تعديلا حكومية جديدة برؤية مستقبلية

بقلم/ محمد عبيد المهيري
“تغيرات محدودة في عددها عظيمة في معناها ومحتواها”، كان هذا نتاج التشكيل الوزاري الجديد الذي أعلن عنه أمس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمباركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مستعينا في ذلك بالكفاءات الشابة وأهل الخبرة والعلم ضمن الخطط التي تضعها القيادة لتطوير العمل الحكومي والعمل لأجل المستقبل وليس فقط الحاضر.
ولم يكن مفاجئا انضمام الشيخ حمدان بن محمد بن راشد للحكومة الجديدة ليشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع، فهو كما وصفه الشيخ محمد بن راشد رجل عضيد وسند وقائد يحب الناس ويحبه الناس وسيكون مساهم رئيسي في صياغة مستقبل الإمارات.
وكان لملف التعليم الحظ الأكبر من التعديلات الجديدة فهو أساس الدولة ومستقبلها فقد شلمت التغيرات الحكومية إعادة تشكيل مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية ونائب رئيس المجلس الشيخة مريم بنت محمد بن زايد مع ضم وزارة تنمية المجتمع تحت مظلة المجلس، بجانب وزارة التربية التعليم، والتعليم العالي والجامعات الاتحادية ووزارة الموارد البشرية والتوطين.
هذه التعديلات تدعم وبحق كما قال الشيخ محمد بن راشد استقرار واستمرار خطط واستراتيجيات التعليم لأنه سيتولى الإشراف على كافة مراحل التعليم الذي يهدف بالأساس إلى خلق أجيال تحافظ على هويتها الإماراتية العربية وقيم دولة الإمارات التي رسخها الآباء والأجداد مع مواكبة المستقبل، فنحن ننهل ونرتوي من تراث وخطط الآباء وكما علمونا نضيف إليها لحاضرنا ولمستقبل الأجيال الجديدة.
التغييرات تضمن أيضا دمج مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي والوكالة الاتحادية للتعليم المبكر مع وزارة التربية والتعليم وتعيين سارة الأميري وزيرة للتربية والتعليم وعبدالرحمن العور وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة مع تعيين أحمد بالهول وزيرا للرياضة ورئيسا لكليات التقنية العليا بالدولة بجانب مهامه رئيسا لوكالة الإمارات للفضاء، فهذه التعديلات تدعم مهمة مجلس التعليم وتصب في صالح عمليات التطوير والتحديث والتكامل بين كافة أجهزة الدولة لتواكب التطورات المتلاحقة، فالعلم كل يوم في جديد ومن لا يواكب المستقبل فسيكون ضحية له ولن يقدر على الصمود في وجه التغيرات العاتية.
التغييرات الجديدة لم تغفل أهمية تطوير الاقتصاد والابتكار ودعم عمليات التنمية المستدامة، لذا جاء تعيين علياء عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال ليصب في صالح خلق فرص اقتصادية والاستفادة من النمو الغير المسبوق الذي يشهده الاقتصاد الإماراتي فقد بات من مصاف الاقتصاديات المتقدمة على مستوى العالم وهو ما تعكسه الأرقام والحقائق على الأرض.
ولهذا تعمل القيادة الرشيدة على ضمان هذه الريادة والإضافة إليها، فالإمارات لا تعرف الركون والقناعة بما أنجزته فهي تدرك أن قدراتها وإمكاناتها تسمح لها بتحقيق المزيد ليس لخير وصالح شعبها فقط ولكن للإنسانية جمعاء.