنوان والشعار الذي اتخذته قمة هذا العام وهو “تعميق التعاون من أجل الرخاء العالمي المشترك”، والمؤكد أن دول المنظمة بحاجة ماسة اليوم إلى هذا التعاون والتنسيق والعمل المشترك حتى يتمكنوا من مواجهة التحديات التي لا سبيل للتصدي لها سوى بالاتحاد والعمل في اطار جماعي.

أضف الى ذلك فإن القمة التاسعة عشر لحركة عدم الانحياز تبدأ غدا مرحلة جديدة في ضوء رئاسة أوغندا للحركة خلال الفترة من عام ألفين وأربعة وعشرين وحتى عام ألفين وسبعة وعشرين وذلك عقب انتهاء فترة رئاسة أذربيجان لها، وما يستتبع ذلك من تضافر وتنسيق له مردوده الإيجابي على دول الحركة.

على أية حال فالثابت لدينا أن حركة عدم الانحياز هي بارقة الأمل الوحيدة نحو إيجاد عالم تسوده العدالة، حيث ما زالت تمثل الاطار الأهم والاوسع نطاقا لتنسيق مواقف الدول النامية إزاء مختلف القضايا السياسية والاقتصادية المطروحة على أجندة الأمم المتحدة، كما انها الركيزة بالغة الأثر في دعم العمل الجمعي متعدد الأطراف في مواجهة السياسات أحادية الجانب التي تعد تحديا كبيرا أمام الدول النامية.

زر الذهاب إلى الأعلى