مقالات الرأي

القاهرة أسمرة… تنسيق مشترك في مواجهة التحديات

بقلم/ عبد الرحيم أحمد

نعلم جميعاً أن البعدين الاقتصادي والأمني ركيزة أساسية تبنى عليها علاقات الدول ببعضها البعض، ولا يخفى علينا ما تمثله منطقة القرن الأفريقي من أهمية استراتيجية عززت منها عوامل الجغرافيا الطبيعية والتاريخ المشترك إلى حد بعيد.

من المعروف أن منطقة القرن الأفريقي تشرف على منافذ مهمة تشمل المحيط الهندي والبحر الأحمر وخليج عدن، ويضم الإقليم أربع دول تشمل إثيوبيا والصومال وجيبوتي وإريتريا التي يزورها وزير الخارجية سامح شكري اليوم حاملا رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى شقيقه الرئيس الاريتري اسياس افورقي تتعلق بسبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ومن المهم هنا ونحن نناقش أبعاد تلك الزيارة وما يتم استعراضه خلالها من ملفات، التأكيد على بعد مهم ألا وهو البعد الأمني والاستراتيجي الذي يتعاظم دوره في ظل التحديات القائمة من حولنا ونقاط التوتر الإقليمية، لذلك فإن إريتريا ووفق شهادات الخبراء الاستراتيجيين تمثل حليفا مهما لمصر داخل منطقة القرن الأفريقي يمكن من خلالها مواجهة أية أزمات أو تحديات محتملة تهدد أمن واستقرار المنطقة أو مواردها.

أما البعد الآخر الذي يفرض نفسه على أجندة زيارة الوزير شكري وهو مرتبط أيضاً بالبعد الأول، فهو ملف القضية الفلسطينية والأوضاع والمستجدات الراهنة في قطاع غزة، في خطوة أخرى تعكس الاهتمام المصري بكل ما يمس أمنها العربي وسعيها المتواصل لحقن دماء الفلسطينيين عبر إيجاد آلية لوقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين في القطاع.

نقطة أخرى بالغة الأثر لابد من أخذها بعين الاعتبار، وهي ضرورة ترسيخ مفهوم التكتل والاندماج بين الدول في عالم اليوم الذي يموج بالصراعات، لذلك فإن سعي مصر الدائم للم الشمل والعمل المشترك سواء في محيطها العربي أو الأفريقي صار بكل تأكيد ضرورة ملحة حتى يتسنى صون أمن واستقرار الدولة المصرية من جهة، واستقرار المنطقتين العربية والإفريقية من جهة أخرى، ولا يجب أن نغفل أيضاً البعد الاقتصادي وما يمثله أيضا من حضور قوي على أجندة وزير الخارجية في اسمرة، فالتكامل الاقتصادي هو الآخر أداة قوية جدا لإثبات الوجود والمنافسة على الأصعدة كافة.

عموماً فإن ما تحقق من إنجازات سياسية ومكتسبات سواء على المستوى العربي أو الأفريقي يؤكد أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح نحو تأسيس تكتلات وشراكات تجعل من المنطقة قوة يحسب لها ألف حساب ورقما مهما في المعادلة الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى