عرب وعالم

باكستان تندد باستهداف إسرائيل للبنية التحتية الطبية في غزة

نددت باكستان اليوم الجمعة باستهداف إسرائيل «المتعمد» للمستشفيات والعاملين في المجال الطبي والمرضى والجرحى بينما تواصل القوات العسكرية الإسرائيلية حربها في غزة،

ودعت إلى إجراء تحقيقات «مستقلة وشفافة» في هجماتها على البنية التحتية الصحية وجرائم الحرب الأخرى.

قال السفير عاصم افتخار، المندوب الدائم المناوب لباكستان لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي

الذي عقد جلسة طارئة بشأن انهيار الخدمات الصحية في القطاع المحاصر: «يجب أن تنتهي الإفلات من العقاب».

وفي هذا الصدد، أكد على ضرورة ضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

وقد تم عقد اجتماع الجمعة بناء على دعوة من الجزائر، الصوت الرائد للعالم العربي في المجلس الذي تسلم للتو رئاسة المجلس لشهر يناير.

وفي كلمته، قال المبعوث الباكستاني إن الاستهداف المتعمد للمستشفيات والعاملين في المجال الطبي والمرضى والجرحى يتحدى كل مبادئ القانون الإنساني الدولي وليس له أي مبرر على الإطلاق.

وقال السفير عاصم افتخار: «ليس فقط الإدانة، بل يجب أن تكون هناك محاسبة على هذه الجرائم».

وقال إن الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمرضى والجرحى يخالف كل مبادئ القانون الإنساني الدولي وليس له أي مبرر على الإطلاق،

مضيفا أنه يجب أن تكون هناك محاسبة على هذه الجرائم وليس مجرد الإدانة.

وأشارت إلى أنه في الفترة ما بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024، نُفذ ما لا يقل عن 136 غارة على 27 مستشفى و12 منشأة طبية أخرى،

مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 عامل في مجال الرعاية الصحية.

وبحلول يونيو، أصبح 22 مستشفى من أصل 38 في غزة غير صالح للعمل، مما جعل نظام الرعاية الصحية على وشك الانهيار.

وقال السفير الباكستاني إن التدمير الوحشي لمستشفى كمال عدوان – آخر منشأة تشغيلية كبيرة في شمال غزة – هو عمل وحشي يهز ضمير الإنسانية.

وقال إن الشعب الفلسطيني يعاني منذ أكثر من 14 شهراً من هجوم متواصل على حياته وحقوقه وكرامته أدى إلى مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن اقتلاع أكثر من 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة.

ومع تدمير نحو 160 ألف وحدة سكنية، أصبح سكان القطاع بالكامل تقريبا بلا مأوى.

وقال: إن حجم هذه الحملة الإبادة الجماعية مذهل، ونواياها واضحة لا لبس فيها،

مشيرا إلى أن منازل غزة ومدارسها ومستشفياتها، وحتى تراثها الثقافي، تحولت إلى أنقاض، وحتى الأمم المتحدة وموظفيها لم يسلموا من التدمير.

حملة تهجير وتطهير عرقي وإبادة

وقال عاصم افتخار هذه ليست حربا، بل هي حملة تهجير وتطهير عرقي وإبادة.

إن القصف العشوائي للمدنيين والتدمير المنهجي للبنية الأساسية الحيوية ليست حوادث معزولة. إنها أفعال مدروسة تهدف إلى محو شعب بأكمله من وطنه.

وقال إنه على الرغم من قرارات مجلس الأمن وأحكام محكمة العدل الدولية، فإن المجلس لا يزال «مشلولا بشكل لا يمكن تفسيره»، مما يقوض سلطته ومصداقيته.

وأكد أيضا على ضرورة توفير ممرات إنسانية آمنة ومأمونة للسماح للناس بالوصول إلى الرعاية المنقذة للحياة.

وأضاف أن جهود إعادة الإعمار يجب أن تعطي الأولوية أيضاً لإعادة بناء نظام الرعاية الصحية المدمر في غزة.

ودعا إلى إحياء عملية تحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإنهاء الاحتلال،

ودعا السفير عاصم افتخار أعضاء المجلس إلى الوحدة قائلاً:

إن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى هذا المجلس بحثاً عن الأمل والعدالة ووعد السلام. ولا ينبغي لنا أن نخذلهم.

ولابد أن تتوقف إراقة الدماء في غزة. ولابد أن تتوقف المعاناة المستمرة للرجال والنساء والأطفال الأبرياء.

زر الذهاب إلى الأعلى